العدد 2633 - الجمعة 20 نوفمبر 2009م الموافق 03 ذي الحجة 1430هـ

المهندي: تسارع وتيرة التغير المناخي سيغرق العالم بالكوارث الطبيعية

«أصدقاء البيئة» تعلن مشاركتها في قمة «كوبنهاغن» الشهر المقبل

أكدت رئيس جمعية أصدقاء البيئة خولة المهندي أن تغير المناخ سيؤثر على العالم بأكمله، بما فيها البحرين، إذ إنه من المتوقع أن يذوب الجليد، في الوقت الذي سيكون العالم مهددا بالعواصف والجفاف والتصحر وغيرها من الكوارث.

وحذرت المهندي خلال لقاء مع «الوسط» من استمرار إطلاق الغازات الدفيئة التي تلعب دورا في تغير المناخ، مشيرة إلى أن العالم وصل إلى خط غير العودة، إذ إن الوضع أصبح حرجا، وفي ما يلي نص اللقاء:

كيف يحدث تغير المناخ في الغلاف الجوي؟

- إن الكرة الأرضية محاطة بالغلاف الجوي الذي يحميها وهناك ما يسمى بالغازات الدفيئة الموجودة في الغلاف بنسب طبيعية، إن مهمة هذه الغازات تتمثل في حال انعكاس أشعة الشمس فإنها لا تسمح لها بالخروج، إذ إنها تحتفظ بالحرارة، إلا أنه في حال زادت نسبة تركيز هذه الغازات، فإنه بعد أن تصل أشعة الشمس إلى الأرض فإن هذه الغازات تحبسها وتشكل طبقة على الغلاف الجوي مما يؤدي إلى تغير درجة حرارة المناخ العام، لذا فإن هناك اتزانا في الكرة الأرضية، فعند ارتفاع درجة الحرارة درجة واحدة فإن العالم مهدد بالكوارث.

ما هي العوامل التي تؤدي إلى تغير المناخ؟

- إن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تغير المناخ فمنها ما هو طبيعي وليس للإنسان دخل فيه وهناك عوامل يساهم الإنسان فيها، إن عملية تغير المناخ تسارعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وذلك بفعل الملوثات والحروق والحروب وتدمير القلاع الطبيعية التي كانت في السابق تتحدى لتغير المناخ، إذ إن الأشجار والغابات كانت في السابق تتحدى الملوثات، إلا أن أغلب مناطق العام أزالت الحزام الأخضر مما بدأ يؤثر بشكل تدريجي على تغير المناخ، إذ إن الحزام الأخضر كان يساعد على امتصاص الملوثات التي تنتشر في الهواء، فالغابات التي كانت موجودة في البر والبحر كانت تساعد على امتصاص الملوثات، إلا أن تدميرها زاد من التغير المناخي، كما أن مطاعم الوجبات السريعة كان لها إسهام كبير في القضاء على الغابات، إذ إن هذه المطاعم جاءت إلى تدمير الغابات واستبدالها بالمراعي لتربية الأبقار، في الوقت الذي كانت فيه هذه الأبقار تطلق غاز الميثان الذي يؤثر على المناخ العام.

على الصعيد الفردي كيف يؤثر الفرد في تغير المناخ؟

- إن الأفراد لهم دور كبير في التأثير على المناخ، فحياة الأفراد تغيرت في الآونة الأخيرة، إذ كثر استهلاك الورق، كما أن كثر استهلاك المواد المصنوعة من البترول، إلى جانب انتشار السيارات بكثرة في الطرق مما زاد نسبة التغير المناخي، إضافة إلى أن التدخين له دور كبير في التأثير على المناخ، إذ إنه على الرغم من أن البحرين أصدرت مرسومها رقم 10 في عام 1994 بشأن منع التدخين في الأماكن العامة وتخصيص مكان للمدخنين مع عدم السماح لهواء التدخين بالوصول إلى أماكن أخرى، إلا أن القانون لم يطبق، إضافة إلى أنه في عام 2008 تم إصدار قانون يمنع التدخين في الأماكن العامة، إلا أنه لا يطبق بحذافيره فالمطاعم الكبرى والمقاهي المشهورة وبعض المجمعات التجارية لا تمنع التدخين، إضافة إلى أنه حتى البرادة الصغيرة بالقرب من المدارس تبيع السيجار على من هم أقل من 18 سنة، لذا فإنه لابد من تطبيق القرار بحذافيره حتى لا يتعدى المدخن على البيئة ويتسبب في زيادة حدة مشكلة تغير المناخ.

ما هي التأثيرات التي ستلحق بالعالم في حال استمر تغير المناخ؟

- إن المناخ يسوده نوع من التوازن، وإذا اختلى هذا التوازن فإن من المتوقع أن تحدث كوارث، ومن المتوقع أن ترتفع درجة حرارة المناخ العام درجتين، ويعتقد البعض أن درجتين لن تؤثرا في الأرض، إلا أنهما كفيلتان بذوبان الجليد مما سيؤثر على الكائنات الحية الموجودة في الأقطاب، كما أنه مع ذوبان الجليد سيبدأ منسوب المحيط بالارتفاع وبالتالي يزداد منسوب البحار والخلجان، مما سيؤدي إلى غرق بعض الجزر الصغيرة ومنها بعض الجزر في البحرين، كما أن الموائل الغنية بالشعاب المرجانية ستتأثر، والدليل على بدء تأثر الشعاب المرجانية بتغير المناخ هو أنه في 1996 وعام 1998 تأثرت الشعاب المرجانية في العالم وبما فيها البحرين وقد ابيضَّ لون هذه الشعاب مما يدل على موتها، إلا أن البحرين كانت مقاومة الشعاب المرجانية فيها أفضل نوعا ما، إلا أن ذلك لا يؤكد بأن مقاومة الشعاب المرجانية ستستمر إلى تغير المناخ.

ماذا سيحدث في حال ارتفع منسوب المياه بفعل تغير المناخ؟

- في البداية سيكون التأثير المباشر على الشعاب المرجانية والكائنات الحية التي من المتوقع أن تنقرض بسبب اختلال التوازن المعيشي لها، إلا أن ارتفاع منسوب المياه له ضرر أكبر فتسونامي وإعصار جونا كانا من آثار تغير المناخ، فتغير المناخ يؤدي إلى حدوث ظاهرة الإعصار والفيضانات والعواصف والجفاف، لذا فإن التأثير يكون في البداية على الموائل التي تتواجد فيها الكائنات الحية مما سيؤدي إلى موتها، ومما سيؤثر على الإنسان في نهاية الأمر، والبحرين ستشهد تدميرا إلى الموائل البحرية، والكائنات الموجودة أيضا التي تجاهد حاليا من أجل العيش في ظل ما تشهده موائلها من تدمير بفعل الدفان، كما أنه من المتوقع في حال ارتفع منسوب المياه ان تغرق الجزر الساحلية الصغيرة في البحرين، كما أن المشاريع القائمة في وسط البحر مهددة في حال استمر تغير المناخ.

إذا من المتوقع أن يشهد العالم كوارث في حال استمر تغير المناخ؟

- نعم، ففي حال استمر تغير المناخ فإن الكوارث أمر محتمل، إلا أنها ستكون أقوى بكثير، فإعصار جونا يعتبر شيئا بسيطا سوى من ناحية المد والانتشار والحدة والتكرار، لذا فإنه ليس من المستبعد أن يشهد العالم كوارث أكثر حدة من الكوارث السابقة.

ما هو الحل للحد من مشكلة تغير المناخ؟

- إن الحل يكمن في تخصيص حزام أخضر بعد أن تم تقطيع الأشجار والنخيل، إذ إن إنشاء حزام أخضر سيساهم في خفض نسبة الملوثات، إلى جانب أنه يجب التقليل من نسبة انبعاث الغازات، فالعالم وصل الآن إلى خط أحمر لا يستطيع أن يعود على السابق، كما أن الخطوات التي سيتخذها العالم لن توقف مشكلة تغير المناخ، إلا أنها ستحد من المخاطر، إذ إن العالم وصل إلى مرحلة تفاقمت فيها الأمور.

بالنسبة إلى المصانع ما هو دورها في المساهمة في الحد من تغير المناخ؟

- إن المصانع لها الدور الأكبر، إذ إن بإمكانها تحسين ظروفها، وربما يكون هذا التحسين مكلفا نوعا ما، وفي حال لم يكن هناك القدرة على تحمل التكاليف فإنه بإمكانها التقليل من انبعاث الغازات الصادرة من مصانعها.

هناك عدم وعي في العالم بشأن تغير المناخ بسبب غياب الوعي البيئي في هذه القضية، ما السبب في ذلك؟

- يعتقد البعض أن التغيرات المناخية لن تلحق ضررا بالإنسان ولن تؤثر على حياته، في الوقت الذي ستؤثر فيه هذه التغيرات على حياته، فارتفاع درجتين سيغير منظومة الحياة، كما أن قادة العالم على علم بقضية التغيرات المناخية، إذ إن فيلم «حقيقة غير مريحة» البيئي الشهير الذي حصل من خلاله نائب الرئيس الأميركي السابق ألغور على جائزة الأوسكار لأفضل الأفلام التوثيقية عرض قضية تغير المناخ وقد اكتشف العلماء والخبراء أن الغازات والملوثات لها دور كبير في التأثير على المناخ، إلا أنه بعد عرض الفيلم أنكر قادة العالم والزعماء الحقيقة وخصوصا أن المصانع توفر الملايين، إذ إنها الصناعة الأقوى في جميع الدول، لذا تم إنكار هذه الحقيقة.

العدد 2633 - الجمعة 20 نوفمبر 2009م الموافق 03 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:09 ص

      ما ينفع!

      حسناً, ماذا نفعل نحن إذا كانت اليد العظمة لا تتوافق ولا تعيرنا أي شئ؟؟!!!!!!!!!!

اقرأ ايضاً