لا تزال الخسائر الثقيلة تعصف بأسواق المال العربية، التي تراجعت يوم أمس الأول (الثلثاء) بشدة، وسط إحباط المتعاملين الذي أطلق موجة بيوع مذعورة، أفقدت الأسهم الكثير من قيمتها السوقية.
وقادت السوق السعودية، هبوطا حادا في بورصات الخليج السبعة؛ إذ هوى مؤشر بورصة الرياض الذي أنهى تعاملات الثلثاء متراجعا بنحو 2,41 في المئة، ليصل إلى مستوى 4544 نقطة.
وصعدت تداولات السوق لتصل إلى 4,2 مليارات ريال سعودي، بعدما تم تداول نحو 244,8 مليون سهم، من خلال أكثر من 146,8 ألف صفقة، ارتفعت معها أسعار أسهم 31 شركة، في حين تراجعت أسهم 85 شركة أخرى.
وفي الكويت، تواصلت الضربات الموجعة للمؤشر الرئيس لسوق الأوراق المالية، والذي فقد يوم الثلثاء 158 نقطة من قيمته ليستقر عند مستوى 6693 نقطة، بعد تداولات بلغت قيمتها 13 مليون دينار تحققت من تداول أكثر من 59 مليون سهم.
وتراجعت مؤشرات قطاعات السوق كافة؛ إذ سجل مؤشر قطاع الخدمات أعلى تراجع بواقع 441 نقطة، تلاه قطاع البنوك بنحو 271 نقطة، ثم قطاع الشركات غير الكويتية بنحو137 نقطة.
أما في الإمارات العربية، فهوت أسهم بورصة دبي بنحو 3,7 في المئة إلى مستوى 1546 نقطة، تبعتها أسهم أبوظبي بخسارة نحو 2,9 في المئة من قيمتها، ليصل مؤشرها إلى مستوى 2278 نقطة.
وتباعا، أنخفض مؤشر سوق الإمارات المالية الذي يقيس أداء السوقين بنسبة 2,92 في المئة، ليغلق عند مستوى 2430 نقطة، وسط فقدان الأسهم الإماراتية لنحو 10,43 مليارات درهم من قيمتها السوقية، تضاف إلى أكثر خسائرها السابقة.
وفي بورصات الخليجية الصغيرة، منيت أسهم الدوحة بخسارة قاسية بلغت 6,18 في المئة، ليهوي مؤشرها إلى مستوى 5002 نقطة، تبعتها أسهم البحرين بتراجع بنحو 0,49 في المئة، إلى مستوى 1745 نقطة، في حين هوى مؤشر بورصة مسقط بنحو 6,3 في المئة إلى مستوى 4505 نقطة.
وتراجعت أسهم الخليج الى أدنى مستوياتها في سنوات عدة يوم الثلثاء بعدما رأى المستثمرون هبوط أرباح الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) كمؤشر على أن المنطقة ليست محصنة ضد التأثر بالتراجع العالمي، كما كانوا يعتقدون.
وأصبحت سابك شركة البتروكيماويات العملاقة، أحدث شركة في السعودية، تخالف نتائجها توقعات المحللين بدرجة كبيرة، فانخفضت أرباحها بنسبة مفاجئة بلغت 95,5 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي.
وهوى سهم «سابك» بنسبة 9,8 في المئة، وقاد التراجع في البورصات السبع الخليجية؛ إذ انخفضت المؤشرات بنحو 72 في المئة العام الماضي، مع انهيار أسعار النفط، الذي أوقف الازدهار الاقتصادي في المنطقة.
وقال شكيل سرور، من بنك سيكو للاستثمار في البحرين: «إن (سابك) سهم رائد، ليس في السعودية فقط، بل في الخليج كله»، مشيرا إلى أن الأسواق ستتأثر بذلك.
وأرجعت «سابك»، التي تنتج البتروكيماويات واللدائن والصلب، انخفاض أرباحها في الربع الأخير إلى التباطؤ العالمي، وقالت إنها ستغلق مصانع، وتخفض وظائف.
وقال سرور: «إن أرباح شركات البتروكيماويات والبنوك في الخليج تتباطأ، وهو ما يشير بوضوح شديد إلى أن الأزمة المالية العالمية أصابت المنطقة بشكل مباشر، فيما يتعلّق بأرباح الشركات».
