وسط حضورٍ لافت غصت به قاعة مقر جمعية المنبر التقدمي بمدينة عيسى بالإضافة إلى الساحة الخارجية لها، ومواصلة لفعاليات «أيام أحمد الشملان» تحدث ثلاثة من رفاق المناضل الشملان عن دوره الوطني والنضالي المشرف خلال محطات مختلفة من سيرته ونضاله الوطني.
واستذكر الرفاق الثلاثة عبدالله البنعلي وعبدالله مطيويع ومنصور الجمري محطاتٍ عدة للمناضل مشيدين بتضحياته وعطاءاته، مشددين على أهمية الاستمرار في تكريم المناضلين الوطنيين اعترافا بدورهم البنّاء في خدمة الوطن.
وشدد المنتدون الثلاثة إلى جانب عدد من المداخلات التي قدمها الحضور على أن البحرين تحتاج لشرفاء مناضلين كأحمد الشملان الذي تعالى عن التصنيفات، واصفين إياه بالبحر المتلاطم الذي كان أكبر من أمواج الطائفية التي أخذت تعصف بالجبهة الوطنية، لأن شخصيات مثل الشملان لم تعد تتصدر الساحة حاليا.
من جهته قال رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري في بداية حديثه عن الشملان: أشعر بالفخر وأنا أقف أمام جبل شامخ من العطاء والفداء، متابعا «بالنسبة إليّ هو أستاذ ومنارة، لأن هذه الدنيا لا تخلو من أناس يمتلئون إنسانية ومبادئ لا يمكن لأية تعقيدات أن تؤثر فيها أو تزحزحها».
وأضاف «الفترة التي تعرفت فيها على الشملان كانت فترة متأخرة في نضال الشملان، إذ كانت في منتصف «التسعينات»، وكنت أعرفه عن بعد، وكان يمثل لنا ركيزة نضال وطني تجاوز شلل التنظيمات التي بدت جامدة غير متحركة».
وأردف «مع هذا الشلل التنظيمي والتنظيري كان لابد من قيام أناس يمتلكون من الحماسة والمبدئية بتقلد زمام الأمور، وبالنسبة إلي كان الشملان هو الذي يصلح أن يتخطى هذا الشلل بمختلف تعقيداته وعلاماته».
وواصل الجمري «فكر الشملان فكر إنساني بالدرجة الأولى، ولم يكن فكرا علمانيا فقط، وقد كان بدوره النضالي إحدى الركائز لتحقيق الإجماع الوطني في مرحلة «التسعينات»، هذا الإجماع الذي نراه قد ضعف الآن».
وتابع «كانت التسعينات فترة للتوافق الوطني، وكان هناك سموّ في الطرح، لأننا كنّا نلمس فيها بصمات شخص مثل الشملان، وأنا افتخر أن الكتاب الذي قدمته زوجة المناضل فوزية مطر عن سيرته وكفاحه يحوي مراسلات بينه وبين الوالد الشيخ عبدالأمير الجمري، وبينه وبيني خلال مرحلة التسعينات». وأضاف «الشملان يرى أن هناك مسائل حقوقية أساسية يجب أن يحصل عليها المواطن بغض النظر عن انتماءاته ومنها الحرية، لذلك فإنه عندما كنا نتواصل مع المؤسسات الحقوقية خلال «التسعينات» كان اسم الشملان يتقدم كل الشهادات، وكان نضاله دافعا قويا لدرء تهمة الطائفية عن تلك المرحلة».
وقال الجمري: «الشملان أيضا لم ينحرف ولم ينحر لجهة ما ولم يستمع للأقاويل، لذلك أقول إن البحرين تُعرّف بالشملان، وبكل الطيبين من أمثاله، وإذا ما ابتعد هؤلاء فمن الذين يصلح أن يتسلموا البحرين؟!».
واستطرد «أذكر أن أول كلمة ألقيتها بعد عودتي للبحرين في 2001 وكانت في نادي العروبة طالبت بوسام «الشملان لحقوق الإنسان»، ونحمد الله أننا في «الوسط» قدمنا ولو القليل في حق هذه الشخصية النضالية».
وأردف «اعتقد أن شخصية كالشملان في البحرين أفضل من أي شيء آخر، سواء أكانت عِمة أو بدلة أو عقالا أو غير ذلك، ولو رجعنا اليوم وسألنا أنفسنا: لماذا نشهد موجة طائفية من مختلف الجهات في الدولة من السلطة أو بعض قوى المعارضة؟ نجيب: ذلك لأن شخصيات مثل الشملان لا تتصدر الساحة، لأن هذه الشخصيات فوق المصطلحات وفوق التصنيفات، لذلك نحتاج إلى أكثر من شملانٍ واحد يقدم ويضحي من اجل المصلحة الوطنية دون أن يتحزب في إطار ضيق».
من جهته قال رفيق أحمد الشملان في نضاله الوطني عبدالله مطيويع، إن الحديث عن الشملان أشبه بمن يحاول السباحة في بحرٍ متلاطم الأمواج، مثنيا على ما حواه من صفاتٍ حميدة كالإقدام والزهد والتفاني وإكرام الآخرين، مضيفا في الوقت الذي كان يتسابق المتسابقون لنيل المغانم كان الشملان ثابتا على مبادئه وعقيدته لم يتزحزح عنها.
وأردف عرفت أحمد الشملان في انتفاضة مارس/ آذار 1965 المجيدة حينما عرفته البحرين كلها والمحرق كذلك، وفي محاولة لإخفاء شخصيته أطلق عليه الرفاق حينها اسما حركيا هو «كويتي من الرفاع»، وذلك لما تميزت به لهجته من قرب للهجة الشعبية الكويتية.
وتابع «تميز أحمد الشملان بأهاجيزه الثورية والنضالية في انتفاضة مارس، كما تميز بصلابته في النضال، وأذكر انه في بداية الانتفاضة في مارس ومع بداية المظاهرات كانت مسيلات الدموع تنهال على مقدمة المتظاهرين وكان احمد الشملان في المقدمة يأخذها ويعيد رميها على الشرطة حتى انغرست إحدى القنابل في يده وتركت أثرا بالغا وجرحا ظل ينزف طويلا».
وواصل «لم تجمعني بالشملان صلة تنظيمية ولم أشترك معه في خلية واحدة، لكنه برز في الكثير من المحطات كمحرك للساحة الوطنية وخاصة إبان انطلاقة حركة التسعينات، وقد كان الشملان وطنيا بامتياز، فلم يكن شيعيا ولا سنيا بل كان كل ذلك، وحينما أرادت الحكومة وصم تلك الحركة بالطائفية والمذهبية كان حراك الشملان عائقا لقبول مثل هذا الطرح».
وأردف «لقد كانت لجنة العريضة الشعبية التي شارك فيها الشملان بمثابة العباءة والدثار على أحقية مطالب التسعينات، لذلك فقد تم استهدافه لإسكات صوته، لأنه الدينامو الفعّال المتصل بالجهات الحقوقية في الخارج والمواظب على كتابة المقالات المطالبة بعودة الحياة البرلمانية وتفعيل الدستور حينها».
قال عضو لجنة القيادة في جبهة التحرير البحرانية ومسئول تنظيم الجبهة في الخارج خلال انتفاضة مارس/ آذار 1965 الذي يعد من رفاق المناضل احمد الشملان، عبدالله البنعلي إن الأخير رفيق درب النضال كغيره من الرفاق والمناضلين منهم الأحياء ومنهم من فارقونا، الذين نحمل لهم الذكريات المجيدة والجميلة التي ستظل خالدة في ذاكرة الوطن، وهم الذين حفروا علامات بارزة ومضيئة في تاريخه.
وأضاف أن «الشملان واحد من هؤلاء الذين حملوا شعلة النضال ضد الاستعمار البريطاني ومن أجل الاستقلال الوطني في تلك الظروف الصعبة, عندما كانت البحرين مستعمرة ومحمية بريطانية وكان رجال المخابرات البريطانية يعيثون بالبلد إرهابا وقمعا وتنكيلا وتشريدا بالشعب والمناضلين».
وأردف «لعب الشملان وكل من شارك أدوارهم في انتفاضة مارس/ 1965، وعلى رغم أن الانتفاضة لم تنجح في تحقيق كل أهدافها لكنها بنت أرضية صلدة لمواصلة نضال شعبنا لاحقا من اجل استقلال البحرين والديمقراطية، فقد زجت المخابرات البريطانية حين ذاك بالعديد من المناضلين ومن بينهم الشملان في السجون، وغادر البلاد آخرون حيث استقبلتهم المنافي».
وتحدث بإسهاب عن علاقته بالشملان، قائلا: لم التق به إلا مطلع العام 1971 في بيروت بعد اعتقالي في العام 1968 لمدة عام ونصف العام وإبعادي إلى لبنان العام 1970، حينها كانت العلاقة بيننا وبين الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج متوترة، ليست على مستوى القيادة بل وانعكست حتى على قواعد الجبهتين، وكان الخلاف على النهج السياسي، فالتحرير جزء من الحركة الشيوعية، والجبهة الشعبية في عمان أكثر يسارية وتتبنى النهج الصيني، والكفاح المسلح، بينما التحرير تؤمن بالنضال السياسي السلمي.
وتابع «في العام 1975 كنت في بيروت وقتها وكنت مسئول العلاقات الخارجية لجبهة التحرير، استقبلت في بيتي ومقر الجبهة الرفيق احمد الشملان قادما من البحرين بهدف التوجه للدراسة في الاتحاد السوفيتي، وحيث أن ذلك يتطلب وقتا فقد سمحت هذه الإقامة معي وعائلتي أن نتعرف أكثر على بعضنا بعضا ولمست فيه الطيبة والحنان وحب الانغماس في العمل السياسي»، مواصلا «أسهم الشملان في تلك الفترة بتعزيز العلاقات بيننا والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كانت مفيدة لدعم نضالنا، وقتها تعرفت على بعض كتابات وقصائد احمد الشملان وإذا لم تخنِي الذاكرة فإن قصيدة «تاريخ نجمة» كتبت في بيروت وهي تحكي ميلاد ومسيرة الجبهة التي تحولت إلى عمل فني رائع على يد فناني الجبهة».
العدد 2629 - الإثنين 16 نوفمبر 2009م الموافق 29 ذي القعدة 1430هـ
إلى كل طائفي بغيض
أقول لكل طائفي بغيض، ولا سيما من دمّروا البحرين الغالية، وشاركوا في بيعها للأغراب بابخس الأثمان نكايةً بالطائفة الكريمة الأخرى، اقول لهم و قلبي ينقطر حسرةً لظلمهم: هل المناضل الوطني أحمد الشملان شيعياً حتى نحبه إلى هذه الدرجة ؟ أو أن غيره من إخوتنا وأحبتنا في الله من شرفاء السنة- وما أكثرهم-، هل هم شيعةً لكي نكن لهم كل هذه المحبة والإحترام؟ فلماذا تشيعون بين إخواننا أننا أعداءهم ونبغضهم، وباننا طائفيون؟ تحلوا بأخلاق الملك حفظه الله في معاملة أبنائه المواطنين. هداكم الله وأنار قلوبكم.
thaks to Al-wasat
Gratefully Monber , Go ahead