العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ

الدوسري والحداد يشكوان معاناتهما مع منزليهما الآيلين للسقوط في أية لحظة

لسنا من شرق العالم وغربه، بل نحن أبناء هذا البلد الذي عاش فيه أباؤنا وأجدادنا تحت ظلال محرق الأصالة والتراث، تحت المدينة التي لم تعرف الطائفية طريقا إليها، فلا فرق لدينا هنا بالمحرق بين سنة وشيعة، فعشنا جميعا متحابين، متعاضدين في السراء والضراء معا، ولذا رفضنا الخروج معا لنعيش تحت أنقاض منزلينا اللذين فيما يبدو أن جدرانهما قد اتفقا على أن لا يتهاوى أحدٌ منهما قبل الآخر ليكونا جزءا لا يتجزأ منا... بهذه الكلمات بدأ كل من دخيل الدوسري وحيدر الحداد حديثهما ليخبرا «الوسط» أنهما أنموذج ثنائي عانيا معا طوال الفترة الماضية تحت أنقاض منزليهما بمدينة المحرق.

ويشرح حيدر الحداد أن «عائلته تعيش وسط هذا المنزل المتهالك الذي يقرب لكونه متحفا منه للمنزل؛ إذ تتراءى للداخل فيه جدرانه المتصدعة المصنوعة من الحصى القديم على شاكلة الاسطوانات الأثرية كالتي يراها الجميع بالمساجد القديمة، لافتا إلى أنه قد يكون بحاجة لقارب يتنقل فيه مع عائلته حينما تدق ساعة الصفر لبدء موسم هطول الأمطار على البحرين».

ويصف الحداد فيقول «إن تمديد إبقاء الأسر المدرجة ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط وخصوصا المستوفية منها لتلك الشروط وتنتظر الإخلاء دونما أي تحرك سريع وحل جذري للمشكلة، سيمثل خطورة على تلك العائلات خصوصا مع قدوم فصل الشتاء، داعيا الجهات المعنية لرفع المعاناة عن هذه العائلات والتي هي أولا وأخيرا من أبناء هذا البلد وليست غريبة عنه».

وفي سياق متصل، هنالك يقف دخيل الدوسري بالقرب من منزله الآيل للسقوط وكأن لسان حاله يقول «لا تخف يا حيدر فنحن تعاهدنا أن نكون معا، فالحكاية واحدة ومتشابهة ولا يميزها سوى أننا أبناء جزيرة المحرق المعطاء فآباؤنا كانوا معا بالغوص وصيد اللؤلؤ وها نحن معا الآن في السراء والضراء، وجدارا منزلينا لا يتهاوى أحدهما قبل الآخر إن شاء الله».

ويوضح الدوسري «بات جميع من في المنزل يخاف أن يحدث له مكروه – لا قدر الله – في أية لحظة، مؤكدا أنهم مضطرون للمكوث في البيت لعدم وجود البديل، فهم لا يملكون مكانا آخر يذهبون إليه، بالإضافة إلى أنهم لا يملكون مطبخا أو دورة مياه صالحة للاستخدام، لافتا إلى أن المجلس البلدي أكد لهم أن منزلهم ضمن مشروع بناء المنازل الآيلة للسقوط، لكنهم لم يروا شيئا نفذ من ذلك حتى الآن، كما يؤكد أنهم راجعوا المجلس البلدي عدة مرات من دون نتيجة تذكر، إذ إنها جمدت مع صدور قرار وزارة البلديات وشئون الزراعة في ديسمبر/ كانون الأول 2008، المتعلق بالمنازل الآيلة للسقوط»؛ ليبقى الحال على ما هو عليه حتى اللحظة دونما تحريك ساكن للمنزلين الآيلين للسقوط اللذين قد تتهاوى جدرانهما ليعلنا سجودهما القريب، وليقولا بذلك للدوسري والدخيل إن إخلاص أحدكما للآخر لا يقل أبدا عن إخلاصنا لبعضنا البعض حاملين مفتاح حياة خالية من الأمراض الطائفية.

العدد 2632 - الخميس 19 نوفمبر 2009م الموافق 02 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:26 م

      هذا السبب كله التجنيس

      الله يلعنهم دنيا واخرة ماخذين حقنا الله لا يهنيهم وان شاء الله دعوه المظلوم مستجابه امييييين قولوا ويايي انشوفهم في كل مكان متهنين بيوت واشغال عدله وسيارات مالت علينا حنا يالفقاره نطلع فيهم نتحسر والله قهر :@

    • زائر 5 | 4:49 ص

      لماذا يهمل المواطن الفقير لسنوات عجاف وينتظر في سنين القحط

      تنتظر سنين من سنوات القحط وفي الأخير الفقير يحصل على سنوات العجاف بصله....بيت متبطط متشلخ كانه قرقور مواصفات غير فيشن بعد الي يبط الجبد لسنين الي تنتظر فيها لو قصر ما انتظرنا جديه

    • زائر 4 | 3:13 ص

      الخرايب

      بصراحه لبيوت اللي يسوونها ماتسوه! والله في دمستان بيت الحمامات مافيها أنترات؟!والمساح رمل امشممينه اسميت! والحوش غبره والبيت بلا صاله يعني اللي صمم الخرايط من وين جايبينه والشغل تلويص في تلويص والأدهى ماحد يتابع من المجالس البلديه واذا راجعتهم قالوا ماعندنه سلطه على المقاول!وحجي مقاول لاذمه ولا ضمير والمجلس البلدي وأعضائه نايمين في العسل,تستلم البيت وبعد اسبوع والا هو متروس ابطوط والحاله حاله الخرايب لينه والبيوت الزينه للجلف شوفوا بيوت وادي السيل

    • زائر 3 | 2:49 ص

      الكثير يشكوا التباطىء في المشروع وضبابية في الإستفادة

      لماذا هذا التأخير في المشروع الذي سينتج من القليل في ظل العديد من المواطنين....فلماذا يهمل المواطن الفقير لسنوات عجاف وينتظر في سنين القحط حتى حين ورود أسماء المستفيدين والتي سيعود النفع على البعض بينما سنتظر مجموعة آخرى سنين متواصله من هذا التباطئ والتأخير .... اليوم رأيت كركتير الوسط وهو فعلاً هذا هو حالنا أن الأعمال تأتي أم لأولادنا أو لأحفادنا وذلك لأن الأعمال تحتاج إلى مسؤلين يقوموم بجهد كبير على إنتاج العمل في أسرع وقت وبكل شفافية

    • زائر 2 | 1:07 ص

      الى من اشكو حالنا

      لقد تم هدم هذا المنزل منذُ سنتان و لم يبدء العمل به علماً بأن هذا المنزل من الدفعة الثانية و يحمل الرقم التسلسلي MC-089 علماً بأن عدد من المنازل التى هدمت بعد هذا المنزل تم بنائها و السكن فيها ( نرجو من النائب البلدي ان لا يهمل هذا الموضوع و كذالك نطالب الاخ مجيد السبع بأن يكون لمثل هذه الحالات الاولويه في البناء و عدم تأخيرهم اكثر من هذا الذي حصل عليهم من ظلم يجب الانصاف بين الناس و عدم تفضيل احد على اخر ان الله يحب المنصفين ونحنو نتأمل الخير منكم أجمعين و الله يوفق الجميع لخدمة المجتمع )

    • زائر 1 | 12:32 ص

      عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب

      يا ما شفنا من معانات شعبنا أشوف دارفور سترة ومادري شنو أقول عن المحرق تسونامي ... وين الأموال الي تصرف على البلدان من ملايين الدنانير على شعوب العالم الغير مسلمين مجرد بس للفخفخه وأن.....الكرماء والحكومة .... وغيرها من هالحجي وأحنا على بابك ياكريم شوفوا معانات الشعب...التجنيس الذي أخذ حصته من بيت ووظيفة وأمن على عيالة مالحق وصل الثانوية إلى ولده يشتغل في القوة وتعال يولد الديرة يالأصيل انت غريب عن الديرة ترى البحرين تسقي لبعيد وتخلي القريب.

اقرأ ايضاً