أبدت إيران أمس استعدادها لتوقيع البروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يجيز عمليات تفتيش مفاجئ في المواقع النووية. وصرح ممثل إيران في مقر الوكالة بفيينا علي أكبر صالحي عقب اجتماع مع مدير عام الوكالة محمد البرادعي بأن طهران أعلنت أنها على استعداد لمناقشة القضايا العالقة كافة. وقال البرادعي في مقابلة تنشرها مجلة «شترن» الألمانية غدا الخميس انه عثر على آثار لليورانيوم المخصب في موقع نتانز النووي وسط إيران. وأوضح «في نتانز وصلنا إلى نقطة مهمة في عمليات التفتيش، فقد أخذنا عينات وعثرنا على آثار يورانيوم مخصب» موضحا ان العينات أخذت من جهاز يعمل بالدفع المركزي.
فيينا - أ ف ب
أعلن الناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مارك غوزدكي أمس في فيينا أن إيران وافقت على التفاوض مع الوكالة في شأن توقيع البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وتابع ان «موافقة إيران على بدء مفاوضات عن البروتوكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية تشكل مرحلة ايجابية».
وتحث الأسرة الدولية إيران على توقيع البروتوكول الذي يسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالقيام بعمليات تفتيش مباغتة للمواقع الإيرانية، وهي تخشى أن يكون البرنامج النووي المدني في إيران ستارا لبرنامج عسكري.
وتحت ضغوط الولايات المتحدة، يجتمع مجلس الحكام، الهيئة التنفيذية للوكالة، من الاثنين 8 سبتمبر/ أيلول إلى الخميس في 11 منه في فيينا لدرس تقرير بشأن البرنامج الإيراني الذي سيقدمه المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي.
وتريد إيران الحصول على ضمانات بأن موظفي الوكالة لن يتمتعوا بحرية تنقل تامة ولن يكون في وسعهم انتهاك أسرار عسكرية أو استراتيجية. وأمام الشبهات الدولية التي تحوم حولها، تؤكد طهران أن برنامجها «سلمي»، في حين تؤكد واشنطن انه يخفي برنامجا عسكريا يهدف إلى إنتاج اسلحة ذرية.
وأكدت الحكومة الإيرانية مجددا أمس اعتمادها «مقاربة ايجابية» من مسألة البروتوكول، مشترطة في الوقت نفسه الحصول على ضمانات «تامة» من الأسرة الدولية من أجل التوقيع عليه. وقال الناطق باسمها عبدالله رمضان زاده متوجها إلى الصحافة «مازلنا بصدد التفاوض ونعتمد مقاربة ايجابية» من البروتوكول. وأوضح «لم نحدد موعدا خاصا» لاتخاذ القرار، مشيرا إلى أنه «لن نقوم بأية خطوة قبل أن نحصل على ضمانات تامة» من الأسرة الدولية.
وأدلى رمضان زاده بتصريحاته قبل أن تعلن الوكالة الدولية أن البرنامج النووي الإيراني و«لا سيما جوانبه المرتبطة بتخصيب الوقود النووي مازال مصدر قلق ينبغي تبديده بسرعة». وأضاف الناطق باسم الوكالة مارك غوزدكي أن هيئة التنظيم والرقابة النووية لدى الأمم المتحدة تطلب في تقريرها السري من إيران «مواصلة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل شفافية».
من ناحية أخرى صرح المتحدث باسم الحكومة أمس بأن طهران تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ تدابير مضادة في حال تسليم لندن السفير الإيراني السابق في الأرجنتين هادي سليمان بور، معبرا عن الأمل بعدم وصول الأمور إلى حد طرد السفير البريطاني في طهران.
وفي تطور آخر اعتبرت الحكومة أن اتهام النيابة العامة لعنصرين في أجهزة الاستخبارات بـ «القتل شبه المتعمد» للصحافية الإيرانية الكندية زهرة كاظمي، «لا ينطبق على الواقع». وقال رمضان غداة توجيه الاتهام «بالنسبة إلى الحكومة ووزارة الاستخبارات، وفي الوضع الحالي للأمور، فإن ما حصل لا ينطبق على الواقع»
العدد 355 - الثلثاء 26 أغسطس 2003م الموافق 27 جمادى الآخرة 1424هـ