العدد 401 - السبت 11 أكتوبر 2003م الموافق 14 شعبان 1424هـ

مازال الخطر ماثلا في الأفق

الجماعات الإسلامية في جنوب شرق آسيا:

حذر خبراء الامن من ان الجماعات الاسلامية مازالت تشكل تهديدا خطيرا على منطقة جنوب شرق آسيا، بينما يستعد اليوم (الاحد) الناجون وعوائل الضحايا للاحتفال بالذكرى الأولى لتفجيرات بالي، التي قتل فيها 202 شخص في اثنين من النوادي الليلية في جزيرة بالي قبل عام. وهي العملية التي نفذتها الجماعة الاسلامية التي تربطها علاقت وثيقة بشبكة القاعدة. ويقول الخبراء انه على رغم الاعتقالات الواسعة فإن المنظمة مازالت سليمة وقادرة على القيام بتنفيذ هجوم مدمر آخر. رئيس شرطة بالي الجنرال مانجكو باستيكا قال مؤخرا ان أفراد الجماعة الاسلامية يعتقد انهم يمتلكون قنبلتين ضخمتين تم تجميعهما بالفعل، «وذلك أمر مقلق جدا، وبصراحة نحن لا نعرف أين توجدان، إذ يمكن ان توجدا في أي مكان».

وحتى وقوع الحوادث المرعبة في 12 اكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لم يكن ينظر إلى منطقة شرق آسيا باعتبارها قطعة مميزة من ميدان الارهاب العالمي. ولكن الهجوم على نادي ساري الليلي، وما تبعه من تفجير فندق ماريوت في جاكرتا في أغسطس/آب الماضي، كان صرخة تحذير عالية، ما دفع إلى إعادة تقييم للجماعة الاسلامية من حيث لوجود في هذه المنطقة.

وفي تايلند، يستعد المسئولون المذعورون لعقد قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (ايباك) في بانكوك في فترة لاحقة من هذا الشهر، إذ سيحضرها 21 من زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس بوش. وسبق ان اعتقل رئيس العمليات السابق بالجماعة الاسلامية الحنبلي، وكان ما أدلى به من اعترافات انه اخبر المحققين الأميركان انه قضى شهورا وهو يبحث عن أهداف محتملة في بانكوك، بما فيها الفنادق والنوادي الليلية ومطار من دون مانغ.

وقد تحقق تقدم كبير في معالجة مشكلة الارهاب في المنطقة. ففريق الجنرال باستيكا استطاع حل خطة بالي بسرعة مذهلة، واعتقل أكثر من 30 من المشتبه بهم ، بمن فيهم غالبية اللاعبين الأساسيين، وأدين ثلاثة منهم وحكم عليهم بالاعدام.

وفي المجموع تم اعتقال 200 من اعضاء الجماعة الاسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا. وقد أضفت وثائق التوقيف فهما عميقا لأعمال المجموعة. كما تحسنت عملية تبادل المعلومات، فحنبلي الذي كان مطلوبا لسنوات، اعتقل بتعاون الجانبين الاميركي والتايلندي، بحسب معلومات زودتهما بها ماليزيا.

ولكن كما يقول خبراء الارهاب، فإن الجماعة الاسلامية «جُرِحت ولم تهزم»، وهي حقيقة يؤكدها حادث تفجير فندق ماريوت، الذي قتل فيه 12 شخصا، بينهم مدير مصرفي ألماني.

ويقول مدير مركز جاكرتا لمجموعة الازمات الدولي سيدني جونز انه لايزال هناك الكثيرون من كبار اعضاء الجماعة، مثل ازهري الضليع في صنع القنابل، وذي القرنين الذي يتمتع بخبرة الاتصالات الدولية الكثيرة مثله مثل حنبلي».

ومازالت المنظمة تتلقى التمويل المالي والمجندين الجدد. يقول جونز: «ماتزال هناك شبكة دعم عبر الأرخبيل الاندونيسي. ولا أعتقد اننا سنشهد نهايتها عما قريب».

المحاضر في الشئون السياسية بجامعة ديكين الاسترالية جريج بارتون قال «ان تحقيقات ما بعد بالي كشفت عن وجود شبكة غير مركزية إلى حد كبير، أكثر انتشارا وتطورا مما كان يُتصور، مع قدرة مزعجة على إعادة تجديد نفسها».

وبينما كانت الجماعة الاسلامية اندونيسية بالدرجة الأولى، فإن لها خلايا في ماليزيا وسنغافورة والفلبين، ويعتقد انها تدير معسكرات تدريب في مندناو، في الجزء الجنوبي من الفلبين.

وقال وزير الدفاع الاسترالي روبرت هيل الاسبوع الماضي ان الجماعة ربما تنقل اهتمامها إلى التركيز على الفلبين، التي وصفها بأنها «البيئة الأكثر ثراء للاستهداف في جنوب شرق آسيا، من حيث الأندية على النمط الغربي، والمراقص والفنادق ونماذج الثقافة الغربية».

ولكن يتوقع غالبية الناس ان تبقى اندونيسيا المسرح الرئيسي، لاجتثاث الجماعة الاسلامية هناك مهمة صعبة، أقلها لان الحكومة هناك تخشى عزل الاسلاميين المحافظين، وخصوصا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام المقبل. فاستئصال المتطرفين المحليين سينظر إليه الناس على انه محاولة لاسترضاء الاميركيين.

ولم تقدم اندونيسيا بعد على اعتبار الجماعة خارجة على القانون، ولم تتخذ أي إجراء ضد المدارس الاسلامية المتشددة التي تشكل بيئة تفرخ الارهابيين، بل ان الكثير من الاندونيسيين لا يعتقدون بوجود الجماعة الاسلامية. «فالحكومة لم تعمل شيئا يمكن أن يقنع الناس بأن الجماعة تشكل تهديدا خطيرا» كما قال جونز

العدد 401 - السبت 11 أكتوبر 2003م الموافق 14 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً