لو كان بيدنا، لأكثرنا من الكتابات التي توسع الصدر وتلطف الجو وخصوصا وسط ركام ثقيل وعنيف من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية و»الوطنية» المتدهورة كل حين في هذه البلاد الصغيرة الجميلة، وكل ما نتمناه، أن يكون (الحوار) ولا شيء غيره، هو المركب الذي يسير بنا إلى بر الأمان في بحر متلاطم الأمواج...
على كل حال، واليوم هو يوم خميس، وحتى لا يأخذنا (الجو) للتوغل فيما (يغث)، لعلي أخفف من وطأة القروض والالتزامات عني وعنكم... ذات يوم، كتبت كلمات وأهديتها الى أحد الأصدقاء، وما هي إلا أيام حتى وجدتها، أي الأبيات، منشورة في أحد المنتديات الإلكترونية و(السباب يسب والشتام يشتم والضحاك يضحك)، فمن قائل (إنه ناكر نعمة)ومن قائل (أضحك الله سنك)ومن مهاجم قال عن الأبيات إنها تشويه للرفاهية التي يعيشها المواطن، وعلى أي حال، لم تكن تلك القصيدة إلا للمسامرة والطرافة، وهي هنا، تفضلوا:
تلاحقني القروض بكل قسوة
وتجتمع (البلاوي)فوق صدري
و(يرفسني) المعاش بكل قوة
ويضحك حينما أجري ويجري
نلاحق بعضنا...فأرا وقطوة
ويشبه حالنا (توما وجيري)
***
يقول راتبي: خذني وحلق!
وإلا لن تراني أو أراك
فقلت تعال خذ مني مقصا
يقلقص كل فلس في هواك
ولن تقوى على الطيران قطعا
إذا الأقساط ذابت في مناك
فأنت الحب آخر كل شهر
قصير العمر والجيب نعاك
***
يناديني صغاري (ويش بابا)؟
أليس لنا مجالا لو دقيقة؟!
فوعد منك قد طال انتظاره
سنذهب للمجمع والحديقة
وما شفناك إلا مكفهرا
على البيزات صاير كالحريقة
***
فقلت دعوا أباكم يا صغاري
فلم يهنأ له يوما (ريوقه)
فلا السمبوس يصلح لي ولكن
سآكل من غدي خبزا رقيقا
وما تدرون إن القسط ويل
يزيد كشتي شيبا عميقا
العدد 2330 - الأربعاء 21 يناير 2009م الموافق 24 محرم 1430هـ