من المتوقع أن يبدأ متابعو الشاشة الفضية اليوم شن حملتهم «السنوية» على المحطات والقنوات الفضائية ليحددوا معها البرامج والمسلسلات التي سيتابعونها في شهر رمضان المبارك. ولا يخلو الأمر من عمليات «عويصة» في الفرز والاختيار بين الكم الهائل من هذه البرامج والمسلسلات التي ستعرضها هذه المحطات في موسم طالما كان زاخرا بالإنتاج الدرامي والترفيهي والفني.

وتقع قناة البحرين الفضائية - ككل عام في هذا الوقت من السنة - في مأزق المقارنة مع المحطات الفضائية العربية الأخرى التي تقدم زخما واسعا من البرامج والمسلسلات، والتي يتواضع أمامها الإنتاج البحريني مهما زادت كميته أو امتلك من تراكم للخبرات.

وتتصدر المسلسلات السورية والمصرية الإنتاج الدرامي هذا العام، كما هي الحال في كل عام، مع نسبة لا بأس بها من الإنتاج الدرامي الخليجي من كل من الكويت وقطر، وبمشاركة ثلاثة أعمال درامية محلية.

وسط غزارة الإنتاج الدرامي العربي

قناة البحرين الفضائية تواجه تحديا «دراميا» في شهر رمضان

الوسط - ندى الوادي

تواجه قناة البحرين الفضائية هذا العام تحديها السنوي في إثبات وجود الإنتاج المحلي على خريطة الإنتاج البرامجي العربي، وخصوصا مع غزارة هذا الإنتاج وتنوعه في شهر رمضان المبارك بالتحديد. ويرى البعض أن الخريطة البرامجية المبدئية لقناة البحرين الفضائية لم تأت بجديد عن السنوات القليلة السابقة، ولا يتوقع كثير من المشاهدين أن تحمل بصمات مميزة بناء على معطيات البرامج.

وتعرض قناة البحرين الفضائية ثلاثة مسلسلات محلية اثنين منها يحملان طابعا معاصرا والثالث ذو طابع تراثي. فمسلسل «ملاذ الطير» الذي يعرض في 25 حلقة ومدته من 45 إلى 50 دقيقة هو مسلسل محلي يعرض دراما اجتماعية معاصرة، وقد ألف هذه القصة عيسى الحمر وأخرجها يوسف حمودة. ويتمحور الخط الأساسي في النص حول شخصية «عيسى الخالد» الذي يحال على التقاعد بعد تورطه في قضايا فساد مالي والتأثيرات النفسية التي يتعرض لها هو وأفراد أسرته بعد أن كان شخصا مميزا في مجتمعه، بعدها يبدأ خالد صراعه لاستعادة مكانته المفقودة في المجتمع. أما مسلسل «بقايا رماد» فهو الإنتاج المحلي الثاني في شهر رمضان، وتبدو صبغة التغيرات السياسية في المجتمع البحريني وتجربة العمل النيابي واضحة في هذا المسلسل، إذ تجلت هذه الفكرة واضحة في مسلسل «بقايا رماد» والذي يعتبر جزءا آخر من مسلسل «الكلمة الطيبة» الذي حرصت فيه الكاتبة الشابة معصومة المطاوعة على بلورة كل هذه التغيرات في إطار درامي وتأثيرها على الأسرة البحرينية وواقعها المعاصر في سلسلة من الحلقات المتصلة الحوادث على عكس ما كان عليه مسلسل الكلمة الطيبة.

أما الإنتاج الدرامي الثالث فهو عودة للمسلسلات التراثية من خلال مسلسل «عويشة السقاية»، وهو مسلسل يقع في 15 حلقة ويقوم على خطين متوازيين من حيث تقنية الكتابة، يتناول أحدهما قصة عويشة السقاية التي تلتقي شاعرا شابا يعلمها الكتابة لتكتب أشعاره على الجدار المقابل لمنزل الفتاة التي يحبها، في الوقت الذي يتعلق به قلبها، وفي النهاية تكون هي حلقة الوصل بينهما فتكون كمن كان يحمل الماء في قربة مثقوبة، ما جعلها تصل في النهاية بقربة فارغة.

أما عن المسلسلات الدرامية العربية فقد اختارت البحرين عرض عدد من المسلسلات التي لا تبدو طليعة للإنتاج العربي الضخم هذا العام. فقد اختارت البحرين أن تعرض مسلسل «زهرة المدائن»، و«الشهيد نورالدين محمود» وهما دراما تاريخية، كما تعرض مسلسل «عفريت الهانم» وهو مسلسل اجتماعي كوميدي من بطولة نجلاء فتحي ومحمد الهندي وحسين الشربيني، والمسلسل الاجتماعي «نوادر جحا»، والمسلسل الاجتماعي الخليجي «دار الفلك» من بطولة عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد للكاتبة فجر السعيد.

