قالت وكالة الطاقة الدولية أمس الاثنين إن أسعار النفط الخام مرتفعة أكثر من اللازم والإمدادات منخفضة للغاية، ما يجعل من الصعب التكيف مع أية مخاطر غير متوقعة. وقال المدير التنفيذي للوكالة كلود مانديل في مؤتمر صحافي في طوكيو: «وكالة الطاقة الدولية لا تريد أن تحدد السعر الذي تعتبره جيدا لأن قوى السوق هي التي تحدد السعر الجيد»، وزاد: «إن المخزونات التجارية مازالت منخفضة جدا».
وفي وقت سابق هذا الشهر قال مانديل: «ان الإمدادات العالمية من النفط الخام محدودة للغاية»، مشيرا إلى المخزونات العالمية من النفط الخام ومنتجات المصافي التي تقل عن متوسط مستوياتها في خمس سنوات.
وتابع: «وفقا للمستويات الراهنة فإن السوق ستواجه صعوبة في التكيف مع أية مخاطر غير متوقعة مثل انخفاض حاد في درجات الحرارة أو اضطرابات في دول منتجة فضلا عن المشكلات الفنية». وأضاف: «إن انخفاض المخزونات يبقي على أسعار النفط مرتفعة ما يثني المتعاملين عن شرائه لتكوين مخزونات».
وقالت وكالة أنباء «أوبك» الجمعة الماضية إن سعر سلة خامات المنظمة ارتفع إلى 28,94 دولارا للبرميل يوم الخميس من 28,63 دولارا يوم الأربعاء متجاوزا نطاق تأرجحه المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل.
ويمكن لـ «أوبك» بمقتضى سياستها للإبقاء على السعر داخل النطاق المستهدف أن تبحث الآن زيادة الإنتاج إذا ظل سعر سلة خامتها أعلى من 28 دولارا للبرميل لمدة 20 يوم عمل.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي اتفقت الدول الأعضاء في «أوبك» باستثناء العراق على خفض سقف إنتاج المنظمة بمقدار 900 ألف برميل يوميا إلى 24,5 مليون برميل يوميا اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأعرب مسئولو «أوبك» عن قلقهم إزاء زيادة الإمدادات العام المقبل ودعوا منتجين من خارج المنظمة للمساهمة في خفض الإنتاج لدعم الأسعار.
وقال متعاملون إن قرار «أوبك» بخفض إنتاجها في سبتمبر/ أيلول كان عاملا رئيسيا وراء ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة.
وارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف في التعاملات الآسيوية أمس إلى أعلى مستوى منذ خمسة أسابيع متجاوزا مستوى 32 دولارا للبرميل.
ومن المقرر أن تجتمع «أوبك» مرة أخرى في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وقال مانديل: «لا أتفق مع تقييم «أوبك» للإمدادات»، وأضاف: «إننا نعتقد أن السعر مرتفع أكثر من اللازم وان السوق يجب أن تشهد أسعارا اقل... عن طريق زيادة إمدادات النفط. في هذا المجال نحن نختلف مع «أوبك» لأنها ليست مشغولة بمستوى المخزونات بقدر انشغالها نفسه بعودة العراق إلى السوق».
وتقدر الوكالة أن إنتاج العراق قد يصل إلى 2,2 مليون برميل بحلول ابريل/ نيسان المقبل من 1,4 مليون برميل يوميا على رغم أن تكرار هجمات التخريب على خط الأنابيب الشمالي يعوق انتعاش الإنتاج. لكن مانديل أكد أن العلاقات بين الوكالة و«أوبك» مازالت طيبة.
وأضاف مانديل: «نحن نحتاج إلى مناقشات مع «أوبك» بنوايا طيبة لتجنب أية اضطرابات في الإمدادات».
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الطاقة الدولية منظمة دولية تضم عدة حكومات ومقرها باريس وتقدم النصح لستة وعشرين دولة صناعية بشأن قضايا الطاقة
العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