العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ

شارون يعلن استعداده للقاء قريع وتخفيف الحصار على الفلسطينيين

«التشريعي» يعقد جلسة «شكلية» لإقرار الحكومة الجديدة اليوم

الأراضي المحتلة - وكالات 

11 نوفمبر 2003

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون استعداده للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الذي سيعرض حكومته الجديدة على البرلمان الفلسطيني اليوم الأربعاء مشيرا إلى انه يؤيد تخفيف الضغط على الفلسطينيين. وميدانيا استشهد فتى فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها خلال عملية توغل. إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين وأفرجت عن قاضي قضاة الأراضي المحتلة.

وقال شارون خلال اجتماع مع نواب حزب الليكود إنه مستعد للتباحث مع «أبوعلاء» ما ان يقدم حكومته إلى المجلس التشريعي. وأضاف «سيتم الحكم على الحكومة الفلسطينية استنادا إلى أفعالها في مكافحة الإرهاب وتنفيذ الإصلاحات داخل الأجهزة الأمنية»، موضحا أن «هذه التدابير لا تشكل شرطا للقاء بين شارون وابو علاء». وصرح مسئول إسرائيلي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يؤيد تخفيف الضغط على الفلسطينيين لتجنب انهيار مؤسساتهم، الأمر الذي سيضطر «إسرائيل» - بحسب زعمه - إلى تحمل مسئولية الشعب الفلسطيني.

وقال شارون إن «إسرائيل» «لا تريد ان تتهم في الخارج بالتسبب بانهيار السلطة، لان مثل هذه الفوضى ستصب في مصلحة عرفات». وقال «سنخفف إلى الحد الأقصى حيث نرى الأمر ممكنا».

ومن جانبه أعلن قريع أمس انه لا يمانع عقد أي لقاء بينه وبين شارون شريطة أن يتم الإعداد الجيد له وان يؤدي إلى نتائج إيجابية وملموسة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأوضح قريع - في تصريحات نقلتها صحيفة «الأيام» الفلسطينية أمس - أن النتائج الإيجابية «تتمثل في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار والإغلاق، وإنهاء الإذلال للمواطن الفلسطيني وإطلاق سراح أسرى ومعتقلين من السجون الإسرائيلية وأيضا رفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات» مضيفا «نريد من اللقاءات أن تخرج بنتائج».

وفي سياق آخر يفتتح المجلس التشريعي اليوم الأربعاء جلسته الخاصة لمناقشة الثقة على حكومة أبو علاء وسط توقعات بأن تطغى على النقاشات طبيعة التشكيلة الحكومية الجديدة وليس برنامجها. وقالت مصادر في رئاسة المجلس التشريعي ان الجلسة التي ستفتتح بخطاب للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وآخر لرئيس الوزراء، ستمتد على الأرجح على يومين نظرا إلى ضيق الوقت الذي تفرضه مواعيد الإفطار في شهر رمضان. ومع ان المراقبين يتوقعون منح الحكومة الثقة بسهولة، فهذا لا يعني أن الجلسة لن تشهد «نقاشا صاخبا» بشأن طبيعة التشكيلة الوزارية التي استغرق تشكيلها أكثر من شهرين تخللها إعلان حكومة طوارئ شكل أعضاؤها السبعة نواة الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا.

وقال احد أعضاء الحكومة الجديدة النائب قدورة «يجب ألا نتوقع الاستماع إلى برنامج جديد فوق العادة لكن سيكون هناك على الأرجح نقاش صاخب بشأن تشكيلة الحكومة. وقال الكاتب السياسي هاني المصري إن النقاش «سيكون تقليديا كما تعودنا يركز في مجمله على طبيعة التشكيلة ويكرر الصراع الذي شهدناه خلال العمل على تشكيل الحكومة».

وأضاف المصري «لا اتوقع ان يكون هناك نقاش عن البرنامج وعن جوهر الازمة وذكرت مصادر قريبة من أبو علاء أن برنامج الحكومة الجديدة يعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي استئناف الحوار السياسي مع «إسرائيل» على أساس تفعيل «خريطة الطريق»، والمضي في برنامج الإصلاح وتوطيد الأمن وأخيرا التحضير للانتخابات العامة.

ميدانيا أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس وفاة فتى فلسطيني بجروح أصيب بها خلال عملية توغل للجيش الإسرائيلي الاثنين في مخيم رفح جنوب قطاع غزة. وقالت المصادر الطبية إن «الفتى شادي أبو عنزة (14 عاما) من مخيم رفح توفي أمس متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس الأول برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية توغل في مخيم رفح جنوب قطاع غزة».

