العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ

غضب فلسطيني إثر اقتحام ساحات الأقصى

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

22 أكتوبر 2003

استنكرت القوى والشخصيات الوطنية والدينية الفلسطينية اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هانغبي ساحات المسجد الأقصى أمس. واعتبر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري عملية الاقتحام من قبل وزير إسرائيلي مسّا بحرمة المسجد المبارك واستفزازا لمشاعر المسلمين وتصعيدا للتوتر في القدس المحتلة.

من جانبه وصف قاضي القضاة الفلسطيني الشيخ تيسير رجب التميمي اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي للمسجد الأقصى بحماية مكثفة من قوات الأمن بأنه استفزاز لمشاعر المسلمين. واعتبر - في بيان له - «أن هذا التصرف تصعيد مقصود للوضع المتردي وسيؤدي إلى مضاعفات لا يحمد عقباها». وناشد التميمي «منظمة المؤتمر الإسلامي» تفعيل قراراته الخاصة بحماية الأقصى.


قريع وموسى يرحبان بقرار الأمم المتحدة بشأن الجدار وأولمرت يؤكد المضي في بنائه

وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يستبيح الحرم القدسي

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

انتهك وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي حرمة المسجد الأقصى ودنسه بحراسة صهيونية مشددة وقتلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين في قلقيلية والخليل. ورفضت فيه «إسرائيل» أمس قرار الجمعية العامة بوقف البناء في جدار الفصل العنصري وتعهدت بمواصلة البناء فيه غير آبهة بالقرار الدولي، بينما رحبت السلطة الفلسطينية بالقرار.

ورحبت السلطة بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطلب من «إسرائيل» وقف بناء الجدار ووصفت القرار بأنه انتصار للسلام والشرعية الدولية. واعتبر قريع - في مؤتمر صحافي جمعه وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى - أن القرار «هو خطوة مهمة لابد من استكمالها بإبداء محكمة العدل الدولية رأيها في الجدار» الذي تبنيه «إسرائيل». كما اعتبر موسى ان قرار الجمعية العامة «يكشف وجود غالبية ساحقة تقف ضد السياسة الإسرائيلية بكل قوة». وأضاف «لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بدور الوسيط النزيه في مفاوضات سلام لأن الوسيط لا ينحاز لطرف معتد هو «إسرائيل» ضد طرف آخر أرضه محتلة». ومن جهته دعا وزير الخارجية المصري أحمد ماهر - إثر لقائه مع قريع - الدول التي صوتت على القرار، لاسيما الاتحاد الأوروبي، إلى تطبيق القرار «عمليا». وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأول قرارا صاغه الاتحاد الاوروبي يطالب الدولة العبرية «بوقف» بناء «الجدار» الجاري بناؤه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي المقابل أكد وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن« إسرائيل» ستواصل بناء السياج الفاصل. وقال أولمرت للإذاعة الإسرائيلية العامة إن السياج سيتواصل بناؤه وذلك بعد ساعات قليلة من تبني الجمعية العامة للقرار الذي يطلب من «إسرائيل» التراجع عن هذا المشروع وتدمير الجزء المبني منه. وأضاف لن نأخذ في الاعتبار الأكثرية الآلية في الأمم المتحدة التي هي بانتظام ضدنا، فالعالم أجمع ضدنا وضد الولايات المتحدة وإني لفخور أن نكون إلى جانب الاميركيين وفي مجمل الأحوال إن القرار ليس ملزما وبإمكاننا أن نبدي بعض الارتياح لجهة منع الاتحاد الأوروبي اعتماد نص أكثر تطرفا.

وفي سياق ثاني أكد القيادي في حركة حماس عبدالعزيز الرنتيسي نوعية عملية عين يبرود التي قامت بها مجموعة الشهيد القائد نصر جرار من مجموعات كتائب عز الدين القسام والتي أسفرت عن قتل وجرح كل أفراد الدورية الإسرائيلية وعودة المنفذين من دون إصابة واستولوا على بنادق الجنود الرشاشة الأربعة. وقال الرنتيسي - في تصريح له أمس - إن هذا ما أفقد موفاز المنهزم وشارون صوابهما ومن هنا فضلا أن يقصفوا المدنيين الفلسطينيين بالطائرات الحربية المقاتلة وذلك هروبا من المواجهة المباشرة مع أبطال كتائب عز الدين القسام وهذا الأسلوب لا يقوم به إلا اليهود الصهاينة لا لشيء إلا لأنهم جبناء. ووجه الرنتيسي رسالة لموفاز وشارون بأن هروبهما من المواجهة لن يمنع وصول المجاهدين من كتائب عزالدين القسام إليهم كما ولن يحول دون فرض المواجهة على جنودهم أينما كانوا لأننا سنلاحقهم في كل مكان.

وميدانيا في خطوة استفزازية جديدة تعيد ذكرى تدنيس شارون للمسجد الأقصى التي تفجرت بعدها انتفاضة الأقصى قام وزير الأمن الداخلي الصهيوني المتطرف تساحي هانغبي، صباح أمس بجولة داخل ساحات الحرم الشريف، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي في زيارة حرص فيها هذا الوزير وقطيعه على السرية المطلقة تجنبا لغضبة جماهيرية واشتباكات داخل الحرم. وقالت الإذاعة العبرية إن هانغبي زار الحرم القدسي والمسجد الأقصى وقبة الصخرة يرافقه نائب وزير الصناعة والتجارة ميخائيل إيتان. وذكرت الأوقاف الإسلامية الفلسطينية أن هانغبي دخل المسجد بصورة استفزازية من دون الحصول على إذن مسبق. وقال مدير عام الأوقاف عدنان الحسيني: الوزير الإسرائيلي اقتحم المسجد برفقة عشرات من أفراد الأمن وهذا استمرار لاستفزاز مشاعر المسلمين وتعدٍ على مقدساتهم وأنه دخل من باب المغاربة وتجول في باحات المسجد.

