بتوجيه من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة صرح وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بأن «توجيهات جلالته القاضية بترشيد السياحة في البلاد ستتواصل (...) إلا أن هذا التطوير ينبغي أن يتم ضمن القانون دون تحريض أو تجاوز، سواء تعلق بالسياحة أوبغيرها». وأضاف وزير الديوان «إننا نتفهم ونقدر ما أبداه عدد من الاخوة أعضاء مجلس النواب من حرص مخلص على ترشيد السياحة في المملكة تعبيرا عن مشاعر ناخبيهم من المواطنين، داعين في الوقت ذاته إلى التعاون البناء والمثمر من أجل التوصل إلى صيغ وأنظمة متطورة وكفيلة بتحقيق التوافق بين مختلف الاجتهادات والمصالح المشروعة».
إلى ذلك صرح مصدر مسئول في وزارة الداخلية بأنه «ألقي القبض على 16 شخصا قاموا بأعمال فوضى وشغب عند مركز البحرين الدولي للمعارض الذي كان يقام فيه حفل غنائي مساء الأربعاء الماضي». وقال المصدر: «إن محاضر القضية أحيلت إلى النيابة العامة التي أمرت بتوقيفهم بحبس احتياطي لمدة سبعة أيام على ذمة القضية». وقال المصدر: «إن مجموعة من المواطنين والسياح تقدموا ببلاغات تفيد بقيام مجموعة من المتجمهرين بالاعتداء عليهم واتلاف سياراتهم».
وكانت حوادث الشغب تجددت مساء أمس بالقرب من مركز المعارض، اصيب على اثرها الشاب محمد عبدالله عيسى العرادي، بإصابة بليغة في الرأس نقل بسببها إلى المستشفى. وقام عشرات من الشباب بحرق الإطارات وحاويات القمامة وسدوا بها المنافذ وفجروا اسطوانة غاز في الساعة الحادية عشرة والنصف واسطوانة اخرى بعد فترة وجيزة. ومن جهتها تصدت قوات الأمن للمتظاهرين واطلقت مسيلات الدموع، بينما حاول رئيس مجلس بلدي العاصمة مرتضى بدر تهدئة المتظاهرين وتفريقهم، إلا أن الصدامات تجددت لاحقا.
هذا وتسبب التصادم مع عشرات من الشباب الى اختناق مروري وانتشار مكثف لقوات الامن ما بين ضاحية السيف وجدحفص. وادى الغاز المسيل للدموع الى مضايقة سكان المنطقة وسواق السيارات، بينما شوهد خروج العاملات والعاملين في مجمع البحرين قبل وقت انتهاء الدوام بسبب الارتباك الناتج عن الفوضى.
وقال احد رجال الاعمال لـ «الوسط»: ان ما حدث «يضر بالنمو الذي بدأ يصعد بأقتصاد البحرين مؤخرا خصوصا وان المنطقة هي الاكثر حيوية في العاصمة».
الديوان الملكي - بنا
صرح أمس وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بالتصريح الآتي: «بتوجيه كريم من لدن عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، نود تنوير الرأي العام، أن توجيهات جلالته القاضية بترشيد السياحة في البلاد ستتواصل وتترسخ، وأن الارتقاء بمستوى الخدمات السياحية في مملكة البحرين سيبقى من أولويات الخطة الوطنية العامة الهادفة إلى أن ترتقي هذه الخدمات إلى المستوى الحضاري للبلاد، وتصبح البحرين، كما نريدها بحق، مدرسة ونموذجا للسياحة المتحضرة الراقية».
وأضاف الوزير «إلا أن مثل هذا التطوير ينبغي أن يتم ضمن القانون في بلد القانون من دون تحريض أو تجاوز، سواء تعلق بالسياحة أو بغيرها، كما ينبغي الحفاظ على روح التسامح والانفتاح الذي تميزت وتتميز به البحرين دولة ومجتمعا في إطار تقاليدها وقيمها العربية والإسلامية السمحة، من دون إفراط أو تفريط.
وضمن هذه الرؤية المتوازنة والحريصة على روح الشريعة الغراء وحدود القانون المتبع، فإنا نتفهم ونقدر ما أبداه عدد من الإخوة أعضاء مجلس النواب من حرص مخلص على ترشيد السياحة في المملكة تعبيرا عن مشاعر ناخبيهم من المواطنين، داعين الجميع في الوقت ذاته إلى التعاون البناء والمثمر من أجل التوصل إلى صيغ وأنظمة متطورة وكفيلة بتحقيق التوافق بين مختلف الاجتهادات والمصالح المشروعة بنهج التراضي الذي يميز مجتمع البحرين، وبما يرتقي عن الأساليب غير المجدية، بل الضارة بمصلحة البلاد وسمعتها والتي لا تنسجم على الاطلاق مع روح التسامح والتحضر التي اكتسبها شعب البحرين بعلمه وأخلاقه».
المنامة - بنا
صرح مصدر مسئول في وزارة الداخلية بأنه ألقي القبض على 16 شخصا تبين أنهم قاموا بإحداث أعمال فوضى وشغب عند مركز البحرين الدولي للمعارض الذي كان يقام فيه حفل غنائي مساء الأربعاء الماضي.
وقال المصدر انه تمت إحالة محاضر القضية إلى النيابة العامة التي أمرت بتوقيفهم بحبس احتياطي لمدة سبعة أيام على ذمة القضية.
وأضاف المصدر أن هذه المجموعة قامت بتصرفات غوغائية خارجة عن المستوى الحضاري الذي تتمتع به مملكة البحرين وعمدوا إلى الاعتداء على السيارات بقذفها بالحجارة ما أدى إلى إلحاق إصابات ببعض ركاب السيارات المارة. كما قاموا بالقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجمهور الذي حضر الحفل الغنائي.
وقال المصدر ذاته إن مجموعة من المواطنين والسياح تقدموا ببلاغات تفيد بقيام مجموعة من المتجمهرين بالاعتداء عليهم وإتلاف سياراتهم.
وأكد المصدر ضرورة المحافظة على الأمن والتحلي بالمسئولية الوطنية والقيام بالدور المجتمعي في حماية الاستقرار والأمن والحفاظ على الانجازات والاصلاحات التي تقوم عليها المملكة وينشدها الجميع.
السنابس- أماني المسقطي، زينب عبدالنبي
تجددت مساء امس الاشتباكات بين بعض الشباب وقوات الأمن، بعد فر وكر، بالقرب من مركز البحرين الدولي للمعارض، وبعد فشل المفاوضات بين الطرفين من خلال وسطاء. وأطلقت مسيلات الدموع من طراز «فدرال» بكثافة،بينما اضرم الشباب النار في حاويات القمامة وإطارات السيارات وفجروا اسطوانتي غاز.
ولم تهدأ الاشتباكات حتى وقت متأخر، بينما حضر رئيس مجلس بلدي العاصمة مرتضى بدر ورئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان ونائبه حسن مشيمع وحاولوا جميعا إقناع المتظاهرين بالتهدئة.
وكانت المناوشات بدأت منذ الساعات الاولى للاحتجاج تخللتها محاولة التهدئة، واشتدت حدة المواجهة، وبدأت قوات الأمن باطلاق مسيل الدموع. في هذه الأثناء تم القبض على المواطن محمد عبدالله عيسى العرادي البالغ من العمر 21 عاما، بعد أن اصيب بمسيل دموع عن بعد ثلاثة أمتار.
ولم تصل سيارة الإسعاف حال إصابته الأمر الذي أدى الى تدهور حاله.
وفي الوقت الذي لم يستبعد فيه بدر إصابة المتظاهر بجرح عميق في الرأس قال أحد الضباط (في زي مدني): «إن المتظاهر اصيب نتيجة حادث مروري».
غير ان إصابة المتظاهر ضاعفت من سخط المحتجين وتصاعدت المواجهات. وكان عدد من الشباب قد حاولوا تخليص أحد المعتقلين مما ادى لمزيد من التصادم.
وفشلت عدة محاولات لتهدئة الاوضاع فيما قال سلمان انه جاء الى موقع الحدث بطلب من اهالي السنابس. وقال «أرجو من وزارة الاعلام الاخذ بالاسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحوادث».
بينما قال مشيمع في كلمة ألقاها على الشباب «أنتم أوصلتم رسالتكم وصوتكم، والآن لا يوجد أي احتفال، كما نأمل ألا تستمر هذه المواجهات كي لا يسقط أحد من أبناء الشعب، ونحتاج إلى شيء من الصبر للمواصلة وليس للتوقف، ولكن ليس عن طريق المواجهة».
هذا وتعطلت حركة المرور بين دوار مجمع السيف ودوار مجمع الدانة ما أربك الحركة المرورية وتضرر اصحاب المحلات، وشوهد العاملات والعاملون في مجمع البحرين (جيان) يخرجون قبل موعد انتهاء الدوام، بينما اغلق «مطعم مرمريز» والمحلات القريبة منه. غير ان ذلك لم يؤثر على المجمعات الأخرى التي شهدت تشديدا أمنيا مقارنة مع الحال الاعتيادية.
وفي الوقت الذي اصطدم فيه الشباب مع قوات الأمن في منطقة مركز المعارض كان هناك تمجع اخر في منطقة الديه، وحاول بعض علماء الدين الالتقاء بهم وتهدئتهم.
واثناء الحوارات بدا ان الشباب لم تكن مطالبهم واضحة، مع اختلاط في عدد من الملفات. وأرادت قوات الامن تهدئة الامور من خلال الحوار الا ان عدم وجود نسق واضح للمحتجين، فضلا عن اصرارهم على اطلاق احد المعتقلين افشل جميع المحاولات، ما ادى إلى تجدد المواجهة.
ومن جهته قال عيسى العرادي شقيق الجريح محمد العرادي «ان صور الاشعة اظهرت ان لا اصابات عميقة في الرأس وان حالته مستقرة».
هذا ويتوقع ان يتناول خطباء الجمعة اليوم احداث الليلتين الماضيتين على امل توضيح الصورة بشكل أفضل وتوجيه الشباب للتعبير عن رأيهم بصورة سلمية.
جدحفص - حيدر محمد
أفاد التقرير الطبي الذي أعده مستشفى البحرين الدولي أن الطفلة مريم عبدالله ابراهيم (7 سنوات) التي صادف مرورها مع أسرتها في الشارع الذي كان مسرحا للاصطدام بين رجال الأمن والمتظاهرين المحتجين على أمسية نانسي عجرم مساء أمس الأول «أصيبت بجرح قطعي متهتك بأعلى الحاجب الأيمن وأسفل الملتحمة بالعين اليمنى، وتم عمل غرز تحت مخدر موضعي واخراج الزجاج المكسور من الجرح».
وأوضح التقرير «ان الطفلة خرجت من المستشفى في اليوم نفسه على ان تراجع عيادة جراحة العيون والتجميل بعد ثلاثة أيام».
وقالت والدة الطفلة لـ «الوسط»: ان الطبيب الذي اشرف على علاج ابنتها أكد «ان اصابتها من الغزارة بمكان بحيث لا يمكنها ان تكون ناتجة عن التراشق بين المتظاهرين».
وأوضح والدها تفاصيل الحادث قائلا: «كانت الطفلة تنظر من نافذة السيارة بعد مرورنا كالعادة على الشارع المؤدي إلى مركز المعارض فتفاجأنا بصدامات عنيفة بين عدد من المتظاهرين ورجال الأمن»، وأصيبت «الطفلة إذ كانت جالسة في الجانب الأيمن» وهو ما أيدته الأم.
المنامة - عدنان الموسوي
نجم عن حوادث الشغب مساء أمس الأول والتي حدثت بالقرب من مركز المعارض إحراق أكثر من 18 حاوية خاصة بالقمامة المنزلية والزراعية تابعة لشركة النظافة بي إم فلورا.
وأوضح مصدر في شركة بي إم فلورا أن الحاويات كانت موضوعة في المجمعات السكنية رقم 411 و412، وأن خسائر الشركة المالية بلغت ثلاثة آلاف تقريبا، وتساءل المصدر عن فائدة مثل هذه الأعمال خصوصا ان هذه الحاويات وضعت لخدمة هذه المناطق، والأهالي هم المستفيدون منها.
الوسط - هاني الفردان
أكد بعض نواب المجلس الوطني أن لا دخل لهم بما جرى يوم أمس الأول قبل وأثناء وبعد حفل نانسي عجرم من حوادث مؤسفة امتدت حتى ساعات متأخرة من الليل. وأكدوا أن «المواجهات التي حدثت كانت نتاج تراكمات اجتماعية واقتصادية ونتيجة تحدي مشاعر المسلمين على أرض المملكة من خلال إقامة هذه الحفلات قبل أيام من رمضان الكريم، وفشل ما أثاره النواب من تصريحات ومحاولات لايقاف هذا الحفل».
إلا أن اكثر من سألتهم «الوسط» اتهموا «النواب بتجييش وحشد العواطف، وأنهم تسببوا في اثارة الحوادث المؤسفة».
ورأى النائب فريد غازي ان «المنطق يقول بأن ما حدث هو نتاج طبيعي لظروف اجتماعية واقتصادية دفعت بشباب سواده الأعظم من العاطلين ومتدني الأجور في القطاع الخاص وما حدث نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية».
وحمل النائب محمد خالد المسئولية الكاملة «وزير الإعلام وشركة البحرين للترفيه العائلي التي أصرت على إقامة هذا الحفل في هذا التوقيت المزعج وغير المناسب». بينما رأى مدير الشئون الاجتماعية في وزارة العمل سلمان درباس ان «بعض النواب كان لهم دورهم الواضح في اللعب بعواطف الناس وهي مسألة ليست حضارية، ونحن مجتمع منفتح ويوجد به تعدد ثقافات، وان مسألة مغنية تغني أمر عادي».
الوسط - هاني الفردان
اتهم الشارعُ النوابَ بتجييش الشارع، وحشد العواطف ضد حفل نانسي عجرم الذي أقيم مساء أمس الأول، وأنهم من تسببوا في الحوادث المؤسفة التي وقعت قبل أمسية عجرم والتي امتدت حتى ساعات متأخرة من الليل في مواجهة ساخنة بين مجموعة من الشباب المحتجين وقوات الأمن.
بينما رأى النواب أن لا دخل لهم فيما جرى، وان المواجهات التي حدثت كانت نتاج تراكمات اجتماعية واقتصادية ونتيجة تحدي مشاعر المسلمين على أرض المملكة من خلال إقامة هذه الحفلات في توقيت «مزعج» وقبل أيام من شهر رمضان الكريم.
وقد أكد السيد عبدالصمد شرف من سكنة منطقة الدية ان «المسئول الأول هم النواب الذين سعوا الى حشد الشارع وتجييش عواطف الناس من خلال تصريحاتهم وتعشيمهم بإيجاد حل لمثل هذه القضايا التي تعاني منها البلاد منذ سنوات من فساد أخلاقي، إذ إن الشعب تحسس بداية لمحاربة الفساد الأخلاقي في المملكة».
وأضاف شرف ان «رفض مناقشة الموضوع داخل مجلس النواب أثار حفيظة الشارع الذي رأى أن يعبر عن رأيه ورفضه لمثل هذه الحفلات في مناطقه، وان ما جاء عبارة عن ردات فعل على ما حدث».
وقال شرف: «نطالب بإنهاء ما يجري في بلدنا من فساد أخلاقي. وإذا كان مجلس النواب يمثل الشعب فعليه أن يتحدث بصوت الشعب الذي يرفض هذا الانحلال الأخلاقي على أرضه».
وطالب بأن تكون المطالبات والاحتجاجات دائما تنحو المنحى السلمي والحضاري، وان تبتعد عن أي شكل من أشكال العنف؛ لأنها لن تؤدي في نهاية المطاف إلى أية نتيجة وقد تزيد من حدة الموقف.
بينما رأي مدير الشئون الاجتماعية بوزارة العمل سلمان درباس ان «الحملة الإعلامية التي شُنت قبل فترة ضد وجود عجرم وتجييش الجموع وأخذها بالاتجاه الرافض لهذا الحفل كان لبعض النواب دور واضح فيها من حيث اللعب بعواطف الناس، وهي مسألة ليست حضارية. فنحن مجتمع منفتح وتوجد به ثقافات متعددة، وان مسألة مغنية تغني أمر عادي».
وقال درباس: «كان من المفترض على وسائل الإعلام عدم تناول الموضوع بالشكل الذي طرح ما ساعد على شحن عواطف الناس، على رغم وجود موضوعات وقضايا أكبر مما تم تناوله من قدوم مغنية تغني في المملكة، إذ انها تغني في كل مكان ويشاهدها الناس في كل القنوات الفضائية».
وحمّل درباس «وسائل الإعلام والأصوات النشاز التي كانت تروج لرفض الحفلة» مسئولية ما حدث، مؤكدا أن «النواب كان من المفترض بهم ألا يتقارعوا على هذه القضايا التي لا تخدم الناس، بل السعي لتناول القضايا ذات الثقل والأهمية والتي تمس حياة الناس وحقوقهم».
وطالب درباس «نواب السلف بعدم تهييج الشارع واللعب بعواطف الناس، والعمل على التفكير في القضايا الوطنية ووضع المخارج لها»، قائلا: «نحن لسنا ضد حرية التعبير عن الرأي فهي مكفولة للجميع، ولكن لابد ألا نتعدى الخطوط الحمراء... ان المواجهات التي حدثت مفترض بها ألا تحدث، ولابد أن يكون التعبير أكثر حضارية، وبعيدا عن زعزعة الأمن»، رافضا اللجوء إلى إثارة الرأي في القضايا الملحة، «وخصوصا في قضايا الفساد الأخلاقي إذ لابد من تناوله بشكل مدروس، من خلال معرفة نوعية الفساد الأخلاقي، وهل الأغنية أصبحت فسادا، أم ان الفساد ما هو موجود في الفنادق وهو ما يستحق التحدث عنه؟».
بينما كان لنواب المجلس الوطني رأي آخر ومختلف عما يحمله الشارع، فقد قال النائب فريد غازي إن «الاعتقاد بأن ما حدث أمس الأول من مواجهات هو بسبب ما أثير من بعض النواب بشأن حفلة غناء نانسي عجرم غير صحيح، ولا يستند إلى تحليل علمي لطبيعة المشكلة، وهو اتهام الغرض منه تسطيح المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة».
وأضاف أن «المنطق يقول إن ما حدث هو نتاج طبيعي لظروف اجتماعية واقتصادية دفعت بشباب سواده الأعظم من العاطلين ومتدنيي الأجور في القطاع الخاص وذوي تركيبة نفسية اجتماعية تحتاج إلى برمجة توجهاتها فيما يخدم قطاعات الشباب، والبعد بها عما يصدر منهم من أفعال مخالفة للقانون».
وقال غازي إنه لايزال يؤكد أن هذه الأفعال «لا تأتي نتيجة ردات فعل من حفل أو من مناسبة أو من تحريض في ندوة معينة، وإنما هي نتيجة وضع اقتصادي واجتماعي. لذلك من يفصل حوادث أمس الأول عن سابقاتها في العامين الماضيين يكون قد ارتكب خطأ كبيرا وفادحا»، مشيرا إلى أن «الشباب مهيأ للإثارة نتيجة ما سبق ان قلته من عوامل، وهو يبحث عن المناسبة التي ينطلق فيها كأن تكون رأس السنة أو ليلة العيد أو في مواجهة حفل أو بعد ندوة».
وحمّل غازي الجميع «المسئولية، ولابد ان يكونوا على قدر المسئولية التي لا أقصد بها طرفا دون آخر»، مشيرا إلى أن الحكومة لها درجة من المسئولية، وعلى مجلس النواب أن يكون بمستوى المسئولية، والمعارضة التي دخلت أو قاطعت لابد أن تكون بمستوى المسئولية، وكذلك كل قطاعات المجتمع المهنية والأهلية والشبابية.
وقال غازي: «أختتم بما عجزتُ أن أردده في حوادث شارع المعارض ليلة رأس السنة... إن هذه بداية وليست نهاية، وأقولها ان علينا وضع برنامج متكامل للشباب، والبعد عن استفزازه، وحل قضاياه الرئيسية من بطالة وتحسين مستوى المعيشة قبل أن نفكر في توجيه الاتهام إلى أي أحد كان، ولكن بعد كل ذلك نقول ان حل مشكلة الشباب تحتاج إلى وقت، وتضافر كل الجهود».
أما النائب محمد خالد فقد حمّل المسئولية الكاملة «وزير الإعلام وشركة البحرين للترفيه العائلي التي أصرت على اقامة هذا الحفل في هذا التوقيت المزعج وغير المناسب متحدية مشاعر المسلمين قبل أيام من شهر رمضان، وإن الجميع يعلم مدى الاستعداد النفسي والروحي من قبل الشعب لهذا الشهر الكريم.
والسؤال المطروح على المسئولين هو: هل يُستقبل شهر رمضان بالرقص والغناء؟».
وقال خالد: «بالنسبة لما جرى من حوادث مؤسفة، كنت صريحا بأن على أهل البحرين أن يظهروا السخط والرفض بشكل سلمي، وأشجّع عليه من خلال إنكار المنكر بطريقة سلمية... ولكن للأسف انحرفت هذه الاحتجاجات عما هو مخطط لها، والجميع غير سعيد بما وصلت إليه الحال».
وتمنى خالد من كل قلبه ان يكون «ما حدث عبرة ودرسا لكل من يريد أن يعيث في بلادنا فسادا وخصوصا الفساد الأخلاقي الذي لا يمكن السكوت عنه»، داعيا وزير الإعلام إلى «مراجعة سياسة الوزارة السياحية التي تضر وأضرت بسمعة البحرين والشعب البحريني»، مؤكدا ان النواب لا يستطيعون أن يمنعوا الحفلة بما لديهم من سلطات، وإنما بإمكانهم رفع توصيات إلى الحكومة لإيقاف الحفل، إلا أن الوقت كان قصيرا ولم يتمكنوا من ذلك.
وقال إن «الكثير من النواب لديهم سخط من التوجه لإقامة مثل هذه الحفلات، وان هناك الكثير من الحفلات التي تقام في الفنادق وغيرها، وهناك أكثر من نانسي يسمح لها بالرقص والغناء في البحرين، وواجب النواب محاربة هذا التهديد الأخلاقي»
العدد 413 - الخميس 23 أكتوبر 2003م الموافق 26 شعبان 1424هـ