العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ

الاحتلال يتوعد بإجراءات صارمة

بريمر يغادر فجأة إلى واشنطن

عواصم - مهدي السعيد، وكالات 

11 نوفمبر 2003

توجه الحاكم المدني في العراق بول بريمر فجأة مساء أمس لواشنطن وألغى اجتماعا مع رئيس وزراء بولندا ليشيك ميلر الذي يزور بغداد. ولم يرد تعليق فوري من مسئولين في الإدارة المدنية على ذلك، غير أن ناطقا أميركيا قال: «لا بد أن هناك أسبابا وجيهة». ويأتي ذلك في غمرة أنباء ذكرت أن الولايات المتحدة غير راضية عن أداء مجلس الحكم وتبحث خططا بديلة.

في غضون ذلك أشار أكبر قائد عسكري أميركي في العراق أمس إلى أن قواته ستتخذ إجراءات صارمة ضد «المخربين الإرهابيين» محذرا من انه لن يتردد في استخدم أي سلاح متاح لهزيمتهم.

وفي المقابل أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس أن العمليات العسكرية الكبرى لم تستأنف في العراق وأن الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية تصنف في فئة عمليات التمرد.

الى ذلك أوضحت مصادر مطلعة الى «الوسط» أن هنالك ثلاثة خيارات أمام الحاكم المدني في العراق بول بريمر، تجري حاليا مناقشتها مع مراكز القرار في واشنطن ومع المسئول في مجلس الأمن القومي روبرت بلاكويل الذي يتولى الإشراف على الملف العراقي وسيصل إلى بغداد لبحث مستقبل مجلس الحكم المؤقت مع الحاكم المدني الأميركي.

والخيارات الثلاثة هي: اما ان يوسع المجلس ويضم إليه أعضاء جددا أو يحله ويشكل بدلا عنه مجلسا يقوم أساسا على مبدأ انتخاب اثنين من كل محافظة عراقية ويكون عدده 36 عضوا ويعطى صلاحيات أكبر من الصلاحيات الممنوحة حاليا للمجلس الحالي، أو أن يجرى تعيين ثلاثة إلى خمسة أشخاص يشكلون مجلسا بديلا، ويرشح لهذا المجلس مسعود البارزاني وعدنان الباجة جي وعبدالعزيز الحكيم، وربما يضم إليه الشريف علي بن الحسين وشخصية مسيحية.


مقتل أربعة في البصرة وإصابة ستة في بغداد وإشعال نار في بلدية الحديثة

أميركا تسعى إلى تشكيل مجلس رئاسي مصغر وتحاور المعارضة

عمَّان، واشنطن، عواصم - حسين دعسة، محمد دلبح، وكالات

قتل الكثير من العراقيين أمس في موجة عنف جديدة عمت البلاد وأحبطت الشرطة محاولة اعتداء فيما أعلن الاحتلال عن اعتقال 20 عنصرا يشتبه في انتمائهم إلى «القاعدة». وكشفت مصادر أن الولايات المتحدة تجري اتصالات مع أقطاب المعارضة العراقية في الأردن وسط مؤشرات عن عزم واشنطن تشكيل مجلس رئاسي من ثلاثة أشخاص في بغداد وإتاحة مشاركة اكبر للسنة في العملية السياسية.

وقال العقيد شرطة محمد كاظم العلي إن أربعة أشخاص بينهم شرطيان قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجروح في انفجار قنبلة أمس وسط البصرة. ووقع انفجار ثان لكن لم يعرف ما إذا كان تسبب في سقوط ضحايا أيضا. وتابع العلي إن «بين الجرحى طلاب مدارس يسلكون هذا الطريق للتوجه صباحا إلى المدرسة».

كما قال شهود عيان إن حشدا غاضبا من العراقيين أشعل النيران في مركز للشرطة في مبنى رئيس بلدية بلدة الحديثة أمس احتجاجا على مقتل طفلة أثناء غارة شنتها قوات أميركية. وقال متحدث عسكري في بغداد إنه ليس لديه معلومات عن مقتل الطفلة. وذكر شهود العيان أن الشرطة فتحت النيران في محاولة لاحتواء الحشد.

وأعلن ناطق عسكري أميركي في بيان أمس إن الشرطة عثرت على سيارة إسعاف محشوة بالمتفجرات قرب مركز الدورة للشرطة في جنوب بغداد. وقال إن «سيارة الإسعاف كانت متوجهة إلى مركز الشرطة الاثنين من دون تشغيل صفارات الإنذار حين حاولت الشرطة وقفها لكنها زادت من السرعة واصطدمت بسيارة أخرى». وأضاف أن ثلاثة رجال خرجوا من سيارة الإسعاف ولاذوا بالفرار وهم يطلقون النار. وأكد الناطق أن الشرطة عثرت داخل السيارة على أربع قذائف من عيار 155 ملم ومتفجرات أخرى.

وقالت الشرطة إن قنبلة انفجرت خارج محكمة في بغداد ما أسفر عن إصابة ستة أمس. وأضافت إن القنبلة انفجرت على الرصيف خارج محكمة الاستئناف وسط المدينة. والمصابون معتقلون ينقلون من سجن أبوغريب إلى المحكمة لاستجوابهم.

وقيد جنود أميركيون ووضعوا شريطا لاصقا على فم عراقي أثناء اعتقاله أمس لأنه انتقد قوات الاحتلال. وقال ضابط في المكان ردا على سؤال عن سبب اعتقال الرجل ونقله على مركبة همفي من ميدان التحرير «اعتقل هذا الرجل بسبب تصريحاته المناهضة لقوات الائتلاف». ورفض ذكر ما قاله الرجل.

وأكد مسئول في شرطة مرور كركوك سقوط صاروخ كاتيوشا على احد مقار المرور في المدينة أمس من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا. وقال العقيد صباح بهلول مدير مرور كركوك إن «صاروخ كاتيوشا سقط على مقر مرور البلدة».

من جهته اتهم محافظ مدينة صلاح الدين حسين جاسم الجبوري أمس من وصفهم بأنهم «أقرباء صدام يقومون بأعمال تخريبية في المدينة». وقال «إن تطويق قرية العوجة قلص النشاط الإجرامي في المحافظة».

وأعلن أعلى ضابط أميركي رتبة في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز أمس أن القوات الأميركية تعتقل عشرين رجلا يعتقد أنهم على علاقة بتنظيم «القاعدة». وقال في مؤتمر صحافي في بغداد «لدينا ما لا يقل عن 20 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة» مضيفا انه يجري استجوابهم وانه لا تتوافر حتى الآن أية إثباتات عن انتمائهم لتنظيم بن لادن.

وقال قائد القوات الاوكرانية في العراق الميجور جنرال اناتولي سوبورا أمس إن قواته المسئولة عن حراسة الحدود مع إيران تعتزم تكثيف دورياتها في أوائل العام المقبل للحمل على عمليات عبور الحدود بشكل غير مشروع.

وفي الإطار ذاته أكد المفتش الأميركي السابق عن الأسلحة في العراق سكوت ريتر أن الأدوات والتكتيكات التي تستخدمها المقاومة هي من صنع النظام السابق وليست مستوردة من الخارج.

إلى ذلك صرح مساعد وزير الخارجية الأميركى ريتشارد ارميتاج إن الولايات المتحدة ترغب في دفع السنة العراقيين «المهمشين حاليا» إلى المشاركة مرة أخرى في العملية السياسية والاقتصادية في بلادهم. وقال في مقابلة مع التلفزيون المصري بأن استراتيجية الولايات المتحدة في مواجهة الهجمات ضد قواتها في العراق هي «استخدام القوة العسكرية».

وأكد ارميتاج أن الولايات المتحدة ترغب في «نقل السلطة السياسية إلى كيان عراقي في اقرب وقت ممكن لكننا لا نريد انتقالا اصطناعيا للسلطة إلى كيان غير منظم بالقدر الذي يسمح له بقبول» هذه المسئولية.

وتشير أنباء إلى أن الإدارة المدنية ستشكل قريبا مجلسا رئاسيا من 3 شخصيات من داخل مجلس الحكم، كأحد الخيارات المطروحة بديلا عن المجلس الحالي. ونقلت صحيفة «العرب اليوم» الأردنية عن مراسلها في بغداد قوله إن مجلس الرئاسة الثلاثي سيضم كلا من رئيس كتلة الديمقراطيين المستقلين عدنان الباجه جي، والزعيم الكردي مسعود البرزاني، ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، وانه تتم مناقشة ودرس هذا الخيار على أعلى المستويات في الأوساط الأميركية، وخاصة عند فريق بريمر.

وعلى صعيد متصل كشفت مصادر غربية عن عقد اجتماع ضم مسئولين أميركيين في عمَّان مع مجموعة من النخب العراقية اللاجئة، بهدف التوصل معهم إلى صيغة عن وضع العراق ومستقبل العمل السياسي فيه، وإمكان التعرف على مصادر دعم المقاومة وعمليات تمويلها. وأفادت تقارير أمس بأن مجلس الحكم وافق على تأسيس جهاز مخابرات جديد لغرض متابعة وضبط العناصر الإرهابية التي تسللت عبر الحدود وتصفية أتباع النظام السابق.


سفير أميركا في الكويت يعين نائبا لبريمر

الكويت - وكالات

أكدت مصادر في الكويت أمس أن السفير الأميركى في الكويت ريتشارد هنري جونز سيتسلم في الأسبوع المقبل منصبه الجديد كنائب للحاكم المدني في العراق بول بريمر. وغادر جونز الكويت أمس الأول إلى واشنطن لتمضية بضعة أيام قبل أن يعود إلى بغداد للالتحاق ببريمر إذ سيتولى الملف السياسي فيما يتولى الملف العسكري الجنرال المتقاعد جوزف كيلوج.

وكان جونز جمع أعضاء السفارة الأميركية منذ يومين وأبلغهم أنه وافق على العرض الذي قدمه له بريمر ليكون نائبا له وأنه سيتوجه إلى بغداد بعد أيام لتسلم مهامه رسميا. وقبيل سفره اجتمع جونز مع رئيس الحكومة الكويتية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأبلغه نيته في الانضمام إلى بريمر في بغداد.

وسيحتفظ جونز بمنصبه كسفير في الكويت وأنه سيمضي وقته متنقلا بين البلدين حسب ظروف العمل ومتطلباته. ويملك جونز خبرة طويلة في المنطقة التي خدم فيها سنوات طويلة وله علاقات وثيقة مع عدد كبير من قادتها

العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً