العدد 2630 - الثلثاء 17 نوفمبر 2009م الموافق 30 ذي القعدة 1430هـ

أزمة الحوثيين داخلية لكنها سلبية على المنطقة... ومد الغاز للبحرين في 2012

قال إن بلاده تتعرض لحرب «إلكترونية»... السفير الإيراني لـ «الوسط»:

مقابلة مع السفير الايراني
مقابلة مع السفير الايراني

قال السفير الإيراني لدى المنامة حسين أمير عبداللهيان إن سياسة بلاده تجاه دول المنطقة مبنية على أسس التعاون وحماية الحقوق المشروعة بما فيها عدم التدخل في الشئون الداخلية. وأوضح أن قضية «الحوثيين» في اليمن هي قضية داخلية.
وبين عبداللهيان في حديث إلى «الوسط»: «إيران أعلنت استعدادها للتوسط من أجل إنهاء هذه المشكلة لأن استمرار المشكلة مع الحوثيين قد تؤثر سلباً على المنطقة التي يكفيها ما يحدث الآن من صراعات على الساحة في كل من أفغانستان والعراق، فكثرة الحروب والصراعات تمهد للتدخلات الأجنبية المختلفة لإثارة النعرات والمشكلات بين دول المنطقة».
وعن التعاون الاقتصادي بين البحرين وإيران توقع السفير الإيراني وصول الغاز الإيراني الى البحرين بحلول العام 2012، وقال إن التأخر في مد الغاز جاء بسبب توقف المفاوضات. كما تحدث عن قرب فتح خط جوي مباشر بين البحرين وأصفهان مع مطلع العام المقبل... وهذا نص الحوار:
 

البحرين وإيران ومد الغاز 2012

كيف تنظرونَ إلى العلاقات البحرينية - الإيرانية في الوقت الحالي؟
- العلاقات جيدة على المستوى السياسي وكلا البلدين يؤكدان على تطور العلاقات الثنائية، وهناك تواصل عبر اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات، فمن المفترض أن يكتمل مشروع تزويد البحرين بالغاز الإيراني مع العام 2012، خصوصاً وإن التأخر حصل بسبب توقف المفاوضات.
أيضا هناك جملة من الأمور الجديدة التي من المقرر أن تحدث مثل تنفيذ طلب الجانب البحريني لفتح خط جوي مباشر بين البحرين وأصفهان مطلع العام المقبل، إضافة إلى زيادة الرحلات الجوية في الأشهر الستة الأخيرة إلى 24 رحلة أسبوعية من البحرين لثلاث مدن إيرانية هي مشهد وشيراز وطهران.

وماذا عن العلاقات على المستوى البرلماني؟
- هناك زيارة لرئيس مجلس النواب البحريني خليفة الظهراني لطهران بداية العام المقبل، وهي دعوة وجهت من قبل البرلمان الإيراني.

بالنسبة إلى التأشيرة بين البلدين، كنتم في السابق تواجهون بعض العراقيل في حصول تأشيرة دخول رعاياكم إلى البحرين. هل الوضع تغير؟
- نعم في الفترات الأخيرة تحسن، وهذا كان يندرج ضمن جدول اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
 

أزمة الحوثيين والحوار الداخلي

إقليمياً، كيف تنظرون إلى الحرب القائمة في اليمن وعلى الحدود مع السعودية؟
- إن الاعتداء على أية دولة من دول المنطقة مبدأ ترفضه طهران تماماً، ونتوقع من القيادة السعودية حل هذه القضية بالطرق السلمية.
إيران أعلنت استعدادها للتدخل من أجل إنهاء هذه المشكلة، لأن اشتعال منطقة بالحرب يؤثر على باقي دول المنطقة التي يكفيها ما يحدث في أفغانستان والعراق، فالمنطقة لا تتحمل حرباً أخرى، وكثرة الحروب والصراعات تمهد لتدخلات أجنبية مختلفة لإثارة النعرات والمشكلات بين دول المنطقة.

التدخل الأجنبي... إلى من توجه إيران أصابع الاتهام؟
- الاتهام موجه إلى التدخل الاجنبي القادم من دول مثل الكيان الصهيوني وبعض الدول الأجنبية.

وماذا عن اتهام اليمن لإيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة؟
- هذه مجرد ادعاءات كاذبة، ونحن نرفض مثل هذا الكلام بقوة، ونقول: نحن على ثقة تامة بأن هذا الكلام لا يستند إلى حقيقة، وليس لإيران دور في رفع القدرات العسكرية للحوثيين... أكرر نحن ضد الحرب، فالمنطقة لا تحتمل مزيداً من المشاحنات.

لكن دائماً يأتي ذكر تدخل إيران لدول المنطقة في أكثر من حدث ومناسبة، سواء كان بالنسبة للحوثيين، أو الملف النووي، أو لبنان أو فلسطين... ما تعليقكم على ذلك؟
- إذا كانت إيران ستتابع كل تصريح وادعاء كاذب عليها، فإن الأوضاع القلقة ستزداد تتوتراً، لكن هذا ليس مبدأها على رغم أن الآخرين بدأوا بشن حرب إعلامية ونحن بدورنا علينا أن ندافع عن أنفسنا.
وبالنسبة لنا نحن مهتمون بالعلوم الجديدة من التقنية الحديثة لأننا في أمس الحاجة إليها، وليس صحيحاً نحن بصدد تطوير أسلحة نووية، ولكن الاستفادة من النووي في أغراض سلمية. إننا نواكب التطور وهذا من حق أية دولة، والتطور ليس حكرا على دول دون أخرى.
أيضا عندما أعلنا مساندتنا ودعمنا لحركة حماس وحزب الله ما هي إلا مواقف داعمة لقضايا عادلة في المنطقة، بينما نحن لم نظهر تجاه الدول العربية سوى المحبة والود والصداقة الذي أعلناه مرارا وأكدناه أكثر من مرة، فنحن في الواقع لم نكن يوما مصدر «تهديد» للمنطقة، فقد قدمنا ثمنا باهظا في دفاعنا عن القضية الفلسطينية، ونحن الخط الأول للدفاع عن الشعب الفلسطيني، لا يوجد هناك دولة وقفت مثلما وقفت إيران.

ألا تعتقد أن مثل هذا الكلام يزعل جيرانكم العرب؟ وهناك من يرى أنكم تزايدون على القضية الفلسطينية ضمن مطامع إستراتيجية؟
- لست من أقول هذا، بل هي المواقف الإيرانية واضحة وتتكلم عن نفسها، فنحن مدافعون في الصف الأول للشعب الفلسطيني، فإيران لها دور كبير. واكرر لم نكن مصدر تهديد لأحد في المنطقة، ونحن دائما نبادر بتعزيز العلاقات، ويكفي المقترحات التي قدمها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في قمة مجلس التعاون بالدوحة وهي جميعها تدفع باتجاه التعاون والتقارب وتأسيس منظمات إقليمية مع دول المنطقة التي من أهدافها إحلال الأمن والاستقرار.
 

قمة الكويت

خليجياً، ماذا عن قمة الكويت المنتظرة لدول مجلس التعاون؟، هل تم توجيه دعوة للرئيس الإيراني على غرار قمة الدوحة؟
- إذا وصلت الدعوة فنحن نرحب بها والمشاركة في اجتماع إقليمي تخلق أرضية لتبادل وجهات النظر مع جيراننا.

ولكن هناك مشكلات أخرى مع دول التعاون، فماذا عن قضية الجزر الثلاث؟، وما رأيكم بما يقال عن ترحيل مجموعة إيرانية مؤخراً من الأراضي الإماراتية؟
- نحن نعتبر هذه القضية هي قضية «سوء فهم» لا أكثر، فحجم التبادل التجاري مع دولة الإمارات العربية المتحدة هو أكثر من عشرة مليارات دولار سنوياً، والعلاقات بين البلدين قوية. لذلك فإنه من وجهة نظرنا أن قضية الجزر لا يجب أن تطرح من خلال تكرار أصدقائنا لهذا الموضوع الذي يجعله أكثر تعقيداً، فكلّ ما تحتاج إليه المنطقة هو الأمن والاستقرار. أما عن ترحيل إيرانيين من الإمارات هو كلام لم يحدث، وإن حدثت أية مشكلة فيمكن حلها مع القسم القنصلي.

أيضا في الشأن الإقليمي... ماذا عن مشاركتكم في «حوار المنامة» الشهر المقبل؟
- مبدئيا نود المشاركة، ولقد وجهت الدعوات الرسمية، فأمن المنطقة مهم ويؤثر على دول المنطقة، وجغرافيتها التي لن تتغيّر. وطهران بدورها ستدرس أي موضوع اجتماع بإمكانه يساعد على تعزيز وإشاعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

الحرب الإلكترونية

إيرانياً، ذكرت تقارير صحافية أن إيران أطلقت منذ أيام فقط شرطة إلكترونية. هل وظيفة الشرطة إخماد وحظر أصوات المعارضة ومتابعة ما يدور في غرف الدردشة والمنتديات الاجتماعية مثل الفايس بوك؟
- القانون الإيراني لا يسمح بالتجسس في الشئون الشخصية للمواطنين، وإيران لا تريد أن تستغل ساحة الإنترنت لطرح ما هو مناف للأخلاق، فوظيفة الشرطة مكافحة جرائم الإنترنت. للأسف هناك من الأعداء من استغل أحداث الانتخابات الإيرانية الأخيرة لترويج صورة سلبية لإيران، وهي حرب إلكترونية مبرمجة ضدنا.
أما بالنسبة لعملية إخماد أصوات المعارضة فهي لديها منابرها، وهي ليست ممنوعة من استخدام الإنترنت والشبكات الاجتماعية، لكن استغلاله بصورة غير جيدة هو ما دعى إلى تخصيص شرطة تكافح هذا النوع من الجرائم.
والاختلافات في الأفكار والرؤى بين الأحزاب مازالت موجودة، وهناك مناظرات وتبادل رأي في الجامعات والتلفزيون والتيارات المختلفة من المحافظين والإصلاحيين يقدمون أفكارهم في الصحف المختلفة، ولكن في الواقع إن فتنة واشتباكات الشوارع انتقلت الآن إلى الإنترنت، أي العالم الافتراضي، وأصبحت حرباً إلكترونية لابد من مواجهتها.

هل هناك قانون لجرائم الإنترنت، أم أنكم قررتم السير على نهج بعض الدول في الحظر الإلكتروني؟
- القانون يناقش في البرلمان الإيراني.

ألا تعتقد أنكم بهذا الكلام أوجدتم معارضة افتراضية؟وهل كل ما ينقل عبر الإنترنت وتلتقطه بعض القنوات العربية من تقارير غير صحيح من وجهة نظركم؟
- نعم، وللأسف القناة الوحيدة التي تبث ذلك هي قناة «العربية» التي تستغل أي مشهد وحدث في بث وقائع غير صحيحة وتضخيم الأحداث. نحن لا نعتقد أنها تمثل موقف السعودية... فهذا موقف القناة نفسها.

ماذا عن نقل الصور المباشرة كضرب وقتل النساء والشباب في شوارع طهران، ألا يتعارض هذا مع الحريات العامة وحقوق الإنسان؟ وهل هذا غير صحيح أيضا؟
- كما ذكرت هناك من يريد أن ينقل صورة سلبية عن إيران، وهي حرب إلكترونية.

ماذا عن قناة «العالم» الإيرانية... لماذا منع بثها على نايل سات؟
- لا ندري بأي هدف منع بثها على «نايل سات» و «عرب سات»، ولكنها تبث على أقمار صناعية أخرى، وهي خطوة غير موفقة.
 

النووي الإيراني

الملف النووي الإيراني يمر بمراحل كثيرة. لماذا هذا الاهتمام بالتكنولوجيا النووية؟ وهل من تدابير وقائية؟
- اهتمامنا سلمي، وقد اتخذنا تدابير وقائية لتطوير هذه التكنولوجيا للاستفادة منها في مختلف المجالات، ولا نعتقد أن الكيان الصهيوني مثلا يتجرأ على ضرب المفاعلات النووية لأنه سيترك أثره السلبي على المنطقة.
ودول الجوار تتجه للاستفادة من النووي في الأغراض السلمية، ونحن بدورنا اكتسبنا خبرة قد نفيد غيرنا بها، فهناك معرفة نووية وطنية، خبرة في التخصيب، التوسع والاستفادة من النووي في الطب والزراعة.
ولم يستطع المجتمع الدولي أن يثبت أن نشاطاتنا في هذا المجال غير سلمية، فنحن بعيدون عن النشاط العسكري مع النووي، وهذا ليس انتصاراً لإيران بل لجميع دول المنطقة.

ماذا عن اليورانيوم المخصب؟
- نحن لدينا إمكانات لتحويل الوقود النووي المخصب من 3،5 إلى عشرين في المائة من إمكانية تخصيب الوقود النووي، فالقوانين للمعاهدة الدولية تسمح لنا بإنتاج هذا الوقود. ونحن مستعدون لشراء اليورانيوم المخصب من أي بلد وقد قدمت عدد من الدول مجموعة من المقترحات.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:43 م

      تبا لكم يا من تقولتم على مهبط الوحي المملكة العربية السعودية

      هذه الدولة المباركة والوحيدة التي تطبق الشريعة الإسلامية في جميع احكامها القضائية والتنفيذية والتشريعية والتي كانت ومازالت ام العرب والمسلمين بل والعالم أجمع..
      الحوثيين شرذمة خونة لعنة الله عليهم وعلى من والاهم.

    • زائر 11 | 12:31 م

      موتو حره

      انت يا زائر رقم 2 فيك حره عليهم عالأقل هم احسن من المرتزقه والجلف الي موجودين في هالبلد وعالأقل ان اجداد اجدادهم من موليد هالبلد والحمدلله والشكر ما دخلو هالبلد وجوزاتهم وبيوتهم واشغالهم جاهزه مثل غيرهم هم الحمدلله انولدو في هالبلد و درسو فيها واشتغلو و تعبو فيها والباقي خلها عالله ........ز 

    • صحتكم | 12:12 م

      هل تعرف من هم الحوثيون؟

      الحوثيون هم من أهل الشيعة لذا فإن السعودية تهاجمهم وتريد قطع عرقهم

    • زائر 8 | 5:12 ص

      تعصب

      شهالتعصب يقول لك تاشيرة يعني اسبوعين او شهر زيارة مو يشتغل
      واغلب التاشيرات حق نسوان كبار
      الفريج نصهم صارو فلبينين حتى القطاوة افتكينا منهم علشان هما يسوونهم مجبوس اشوف محد تحجى عنهم ولا سوو ازمة
      الله يعينكم على الحقد الي مالي قلوبكم

    • زائر 6 | 4:45 ص

      أيران تنفع لاتضر والعرب يضرون لاينفعون

      أيران تشكل منفعة للخليج لاكن الغدر والنفاق والحقد الطائفي يحول دون ذالك فلو كان هناك تعاون أو تبادل تجاري لكنا نعيش بخير فالمواد الغذائية الأيرانية رخيصة الثمن وذات جودة عالية ناهيك عن التطور الطبي والصناعي وغير ذالك

    • زائر 5 | 2:41 ص

      الله كريم

      ما اقول الا الله كريم

    • زائر 4 | 2:31 ص

      الشكر للوسط

      طيب الله صدوركم ياوسط .. ابداع تام .. موقع مميز .. صحافة صادقة .. ابدعت يامنصور فالقليل من هم بمثل سياستك .

    • زائر 3 | 2:26 ص

      البحرين موطن الاغراب

      ان لم يكن لك موطن فالبحرين تحتضنك وان كنت مواطن فالبحرين ترفضك ..

    • زائر 2 | 12:53 ص

      الموجودين بالبلد

      الموجودين البركة بيهم يكفون ويوفون ليش هل تاشيرة اذا تعداد الاإيرانين بالبحرين لاحصائية 2008 350 الف ايراني مجنس من التعداد الكلي 950 الف و500الف ايراني مقيم من العدد الكلي 1.5 مقيم يعني خير من الله هذي غير الالاف الي موجودين بصورة غير شرعية يعني لامن ال350 الف ولا من 500 الف .. وتريدون تاشيرة هية البحرين تبقى ام الخير

    • زائر 1 | 12:25 ص

      التأشيرة

      الحكومة لم ولن تعمل في اصدار تأشيرات للإيرانيين وسعادة السفير يعلم هذا جيدا،و99% من الطلبات مرفوضة.

اقرأ ايضاً