بدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة فرحة للغاية وهي تستقبل ضيوفها الكثر، كبار المسئولين والسفراء والمثقفين وضيوفا من خارج الوطن، في «بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحافي» الذي رعى افتتاحه ليلة أمس ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة. وقالت في لغة لا تخلو من أسى: «هل تصدق أن هذا البيت قبل أن أشتريه (قيمته 20 ألف دينار) كان يسكنه 25 آسيويا؟!».
في الطابق الأول من المبنى تظهر الصور الفوتوغرافية مفارقة تبرز مدى الاهتمام بالرواد وتراثهم، إذ تظهر الصور التي التقطت قبل الترميم (مايو/ أيار 2001) ملابس العمال الأجانب وأدواتهم، وتكاد الصور تفوح برائحة لا صلة لها بالشعر، والكتاب والسينما، وهي الأمور التي اهتم بها الزايد الذي توفي في مايو 1945.
يقع بيت الزايد في منطقة مرشحة لأن تكون على خريطة السياحة، إذ تضم ثلاثة مبان تراثية أخرى (منزل سيادي، منزل الشيخ عيسى بن علي، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة).
وقد تحول البيت الواقع - بفضل جهود وطنية - كما عبّرت الشيخة مي، إلى مكان يشع أصالة وتنويرا، وتحولت غرفة نوم الزايد إلى غرفة للقراءة، تحتوي أعدادا من صحيفة البحرين التي أسسها الزايد في العام 1939.
وأوضحت الشيخة مي أن هدفها من ترميم المبنى المكون من طابقين بأكثر من 200 ألف دينار، وبمشاركة مصارف ومؤسسات وشخصيات وطنية، إضافة إلى دعم سمو ولي العهد إيصال رسالتين: الأولى دعوة المواطنين إلى ألا يتركوا بيوتهم ذات التراث المعماري الأصيل، «إذ لو عمل كل منهم على ترميم بيته، وسكنه بدل أن يوجره على الغير، لعادت إلى أحيائنا القديمة صورتها المشرقة»، والرسالة الأخرى هي أن يكون البيت مكانا للصحافيين يجتمعون فيه ضمن برنامج شهري، للتثقيف وتبادل الزاد المعرفي.
المحرق - بنا
رعى ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة مساء أمس حفل افتتاح بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي.
وتعد هذه الخطوة بادرة وفاء لتكريم الاديب والصحافي البحريني عبدالله الزايد الذي يعتبر رائد الصحافة البحرينية عندما اصدر في شهر مارس/ آذار من العام 1939 صحيفة «البحرين» التي استمرت في الصدور ستة أعوام.
وقالت صاحبة الفكرة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن اقتناء بيت الزايد وتحويله إلى مركز ثقافي صحفي يأتي من منطلق حرص البحرين على المحافظة على التراث الثقافي في البلاد والذي يعد بيت الزايد من أبرزه إذ يعود إلى واحد من رواد الصحافة في البحرين وأول مؤسس لصحيفة يومية إضافة إلى كونه شاعرا وأديبا بحرينيا قدم الكثير من الإبداعات الثقافية في فترة زمنية قصيرة.
وأضافت تسعى البحرين من خلال التركيز على إعادة بناء مثل هذه البيوت التي تعود إلى مبدعين بحرينيين إلى إعادة الدور الثقافي الذي عرفت واشتهرت به هذه البيوت في القرن الماضي إذ وضعت خططا لبناء أكثر من بيت تعود لمبدعين عرفتهم البحرين.
وسيتحول البيت إلى مركز ثقافي صحافي وستقام من خلاله محاضرات شهرية لكبار الصحافيين العرب وحتى الأجانب إضافة إلى الصحافة المحلية وسيبدأ البرنامج بعد عيد الفطر بمحاضرة للصحافي جهاد الخازن من صحيفة «الحياة» إذ سيستفيد من هذه المحاضرات كل المهتمين بالشأن الصحافي كما أن المركز سيكون مفتوحا للزوار والمهتمين إذ سيتمكنون من الاطلاع على نسخ من الصحف القديمة التي أصدرها عبدالله الزايد ومنها صحيفة «البحرين».
وبهذه المناسبة أعرب سمو ولي العهد عن سعادته بافتتاح بيت الزايد مبديا اعجابه بما ضمه هذا المرفق من مؤلفات واصدارات، مشيدا بالجهود الطيبة التي بذلت في إنشائه
العدد 422 - السبت 01 نوفمبر 2003م الموافق 06 رمضان 1424هـ