غير أن كثيرا من القنوات الفضائية الأخرى تعرض عددا من الأعمال لكبار النجوم وكتاب السيناريو إلى جانب مخرجين وضعوا بصمتهم على الكثير من الأعمال المتميزة مثل إسماعيل عبد الحافظ، عادل الأعصر، خيري بشارة من مصر، حاتم علي، وهيثم حقي من سورية. ومن هذه الأعمال تلعب ليلى علوي أمام حسين فهمي في مسلسل «تعالى نحلم ببكره» دور سيدة أعمال تنسف حياتها الزوجية الآمنة من أجل الحب، فيما يقدم يحيى الفخراني دراما معاصرة، من خلال مسلسل «الليل وآخره» مع نرمين الفقي وهدى سلطان. «كناريا وشركاه» دراما تحمل توقيع أسامة أنور عكاشة، يشترك في بطولتها فاروق الفيشاوي، سمية الألفي، ولوسي، وتدور حوادثها حول عالم المال والأعمال وما يحدث فيه من نصب واحتيال، عملة مزيفة تغرق الأسواق وتحدث تخمة في خزائن شركات كبرى، تحريات، وتهديدات وحوادث درامية مشوقة.

وتعود إلى الشاشة يسرا مع عبلة كامل في مسلسل «ملك روحي» الذي يرصد التحولات التي تطرأ على حياة سيدة أعمال ناجحة، تتنكر فجأة للقيم التي طالما تشبثت بها وتستسلم لنوازع الشر، ما يوقعها في مصاعب شتى ويؤثر سلبا على مجرى حياتها. مسلسل «مسألة مبدأ» الذي تلعب بطولته إلهام شاهين وخالد النبوي، يكشف النقاب عن رجال أعمال وسياسيين يتذرعون بالحصانة البرلمانية في مجلس الشعب، لتمرير صفقات وللإثراء غير المشروع كالاتجار في الأسلحة، وهذا ما تكتشفه البطلة بعد أن تنجح في الانتخابات بدعم من شركاء أبيها الضالعين معه في هذه التجاوزات.

أما مسلسل «العمة نور» فهو عمل درامي تدشن به النجمة نبيلة عبيد عودتها إلى الشاشة الصغيرة في دور أمام محمود قابيل، لطبيبة تعود إلى أرض الوطن بعد أن فقدت زوجها لتضطلع بمهمة إنسانية للدفاع عن أبناء الطبقة الثرية المعرضين للانحراف بسبب انشغال آبائهم عنهم.

النجمة ميرفت أمين في مسلسل «ملفات سرية» تلعب دور طبيبة نفسية في مواجهة أمراض وعقد شخصيات بارزة، منهم الصحافي الذي خرب مستقبل وزير، ورجل الأعمال الذي يسطو ليلا على قصور معارفه، والرجل الذي يتزوج سيدة ثرية. بينما يطرح مسلسل «خان القناديل» الذي يشترك في بطولته عزت العلايلي و صفية العمري إشكالية الصراع بين قيم التمسك بالهوية والأصالة، في مواجهة غزو العولمة.

أما أهم أعمال الدراما السورية فهي للمخرج هيثم حقي ومن بطولة النجم جمال سليمان، سمر سامي وأمل عرفة في «ذكريات الزمن القادم» وهي ملحمة معاصرة ترصد التحول الجذري الذي طرأ على حياة «مطر أبو ربيع» من مناضل سابق إلى ملياردير، وذلك مرورا بحوادث 11 سبتمبر/أيلول، وحرب العراق.

كما ستعرض الفضائيات أيضا عددا من المسلسلات التاريخية الضخمة التي يقدم أولها نور الشريف الذي يجسد في مسلسل «عمرو بن العاص - رجل الأقدار» شخصية القائد العربي عمرو بن العاص الذي عرف بدهائه السياسي ومهد لانتقال الحكم من خلافة الراشدين إلى الدولة الأموية أول نظام ملكي في الإسلام. والمسلسل السوري «ربيع قرطبة» الذي يشترك فيه جمال سليمان، خالد تاجا، مي سكاف إلى جانب الممثلين المغاربة محمد مفتاح حسن الجندي وثريا جبران، يؤرخ للعصر الذهبي من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس.

أما مسلسل «الحجاج» الشخصية الغامضة والملتبسة، فهو إنتاج قطري تتقاسم أدواره سوزان نجم الدين، سلمى المصري ويلعب بطولته عابد فهد