قال الرئيس التنفيذي للعربية للطيران عادل علي يوم الاحد إن شركته التي تقدم اسعار سفر مخفضة للمسافرين انها لن تكون طرفا في المنافسة التي بدأت تشتد بين شركات الطيران التقليدي مع انطلاق شركات جديدة وتوسيع نشاط بعض الشركات القائمة في المنطقة.
وأشار علي في حديث لرويترز في مكتبه المتواضع الملحق بمبنى الشحن في مطار الشارقة الدولي إلى ان العربية للطيران التي بدأت رحلاتها منذ نحو اسبوعين تستهدف استقطاب نحو 80 في المئة من مسافريها ممن لم يتعودوا على السفر بطريق الجو عبر تقديم اسعار مغرية لهم تقل بنسبة تتراوح بين 10 و40 بالمئة عن اسعار تذاكر الطيران التقليدي.
ويبلغ رأسمال الشركة وهي الاولى من نوعها في المنطقة التي تعتمد نظام الطيران الاقتصادي 50 مليون درهم (13,62 مليون دولار) تملكها حكومة امارة الشارقة بالكامل.
ووسط النجاح الذي حققته شركة طيران الامارات التي تملكها امارة دبي على رغم من الركود الذي يسيطر على قطاع الطيران في العالم بدأت بعض شركات الطيران في الخليج في توسيع نشاطها خلال الآونة الاخيرة منها شركة الخطوط القطرية التي تستثمر مليارات الدولارات لشراء طائرات جديدة وبناء مطار جديد وكذلك شركة الطيران لسلطنة عمان.
وفي الامارات نفسها بدأت شركة طيران اخرى هي طيران الاتحاد التي تملكها حكومة ابوظبي بالعمل الاسبوع الماضي برأسمال قدره 500 مليون درهم لتقديم خدمات جوية مترفة للمسافرين.
وتساهم حكومة ابوظبي الى جانب مملكة البحرين وسلطنة عمان في ملكية شركة طيران الخليج التي تعاني من خسائر منذ سنوات. وكانت حكومة قطر التي كانت تشارك في ملكية الشركة انسحبت منها لتبدأ في تطوير شركتها الخاصة بها.
وقال علي معلقا على احتدام التنافس بين هذه الشركات (نحن لو فكرنا في نفس طريقة عمل هذه الشركات التقليدية لما كنا بدأنا بالعمل. نحن جئنا بموضوع الطيران الاقتصادي لخلق سوق جديد للسفر وبهذا خرجنا من المنافسة مع الشركات الاخرى). واشار علي الى ان شركته التي بدأت العمل بطائرتي ايرباص 320 مستأجرتين ومستعملتين ستتسلم طائرتين جديدتين بدلا منهما العام المقبل وستزيد اسطولها المستأجر بالكامل تدريجيا ليصل الى ست طائرات جديدة من نفس الطراز بداية من العام 2005.
وقال علي إن الشركة تعمل حاليا على خطوط جوية تتراوح مدتها ما بين 50 دقيقية واربع ساعات ونصف وتغطي الكويت والبحرين وسوريا ولبنان وسلطنة عمان. وهناك مباحثات لتسيير رحلات الى طهران ومصر والسعودية وقطر والسودان واليمن بالاضافة الى الهند وسريلانكا.
وشرح علي الذي عمل في مجال الطيران منذ ما يزيد عن 22 عاما مع عدد من الشركات الاقليمية والعالمية بما في ذلك شركة الخطوط البريطانية (بريتيش ايروايز) التي اصبح مديرها العام للشرق الاوسط ان شركته تستطيع تقليص اسعارها للمسافرين من خلال عدد من الاجراءات التي تخفض كلف التشغيل من دون المساس بعناصر الامان.
وقال إن الشركة لا تقدم الدرجات الاولى أو رجال الاعمال وانما كل مقاعدها هي درجة اقتصادية كما لا يتم تقديم وجبات غذائية الا لمن يطلب وبعد ان يدفع ثمن الوجبة لشركة خاصة تقوم بذلك باشراف الشركة.
واوضح ان استخدام طائرات من نوع واحد يخفف كثيرا من كلف الصيانة والتدريب للطيارين والمضيفين كما ان عدم فتح مكاتب متعددة وتمكين المسافر من الحجز عبر الانترنت وعدم اصدار تذاكر مثل التذاكر التقليدية والاكتفاء بوصل او برقم يعطي للمسافر توفر اموالا طائلة يمكن استخدامها من اجل تخفيض اسعار الشركة.
وتوقع علي ان تبدا الشركة بتحقيق الربح بعد عامين من العمل الا انه رفض تحديد نسبة العائد المتوقع للاستثمار مشيرا الى ان ذلك يمكن أن يفسح المجال للشركات الاخرى من الاستفادة من هذه المعلومة.
وبين ان حصول المسافر على اعلى قيمة للتخفيض والتي تصل الى 40 في المئة تأتي اذا استطاع ان يحجز مقعده قبل اطول فترة وهي ثلاثة اشهر وكلما اقترب وقت الرحلة تقلص سعر التخفيض. كما يتأثر السعر بالعرض والطلب من حيث مواسم الاجازات والاعياد إذ ترتفع الاسعار عادة.
ولم يستبعد المدير العام للعربية للطيران انشاء شركات طيران اقتصادي مماثلة لشركته بعد النجاح الذي يتوقعه لشركته وبعد ان يلمس المسافر سهولة ورخص قيمة التذكرة التي ستساهم بالاضافة الى استقطاب من كان لا يسافر جوا في جعل من كان يسافر مرة واحدة في العام او العامين يفكر في السفر اكثر من مرة في العام الواحد
العدد 438 - الإثنين 17 نوفمبر 2003م الموافق 22 رمضان 1424هـ