العدد 338 - السبت 09 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ

افتحوا أبوابكم يا «تربية»

إن التربية تعبير عن حركة المجتمعات، بها تتقدم الأمم وترتقي، وبوسائلها تعد القوى البشرية، وتستثمر طاقات الإنسان، فهي لم تعد خدمة كما كانت في الماضي بل صارت استثمارا له عائد ضخم، وما من دولة حرصت على التقدم إلا وكانت التربية وسيلتها، وما من دولة حلت بها نكسة أو حاقت بها هزيمة إلا وعملت على تطوير نظام التربية فيها.

إلى متى يتوقف ذلك الصراع القائم بين المعلمين العاطلين ووزارة التربية والتعليم؟ مازالوا على الباب فهناك سد مانع قوي يمنعهم من الوصول إلى الهدف والغاية المنشودة الذي من أجلها كافحوا ودرسوا ليخدموا وطنهم في تربية وإعداد جيل المستقبل، هل أخطأوا باختيارهم مهنة التعليم؟ الكل ينتظر تحقيقا للمعجزة.

إلى متى يا وزارة التربية؟ لقد تكلم الجميع من صغير إلى كبير كل واحد بطريقته، وعجز اللسان عن التحدث والقلم عن الكتابة وكل بأسلوبه وقلمه علّ وعسى أن يصلوا إلى حل منطقي للمشكلة. إلى الآن لم نرَ شيئا... إلى متى؟ لتقف وزارة التربية والتعليم اليوم لتجسد تحقيق هذا الحلم وتلك المعجزة على أرض الواقع. لاشك أن التربية والتعليم تقدمت بشكل متصارع، ولكن على رغم ذلك مازالت مقصرة في حق المعلمين ولم تحل المشكلة بل «الأزمة»، لقد مل الجميع من التصريحات والإجابات غير الواضحة التي يدلي بها المسئولون في الوزارة والآمال التي بدت كالسراب لا يستطيع المعلمون الوصول إليها... ما الحل برأيكم ؟ نريد حلا لهذه المشكلة. لقد تشبع الجميع من الكلام من دون فائدة أو ذرة أمل، إذ بدأ كل واحد يلقي اللوم على الآخر. أصبح المعلم كالغريق الذي يمد يده يريد من ينقذه مما يعانيه، وللأسف لا يجد من ينقذه، والكل يدور في دائرة مغلقة والكلام هو الكلام نفسه ولكن بصيغة ثانية.

هل الحل الذي وصلت إليها الوزارة هو مواصلة الدراسة؟ فحملة البكالوريوس يجب عليهم دراسة الماجستير، وأصحاب الماجستير أخذ الدكتوراه. عجبي يا تربية! الدراسة شيء ممتاز لا يختلف عليه اثنان والشعب البحريني شعب طموح لا يرضى بالجهل، ولكن ليعمل من تخرج وثابر وكافح ويطبق الجانب العملي ثم يواصل دراسته، لنلقِ نظرة سريعة على المسئولين والمديرين في إدارات الوزارة، هل الكل يحمل الماجستير والدكتوراه؟ الجواب طبعا لا... أم ان سياسة الوزارة أن من يجلس على الكرسي لا يتنازل عنه إلى الأبد؟! فلتعمل الوزارة على ابتعاث المسئولين والمديرين غير الحاملين للماجستير والدكتوراه للدراسة، وتوظيف حملة البكالوريوس وللماجستير... الخ مكانهم، حتى تتيح الفرصة للجميع للعمل وخدمة هذا الوطن الغالي في ظل قيادتنا الرشيدة، وإحالة القدامى في سلك التربية والتعليم إلى التقاعد المبكر، إذ إن البعض عطاؤه قليل ولا تجد لديه الرغبة في الإبداع، ولكنه متمسك بالكرسي من أجل الراتب وكسر الروتين والملل! وذلك كله لضخ الدماء الجديدة لمزيد من العمل والعطاء.

هناك حلول كثيرة وليست مستحيلة، لا ندري لماذا إلى الآن هم عاجزون عن حل المشكلة! كما في مشكلة الأخت خديجة التي قرأنا مشكلتها في إحدى الصحف المحلية بتاريخ 31 يوليو/تموز الماضي، تلك المرأة المكافحة التي بدأت من الصفر ووصلت إلى بكالوريوس لغة عربية والتربية من جامعة البحرين مع دبلوم مصادر التعلم تلك الجامعة، ولكن مع الأسف كل من تخرج منها في نظر وزارة التربية والتعليم يجب أن يتأهل مرة ثانية! وبعد رحلة التعب والمثابرة انصدمت المسكينة بما يفرح ويبكي في الوقت نفسه لتجد أنها على قائمة الدراسة مرة أخرى؟!

بالله عليكم يا وزارة التربية والتعليم هل أصبح البكالوريوس غير نافع؟! أم خريجو جامعة البحرين غير مؤهلين للعمل؟ إذا لا حل سوى أن تبدأ وزارة التربية والتعليم في التفكير بحصر غير الحاملين للماجستير والدكتوراه بالوزارة وابتعاثهم إلى الدراسة للحصول على الدراسات العليا لتكون هناك فرصة للغير وعدم التمسك بالكرسي للأبد...

فاطمة عبدالرحيم

العدد 338 - السبت 09 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً