تعتبر رياضة سباق السيارات من الرياضات القديمة والعريقة على خريطة الرياضة العالمية إذ جرى أول سباق في التاريخ في القرن الثامن عشر وتحديدا العام 1894 وكان بين مدينتي باريس وروان الفرنسيتين.
وكانت السباقات التي تقام على فترات متقطعة في أوروبا تفتقد الهوية والصبغة التنظيمية والرسمية، وحينها كانت السيارات تتسابق ويتم تمييزها على اساس طريقة دفعها (وقودا اوبخارا) بالاضافة إلى عدد مقاعدها علما ان السيارات كانت تحتوي على مقعدين وأكثر.
واشرفت على تنظيم تلك السباقات أندية السيارات المنتشرة في أوروبا حينها. وشهد العام 1904 نقطة تحول جذرية في تاريخ رياضة سباق السيارات، وذلك عندما قررت الأندية الكبيرة للسيارات تشكيل منظمة عالمية تقوم بوضع قوانين يمكن تطبيقها على كل سباقات السيارات في ارجاء العالم بعد ما كان من المستحيل سابقا تنظيم سباقات عالمية بسبب غياب القوانين المشتركة بين أندية السيارات. وقد شهد ذلك العام ولادة اتحاد السيارات العالمي (FIA) الذي كفل للسائقين الألمان والانجليز تطبيق القوانين في السباقات التي تقام حينها في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وموناكو.
كما قام الاتحاد بصوغ قوانين للتأكد من سلامة السائقين والمشاهدين، وتم تجريب القوانين المتعلقة بالوزن الأدنى والاقصى والاستهلاك بين عامي 1937 و1970.
وبعد مضي عامين على تأسيس اتحاد السيارات العالمي، انطلق أول سباق رسمي تحت اشراف الاتحاد والذي نظمه نادي السيارات الفرنسي في مدينة لومان في العام 1906.
وكان السباق (تاريخيا) وانحصرت المشاركة بالسيارات الكبيرة المعروفة اليوم بـ «فورمولا 1» وبعد ذلك تم استخدام اسم (الاختبارات الكبرى) على كل سباقات هذا النوع من السيارات والتي تقام على جميع الحلبات حتى برز اسم «فورمولا 1» العام 1950.
انطلاقة الفورمولا
يقوم الفريق الرياضي في الاتحاد العالمي للسيارات (FIA) بتنظيم جميع الرياضات المتعلقة بالسيارات في انحاء العالم وبينها «فورمولا 1» وبطولة العالم للراليات.
وانطلقت بطولة العالم «فورمولا 1» في إيطاليا العام 1950 وهي اقدم البطولات التي ينظمها الـ (FIA) وتعد الأكثر ثقلا لدى الإعلام والجمهور إذ يقدر عدد المشاهدين الذين يتابعون هذه البطولة عبر التلفزيون 55 بليون مشاهد فيما تحرص الصحف العالمية على ايفاد مراسلين لتغطية حوادث هذه البطولة حتى بلغ عددهم 650 صحافيا ومصورا من أكثر من 63 بلدا.
حلبة بريطانيا استضافت سباق «الفورمولا» الأول
أقيم أول سباق للجائزة الكبرى البريطاني في هذا الموقع سنة 1948 وكان من المتوقع ان يكون حدثا فريدا لأن الحلبة كانت تُستعمل أصلا كمدرج للطائرات. فاز جيوسيبي فارينا بأول سباق في بطولة سنة 1950 على سيارة ألفا روميو.
سنة 1973 انزلقت سيارة جودي شكتر وأخذت تدور على نفسها في «وودكوت»، ما أدى الى اصطدام الكثير من السيارات. كان هذا أول حادث تشهده الحلبة خلال 25 سنة. وكانت النتيجة هي إضافة مقطع متعرّج في وودكوت قبل سباق سنة 1975. وقد حقق «كلاي ريغازوني» أول فوز لفريق ويليامس على هذه الحلبة سنة 1979.
سنة 1987، حل مجمّع مكان المقطع المتعرّج في وودكوت وقد تغلّب نايجل مانسيل خلال تلك السنة على زميله في الفريق نلسون بيكي في أحد أفضل السباقات. أعيد بناء الحلبة سنة 1991، وادخلت عليها تعديلات كبيرة سنة 1994.
غمر الفرح قلوب المعجبين البريطانيين إثر فوز دامون هيل بسباق سنة 1994، بينما أحرز جوني هيربرت انتصارا لفريق بنتون سنة 1995. أما جاك فيلنوف فقد انتزع الفوز لسنتين على التوالي (1996 و1997) قبل أن يُفسح المجال أمام مايكل شوماخر لإحراز الانتصار المثير للجدل سنة 98 عندما فاز فريق فيراري في ممر الحفرة.
سنة 1999 شهدت تعرض الألماني لحادث من أول دورة، ما اضطره للتنحي حتى آخر سباق في الموسم بسبب كسر في الساق. وقد اعتبر الكثير من المعجبين ان هذا الحادث قد كلفه خسارة اللقب سنة 1999. لكنه عاد سنة 2000 وهو عازم على نسيان الماضي والتركيز على الحاضر. ولكنه لم يربح السباق الذي أحرز خلاله سائق ماك لارن، ديفيد كولتار، النصر متقدما على زميله في الفريق ميكا هاكينن. ولكن شوماخر صعد الى منصة التتويج ليتسلم تكريم المركز الثالث.
لم يترك ميكا هاكينن مجالا كثيرا لمايكل شوماخر الذي إستمر في صدارة سباق موسم 2001 لمدة قصيرة فقط بحيث أن هاكينن استطاع التجاوز عنه لينطلق من دون منازع ويحرز الصدارة. وفي العام 2002، حقق بطل العالم مايكل شوماخر فوزه الـ 60 في حياته كسائق فورمولا 1 من خلال فوزه بسباق بريطانيا على حلبة سيلفرستون إذ بقي فريقه الفيراري بارد الأعصاب رغم تقلبات الطقس هناك ليسجل شوماخر وباريكيلو الفوز الثنائي الخامس للفريق
العدد 406 - الخميس 16 أكتوبر 2003م الموافق 19 شعبان 1424هـ