وهبط المؤشر الرئيس للبورصة السعودية أكبر بورصة عربية بنحو 4 في المئة، مع تضرر أسهم البنوك كذلك بعد إعلان نتائج بعضها، والتي جاءت أقل من التوقعات، بسبب تجنيب مخصصات أكبر بكثير من المتوقع في الربع الأخير من العام.
وهبط سهم مصرف الراجحي، أكبر بنك في الخليج، من حيث القيمة السوقية، بنسبة 3,62 في المئة في الساعة 11:10 (بتوقيت غرينتش)، وقال إن الأرباح انخفضت بنسبة 9,6 في المئة في الربع الأخير، بعدما جنب البنك مخصصات لتغطية استثمارات محلية وأجنبية.
وتوقّع بعض الاقتصاديين أن يتباطأ النمو الاقتصادي في منطقة الخليج إلى ما يقرب من الصفر، مع انخفاض أسعار النفط دون مستوى 33 دولارا للبرميل، أي أقل من ربع ذروته، التي بلغها في يوليو/ تموز الماضي.
ويجاهد واضعو السياسات في الخليج لفك جمود أسواق الائتمان، بخفض أسعار الفائدة، وطرح سيولة طارئة، لكن المستثمرين قلقون، في ظل تصحيح أسعار العقارات، وخصوصا في دبي، من تزايد حالات التخلف عن سداد التمويل العقاري والقروض الاستهلاكية.
ورأى الرئيس التنفيذي بشركة غلف مينا هيثم العرابي، وهي صندوق تحوط إقليمي تحت الإنشاء، أن «الاضطرابات ستستمر».
وهبطت المؤشرات في بورصات الإمارات وقطر إلى أدنى مستويات إقفال في نحو 4 سنوات ونصف سنة، في حين تراجع مؤشر بورصة الكويت بأكثر من 2 في المئة، إلى أدنى مستوياته في نحو 4 سنوات. وهبط مؤشر عُمان 6,29 في المئة إلى أدنى مستوياته في 3 سنوات ونصف سنة.
وفي قطر، بدا المستثمرون أكثر قلقا بشأن الشركة القطرية للصناعات، التي تدير خطوط إنتاج تشبه خطوط إنتاج «سابك»، وتترقب السوق نتائجها في الربع الأخير من العام. وتوقّع محللون في استطلاع أجرته «رويترز» أن ترتفع أرباح الشركة.
وفي الأسبوع الماضي، سجل بنك قطر الوطني انخفاضا بنسبة 0,8 في المئة في أرباحه الفصلية، بعدما جنّب مخصصات كبيرة للقروض المعدومة.
وعدّ مدير الاستثمار في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا لدى «شرودر»، رامي سيداني «سابك» انعكاسا لما قد تكون القطرية للصناعات عانت منه في الربع الأخير من العام الماضي.
من جهتها، أعلنت مجموعة سامبا المالية، ثاني أكبر المؤسسات المصرفية السعودية من حيث القيمة السوقية للأسهم، أن أرباحها الصافية انخفضت 13,5 في المئة في الربع الأخير من العام الماضي، بما يتفق مع توقعات المحللين.
وقالت «سامبا» في بيان نشر على موقع سوق الأسهم السعودية على الانترنت إن أرباحها بلغت 826 مليون ريال (220,3 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انخفاضا من 955 مليون ريال، في الفترة المقابلة من العام السابق.
وتراوحت توقعات المحللين لأرباح الربع الأخير بين 741,9 مليون ريال و1,14 مليار ريال، وفقا لاستطلاع رأي أجرته «رويترز» الشهر الماضي.
وكانت شركة المملكة القابضة، التي يسيطر عليها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، سجلت خسائر صافية قدرها 30,98 مليار ريال (8,26 مليارات دولار) في الربع الأخير من العام الماضي، مع تأثّر استثماراتها بالركود العالمي.
وأرجعت الشركة، في بيان نشر على موقع سوق الأسهم السعودية على الانترنت، سبب الخسارة بصوره رئيسة إلى الخسائر المحققة «في استثماراتنا في الأسواق المالية».
وحققت شركة «المملكة» ربحا صافيا، بلغ 255,7 مليون ريال، في الربع الأخير من العام 2007.
وشركة المملكة القابضة شركة استثمارية، تملك حصص أقلية في بعض من أكبر المؤسسات العالمية، وهي مساهم رئيس في مجموعة سيتي غروب
العدد 2330 - الأربعاء 21 يناير 2009م الموافق 24 محرم 1430هـ