توقع عضو مجلس المحرق البلدي الباحث صلاح الجودر أن تشهد المرحلة المقبلة سقوط بعض الجمعيات السياسية التي كما وصفها، كانت ولاتزال آيلة للسقوط نظرا لما تعانيه من افلاس سياسي على صعيد الحراك السياسي الوطني... وحذر الجميع من أن يكونوا على قدر من الوعي بالمسئولية أثناء الممارسة السياسية معربا عن مخاوفه من السقوط في الفتنة الطائفية جراء مناقشة بعض الملفات الساخنة المطروحة على الساحة الاجتماعية والسياسية...
جاء ذلك خلال المناقشات التي دارت على هامش المحاضرة التي ألقاها بصالة جمشير في مجلس النائب عيسى المطوع بالمحرق حول الجذور التاريخية للحركات السياسية في مملكة البحرين... وقال: إن مستقبل بعض الجمعيات السياسية في البحرين التي لا يعدو وجودها عن رقم زائد مهدد بعد أن أثبتت الوقائع أنها آيلة للسقوط جراء ما تعانيه من افلاس سياسي مؤكدا أن من بين 11 جمعية سياسية موجودة على الساحة ليس هنالك غير جمعية أو جمعيتين يحسب لهما تفاعلهما مع هم الشارع... معربا عن اعتقاده بأنه إذا أرادت هذه الجمعيات أن تكون على قدر كبير من المسئولية أثناء الممارسة أن نعي لما يدور ولابد أن يعطى موضوع الوحدة الوطنية ما يستحقه من اهتمام لأن جل ما نخافه هو السقوط في الفتنة الطائفية.
وذكر أنه لا تتوافر لديه معطيات بشأن الأسباب التي أدت إلى عدم بروز التيارات الإسلامية في الفترة الواقعة بين الخمسينات وحتى السبعينات، وذلك لعدم توافر الدراسات المتعلقة بهذا الخصوص ولكنه أشار إلى أنه وبعد سقوط شاه إيران في نهاية السبعينات وبداية عقد الثمانينات بدأت تبرز التيارات الإسلامية السياسية على الساحة بقوة مشيرا في ذات الوقت إلى ان عدم بروز هذه التيارات قد يعود لقوة المستعمر البريطاني وقوة المد القومي واليساري الذي ساد تلك الفترة، إذ كان للتيار القومي الغلبة...
في رده على اعتراض بشأن تسمية التيار السلفي «تيارا» وليس نهجا، وما إذا كانت بعض الجمعيات تعمل على الاعتصامات كما يحدث بخصوص التجنيس وما جرى في سجن جو والبطالة، قال الشيخ صلاح الجودر: لا أستطيع أن أؤكد ذلك أو أنفيه وكل ما أعرفه أن الاعتصامات مشفوعة لكن علينا الحذر، وأما ما نعنيه بالتيار السلفي فهو التيار السياسي وهو كغيره معرض للمد والجزر، ولربما يصيبه الترهل كباقي التيارات السياسية الأخرى، وهل لأنه سلفي يجب أن يتميز بالقوة عن غيره أو يعتبر مساره السياسي نهجا وبذلك لا يمكن أن يطلق عليه تيار سلفي؟
وشدد على ضرورة الإيمان بالتعددية السياسية والقبول بالآخر والحذر كل الحذر من الوقوع في براثن الطائفية المميتة وهذه أمانة في أعناق كل رموزنا الوطنية..
العدد 343 - الخميس 14 أغسطس 2003م الموافق 15 جمادى الآخرة 1424هـ