إلى ذلك حذر قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي من تفجر الأوضاع في المنطقة بكاملها في أعقاب هذه الزيارة المفاجئة. ووصف التميمي في حديث لقناة «الجزيرة» الفضائية زيارة الوزير الإسرائيلي بأنها تصعيد خطير ومتعمد للوضع المتوتر والمتأزم حاليا، مشددا على أن المسجد الأقصى بجميع ساحاته وأروقته وأبوابه وأسواره هو مسجد خالص للمسلمين ولا حق لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقتل مواطنين فلسطينيين بدم بارد في عمليات عسكرية واسعة في الخليل وقلقيلية بالضفة الغربية واعتقلت وجرحت 18 آخرين في عدة أماكن متفرقة. وأوضحت مصادر أمنية وطبية فلسطينية أن الشهيدين الفلسطينيين الأول من مدينة الخليل ويدعي أحمد عطية (30 عاما) وهو من نشطاء حركة فتح. والثاني في قلقيلية ويدعي احمد خميس (29عاما) وهو ناشط في الجبهة الشعبية ومازال جيش الاحتلال يحتفظ بجثمانه. وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال اعتقل 16 فلسطينيا في كل من الخليل وعين يبرود وقلقيلية في اطار حملة المداهمات التي قامت بها قوات الاحتلال لمنازل المواطنين الفلسطينيين. ونسفت أيضا منزل المعتقل شادي غالب أبوشخيدم (19عاما) الواقع في منطقة الحاووز بالقرب من كلية الرحمة في المدينة وأجبر الجنود أفراد عائلة أبوشخيدم على الخروج من المنزل قهرا من دون السماح لهم بإخراج شيء من حاجياتهم الموجودة داخل المنزل قبل عملية النسف. وتتكون العائلة من عشرة أفراد والمنزل مبني على مساحة 150 مترا مربعا ويقع في الطابق الثاني في مبنى سكني يتألف من ثلاثة طوابق به 6 شقق سكنية. أما في سلفيت فقد شددت سلطات الاحتلال حصارها للمدينة وأحكمت إغلاقها وعزلها عن القرى والبلدات المحيطة بها.

وفي جنين اعتقلت قوات الاحتلال محمود عفيف محمد المغير (25 عاما) من بلدة عرابة وفجرت عددا من المحلات التجارية عرف من أصحابها يوسف زهير الذي فجر محله بالكامل ودمرت محتوياته وفرضت حظر التجول على بلدة سيلة الحارثية. كما اعتقلت قوة من جيش الاحتلال المحامية تراجي ياسر أبوالشوارب (30 عاما) من بلدة كفر راعي حين توغلت عدة سيارات جيب عسكرية في البلدة عبر مدخلها الشرقي وانتشر جنود الاحتلال في محيط المنازل المجاورة لمنزل ياسر أبوالشوارب ونفذوا عمليات دهم وتفتيش واسعة فيه واعتقلوا المحامية تراجي. وفي غزة أصيب فلسطينيان جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قذيفة دبابة باتجاه منطقة الحاجة حمدة شمال مصنع الحاج فضل للباطون شرقي غزة إذ أدت إلى إصابة أكرم بكرون الذي وصفت حالته بالخطرة ومحمد حلس وإصابته متوسطة وتم نقلهما إلى مستشفى الشفاء في غزة لتلقي العلاج. وقالت مديرية الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة إن الطائرات الحربية الإسرائيلية حلقت صباحا بكثافة في أجواء قطاع غزة، واخترقت حاجز الصوت بشكل عدواني.


بروفيسور يهودي: الحال المعنوية للجيش الإسرائيلي متدنية للغاية

باريس - أ ش أ

وصف الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس المحتلة مارتين فان كريفيلد الحال المعنوية للجيش الإسرائيلي بأنها متدنية للغاية مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يعاني من أزمة بدليل قيام القيادة الإسرائيلية منذ يومين باستدعاء قوات الاحتياط نظرا إلى عدم كفاية القوات. وأضاف كريفيلد المتخصص في شئون الجيش الإسرائيلي أن الحال المعنوية للجيش لم تصل في أي وقت من الأوقات إلى ما هي عليه الآن من تدن مستشهدا في ذلك باستدعاء الاحتياط وبقيام مجموعة من الطيارين بانتقاد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وبرفض المشاركة في سياسة شن الغارات على أهداف منتقاة نظرا إلى ما توقعه من أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء. وأكد البروفيسور كريفديل - في حديث إلى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية - أن مجموعة من آباء الجنود احتجوا أمس على مواصلة الجيش الإسرائيلي «التضحية» بأبنائهم من اجل أسباب غير مقنعة. وكشف عن أن والد احد الجنود الاحتياط كشف له عن أن 70 في المئة من وحدته رفضت تلبية نداء القيادة. وقال: «إن جانبا كبيرا من وسائل الإعلام والمجتمع المدني والكنيست ينتقدون العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية ما أدى إلى تعرض الجنود لضغوط يمكن أن تؤدي إلى انهيار الجيش الإسرائيلي مثلما حدث للجيش الفرنسي إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر»

العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً