دعا خطيب الجمعة في مركز أحمد الفاتح الإسلامي وكيل وزارة الشئون الإسلامية فريد مفتاح المسلمين إلى استغلال موسم الحج من أجل الوحدة ولمّ الشمل.

وقال مفتاح: «لو تبصر المسلمون أحوالهم في هذا المنعطف الأخير من تاريخ أمتهم لأيقنوا أن ما لحقهم من مهانة وضنى وما منوا به من انكفاء وتراجع واستكانة في الكثير من المجتمعات إنما يعود إلى تمزق عراهم وتشقق صفوفهم»، واستطرد «وما شعيرة الحج بمجمعها الفريد إلا دعوة للمسلمين إلى وجوب الوحدة وضرورة الاتحاد والتماسك لهم لما أصابهم في هذه الهبة المعاصرة من ضعف وتفرق (...) بل وتعادٍ وتكاره بل وتقاتل وسفك دماء»، معتبرا أنه «آن الأوان أن تجعل أمة الإسلام من هذه المواسم ومن هذا الموسم الوحدوي فرصة لاجتماعها ومناسبة لاتحادها بعدما فرقتها الفتن».

وأشار إلى أن «الحج مشهد مهيب من مشاهد الأمة يجتمع فيها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها، ومن المنطلقات المهمة أن تستثمر الأمة هذه الموقعة العظيمة لإصلاح واقعها ومحاسبة ذاتها قبل محاسبة غيرها»، ونوه إلى أن «المستقرئ لأحوال هذه الأمة يرجع بالأسى لما آل إليه أمرها في الكثير من أوضاعها إذ اندرست جملة من قيم معالم حضارة الإنسان الأخلاقية الإسلامية، حينما كدرتها شوائب المذهبية وتشرذمات وتحديات الطائفية وانشغالهم بالنزاعات الفئوية والخلافات الحزبية من جهة»، وأضاف «والتطرف والتشدد والإقصاء والإرهاب وسفك الدماء وتناثر الأشلاء من جهة أخرى فانفرط عقد وحدتها وتفرقت بها السبل والآراء وتراجعت الثقافة وانحسرت التنمية وضعف الأمن وانغلق باب الاجتهاد»، وأردف «وانكفاء الفكر اجتر التاريخ وسيس الدين وحرف من قبل فئات مارقة وسلبت هوية الأمة وتنامى فكر الغلو والإقصاء ولم تسلم البلاد الآمنة من العنف والطائفية والإرهاب»، وختم «باستهداف أمن المجتمعات وتغليب مصالح الفئات على مصالح الدول والمجتمعات وانتشر قتل الأفراد وتفجير الأجساد وإثارة الاختلافات».