وأضافت أن الفتى الفلسطيني «كان مصابا بجروح خطيرة في البطن والحوض». وكانت مصادر أمنية فلسطينية ذكرت أن الجيش الإسرائيلي توغل في مخيم رفح جنوب قطاع غزة إذ هدم عشرين منزلا.

من جهة أخرى قالت تقارير إخبارية أمس إن القوات الإسرائيلية اعتقلت سبعة فلسطينيين في أماكن متفرقة من بينهم ناشط بحركة الجهاد الإسلامي اتهمته «إسرائيل» بالتخطيط لعملية فدائية داخل الخط الأخضر. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية اعتقلت أمس محمد إبراهيم عموص (22 عاما) من مخيم طولكرم وقالت مصادر إسرائيلية إنه ناشط بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن «قوة عسكرية مكونة من خمس مركبات ومجنزرتين ترافقها عناصر من المخابرات داهموا حي (مربعة حنون) بالمخيم واقتحموا منزل عموص وعبثوا بمحتوياته قبل أن يقوموا باعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة من دون إبداء الأسباب». في الوقت ذاته أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى اعتقال محمود محمد خليل حوشية (19 عاما) في العفولة داخل «إسرائيل» «للاشتباه في أنه يخطط لعملية انتحارية داخل الخط الأخضر».

وقالت الوكالة إن القوات الإسرائيلية داهمت منازل مواطنين في بلدة صوريف بالخليل واعتقلت الطالب أحمد موسى حميدات (17 عاما) وقالت ان «الجنود سرقوا مصاغات ذهبية باهضة الثمن». من جانب آخر اعتقلت القوات الإسرائيلية محمد محمود عباهرة (20 عاما) من بلدة اليامون غرب جنين. وكانت قوة عسكرية إسرائيلية قد اعتقلت أمس ثلاثة نشطاء من حركة فتح في مدينة نابلس.

في المقابل أفرجت الشرطة الإسرائيلية أمس عن قاضي القضاة الشرعيين في الأراضي الفلسطينية الشيخ تيسير التميمي الذي اعتقل مساء امس الأول في القدس الشرقية لاستجوابه. وقال مكتب الناطق باسم الشرطة لقطاع القدس إنه «أطلق سراح الشيخ التميمي ونقل خارج أراضي بلدية القدس» مشيرا إلى انه «من المحظر عليه دخول القدس. وقد تم استجوابه بتهمة التحريض على العنف والدعوة إلى التمرد».

واعتقلت الشرطة الشيخ تيسير التميمي عند خروجه من احد أبواب مسجد الأقصى في القدس الشرقية وبرفقته أربعة قضاة شرعيين آخرين، واعتقلته في سجن حرم المقر العام للشرطة في القدس الغربية. وتعتبر السلطات الإسرائيلية وجود التميمي في أراضي بلدية القدس «غير شرعي».


ارميتاج: لا صلة للصراع العربي الإسرائيلي بإرهاب «القاعدة»

القاهرة - أ ف ب

أكد مساعد وزير الخارجية الاميركي ريتشارد أرميتاج عقب لقاء مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه لا صلة مباشرة بين استمرار النزاع العربي إسرائيلي والإرهاب الذي يمارسه تنظيم «القاعدة»، مشددا على أن مساندة واشنطن لـ «إسرائيل» مبدأ أساسي» للولايات المتحدة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى «ارفض الفكرة القائلة بان حل النزاع العربي الاسرائيلي ايا كانت اهميته سيوقف الإرهاب ضد الولايات المتحدة والمصالح الغربية والمملكة العربية السعودية». من جهته أكد موسى انه «طالما هناك احتلال فسيكون هناك مقاومة سواء في العراق او في فلسطين وهذه قضية منطقية». وقال أرميتاج «يمكنني ان أوافق على أنهم (تنظيم القاعدة) سيوظفون النزاع في الأراضي المحتلة لخدمة أغراضهم ولكن هذا النزاع ليس السبب الجذري لارهاب القاعدة»، مشيرا إلى أن » بن لادن وتنظيم القاعدة لم يذكرا كلمة فلسطيني الا أخيرا». وأضاف أن «مساندة الولايات المتحدة «لاسرائيل» هو مبدأ أساسي للولايات المتحدة»، بينما انتقد موسى الدور الأميركي المنحاز «بشكل كامل» «لاسرائيل». وقال موسى ان «الجامعة العربية تسعى لان يكون الدور الأميركي نزيها ومحايدا وليس منحازا بشكل كامل «لإسرائيل». وأوضح المسئول الأميركي ان دعم بلاده «لإسرائيل» «لا يعني أننا نؤيد كل عمل تقوم به حكومة «إسرائيل» مشيرا خصوصا إلى «القتل المستهدف» لنشطاء فلسطينيين

العدد 432 - الثلثاء 11 نوفمبر 2003م الموافق 16 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً