العدد 404 - الثلثاء 14 أكتوبر 2003م الموافق 17 شعبان 1424هـ

دفعت 11 ألف دولار مقابل الإفراج

المختطف أبو نادر لـ «الوسط»:

يصل اليوم المختطف البحريني محمد حسين كاظم العالي (أبونادر) البالغ من العمر خمسين عاما إلى البحرين بعد أسبوع من الاختطاف إذ أفرج عنه بعد أن دفع مبلغا وقدره 11 ألف دولار. وقال أبونادر لـ «الوسط» إن «المختطفين هجموا على المنزل الذي كان يسكنه وهم مدججون في السلاح مدعين أنهم من ضمن حزب الدعوة العراقي والذي يحارب المهربين والمجرمين، كما أنهم يحملون بطاقات تشير إلى الانتماء إلى هذا الحزب وقد خرجت معهم بعد ان اتهموني بتهريب المخدرات إلى داخل العراق، بعد خروجي معهم كبلوني بحبال وصمدوا عيني، وأخذوني إلى مكان بعيد ومجهول اكتشف بعد ذلك انها إحدى المزارع». وأكد أبو نادر «أن المفاوضين والوسطاء بين العائلة والمختطفين فضلوا عدم إدخال أي طرف في هذه المفاوضات سواء من قوات التحالف أو الجهات الرسمية البحرينية أو حتى الصحافة حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية على عملية التفاوض والتي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تهور الخاطفين وإلحاق الضرر بي».


بعد أسبوع من الاختطاف في العراق

اليوم يصل أبونادر البلاد بعد مفاوضات كبيرة مع المختطفين

الوسط - هاني الفردان

يصل اليوم المختطف البحريني محمدحسين كاظم العالي (أبونادر) البالغ من العمر خمسين عاما إلى البحرين بعد أسبوع من الاختطاف إذ أفرج عنه بعد أن دفع مبلغا قدره 11 ألف دولار.

وفي حديث خاص إلى «الوسط» يشرح فيه تفاصيل حادثة الاختطاف قال أبونادر ان «المفاوضين والوسطاء بين العائلة والمختطفين فضلوا عدم إدخال أي طرف في هذه المفاوضات سواء من التحالف أو الجهات الرسمية البحرينية أو حتى الصحافة حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية على عملية التفاوض بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تهور الخاطفين وإلحاق الضرر بي».

وروى أبونادر تفاصيل الحادث التي بدأت في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إذ كان معتادا ومنذ أكثر من أربعة شهور على زيارة بعض المناطق العراقية لممارسة تجارة السيارات وبيعها في احد المعارض من خلال استيرادها من الكويت إلى العراق وكذلك جمع التبرعات والمواد الغذائية والملابس من البحرين وإرسالها إلى الشعب العراقي الذي يعاني الكثير في هذه الظروف.

وأضاف أبونادر انه « في البداية لم تكن هناك أية خطورة من مزاولة هذه المهنة، وذلك لوجود الأصدقاء في الجانبين العراقي والكويتي. كنت أذهب إلى أصدقائي في الزبير كل خميس وجمعة وأسكن في أحد المنازل معهم وأسلم السيارات إلى المعرض الموجود في المنطقة وبعد ذلك أعود من جديد إلى الكويت، إلا انه في المرة الأخيرة تعطلت السيارة التي كنت آتي بها ما جعلني امدد فترة البقاء في العراق، وجلست ليلة اضافية وكانت هذه الليلة التي قدم فيها المختطفون إلى المنزل الذي كنت اعتدت المبيت فيه وكان ذلك في الساعة الحادية عشرة ليلا».

وواصل أبونادر الحديث مشيرا إلى ان المختطفين هجموا على المنزل وهم مدججون في السلاح مدعين أنهم من ضمن حزب الدعوة العراقي الذي يحارب المهربين والمجرمين، كما أنهم يحملون بطاقات تشير إلى الانتماء إلى هذا الحزب وقد خرجت معهم بعد ان اتهموني بتهريب المخدرات إلى داخل العراق، بعد خروجي معهم كبلوني بحبال وصمدوا عيني، وأخذوني إلى مكان بعيد ومجهول اكتشف بعد ذلك انه احدى المزارع».

وقال أبونادر إن المختطفين «كان هدفهم الحصول على المال بأية طريقة اذ طلبوا مني مبلغا ماليا قدره 60 ألف دولار من أجل الإفراج عني أو يتم قتلي في حال عدم دفع المبلغ كما انهم أخذوا كل ما في حوزتي من أموال».

وأضاف أبونادر أن «المختطفين بعد أن أخذوا كل ما لدي اعتدوا علي بالضرب وطلبوا مني الاتصال بالأهل في البحرين والكويت لإخبارهم بمطالبهم وتوفير المبلغ المطلوب».

وأشار إلى ان المعاملة التي عومل بها من قبل المختطفين كانت سيئة جدا إذ انهم مارسوا ضده الضرب والتجويع والحرب النفسية من خلال إطلاق الرصاص بالقرب منه وهو معصب العينين حتى يشعر دائما بالخوف ويعمل للضغط على الأهل لإنهاء المفاوضات بشكل سريع وتسليم المبلغ المطلوب، إذ إن المدة التي قضاها معهم أسبوع كامل كانت كلها خوف وترهيب على حد قوله».

وأما عن لحظة الإفراج فقد أكد أنها كانت بكل المقاييس سعيدة ومفرحة إذ تمكن من التخلص من المختطفين وأبعد شبح الموت عنه، بعد أن تدخل الكثير من الوسطاء وتسلم المختطفون مبلغا ماليا وقدره 11 ألف دولار.

وعن الوضع الأمني في العراق قال أبونادر إن «على رغم ما كنت أسمعه عن حوادث اختطاف وسرقات وقتل كثيرة في العراق وخصوصا بالقرب من الحدود العراقية، إلا إنني لم أخف من ذلك نتيجة وجود أصدقاء لي في العراق اعتدت الذهاب إليهم بشكل مستمر، وان الخطر متمركز في منطقة بغداد والمناطق المجاورة لها أما في المنطقة البصرة والزبير وصفان فهي تخلو من هذه الأعمال، بالإضافة إلى طلعاتي السريعة التي لا تتجاوز اليومين في العراق لا تلفت الانتباه إلي، وخصوصا ان المختطفين يبحثون دائما عن الغرباء».

ومن جانبه قال الابن الأكبر نادر إن «من ضمن المشاركين في عملية الاختطاف والمتواطئين معهم صاحب المعرض الذي كان الوالد يستورد له السيارات وأصحاب المنزل الذين كان يسكن لديهم، إذ ابلغوا عنه لدى المختطفين بعد أن عرفوا أن بحوزته مبلغا ماليا كبيرا».

وأضاف نادر ان «المشكلة التي كانت دائما ترافق العائلة هي كيفية ضمان سلامة الوالد بعد أن قام المختطفون بتهديد الوالد بالقتل وإسماع العائلة في البحرين هذه التهديدات، وكان هذا الخوف هو السبب الذي منعنا من إقحام أية جهات أخرى في عملية المفاوضات».

وأشار نادر إلى أنهم أخذوا بنصيحة الكثيرين الذين أخبروهم أن هذه الأمور منتشرة في العراق ولا يستطيع أحد وضع الحل لها وان الهدف الرئيسي للمختطفين هو الحصول على المال فقط، وهذا ما دعا العائلة إلى القبول بالتسوية ودفع المبلغ المالي».

وعن المفاوضات المالية قال نادر إن « المختطفين بدأوا بطلب 60 ألف دولار ثم بدأوا في التنازل شيئا فشيئا حتى وصل المبلغ إلى 5 آلاف دولار للمختطفين، و6 آلاف أخرى للوسطاء من الطرفين.

كما أشاد نادر بدور حسين فخرالدين وهو رجل يسكن في الكويت كانت له علاقة قوية بقوات التحالف إذ كان الممول الرئيسي لهم في الكثير من الأمور، وقد استغل فخرالدين هذه العلاقة في المفاوضات بشكل غير مباشر إذ ان المختطفين كانوا يتربصون بمن سيقوم بنقل الأموال من الكويت إلى العراق لاختطافه إلا ان فخرالذين كان يستخدم الطريق العسكري والخاص بقوات التحالف ما ساعد على ضمان الأمور، وكذلك لمعرفته القوية بشخصيات عراقية، إذ أن أحد الرجال الذين كانوا معه تعرف على أحد المفاوضين من جانب المختطفين ما سهل عملية التفاوض وإنهاء العملية بشكل سريع وتسليم المختطف».

وقال نادر إن «المبلغ المالي الذي دفع إلى المختطفين والوسطاء جمع في الكويت من قبل الأصدقاء وبعض الأهل كخطوة مبدئية، وان الأهل في البحرين جمعوا المبلغ وسيدفعون بها إلى الكويت».

كما أكد نادر أن والده لن يعود إلى العراق مرة أخرى بعد الحادث، وانهم سيمنعونه من ذلك إذا حاول ذلك من جديد، وشكر نادر صحيفة «الوسط» على تعاملها الراقي مع الحادثة وتأجيلها نشر الخبر حتى يتم تجاوز مرحلة الخطر بناء على تهديدات الخاطفين، وشكر كل من ساهم ماديا ومعنويا العائلة في تجاوز هذه المحنة التي مرت بهم

العدد 404 - الثلثاء 14 أكتوبر 2003م الموافق 17 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً