العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ

اشتعال الحرب التجارية بين أميركا وأوروبا

اشتعلت الحرب التجارية بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بشأن فرض جمارك على سلع كل طرف... وأصبحت تطغى على المناقشات والمداولات السياسية في الدول الأوروبية المختلفة.

وأدى تصاعد نذر المواجهة بين واشنطن وبروكسل إلى تقارب في وجهات النظر بين التيارات السياسية المتباينة في شأن حماية المصالح الأوروبية أمام المصالح الأميركية.

وكان طبيعيا أن ينعكس ذلك على مناقشات واهتمامات رجل الشارع فضلا عن مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي في أوروبا.

وتتلخص الحرب التجارية الحالية في رغبة أميركا في حماية صناعة الصلب المنهارة لديها... في مقابل رغبة أوروبية واضحة في حماية نفسها من طوفان الاغذية المعدلة وراثيا القادمة عبر الاطلنطي.

وتظهر تداعيات المواجهة التجارية المحتدمة على نشاط المفوض الاوروبي للتجارة باسكال لامي الذي يقوم بجولات مكوكية لشرح وجهة نظر الاتحاد في المحافل الدولية المختلفة. وصرح باسكال لامي لمجلة شبيجل الالمانية واسعة الانتشارامس قائلا: نريد أن نرى مشروع قانون رئاسي أميركي قبل حلول نهاية السنة لالغاء الجمارك المجحفة على السلع الاوروبية من الصلب.

وسببت الجمارك اشتعالا جديدا في المواجهة الاقتصادية بين أميركا وأوروبا بعد أن ساهمت الشهور الماضية في تهدئة الصراع السياسي الذي احتدم حول العراق قبل سقوط بغداد وظهور مواقف متباينة من الطرفين بشأنها.

من ناحيته يتهم الاتحاد الاوروبي واشنطن بأنها تزيد الجمارك على الواردات من الصلب حتى تحمي قطاع الصلب الاميركي المنهار والمترنح بفعل الخسائر المتوالية.

ويدلل الاتحاد الاوروبي على هذا الانهيار بأرقام الاحصاء وبمعاني الواقع اذ أدت الخسائر المتوالية في هذا القطاع الى عمليات شراء واسعة النطاق في قطاع الصلب الاميركي كان من نتيجتها احتكار قطاع الصلب الاميركي في ثلاث شركات أميركية فقط هي: فيلبور روس وتوماس أشر وشركة يو اس ستيل.

وهكذا تمضي الاتهامات الاوروبية لاجل مصالح ثلاث شركات أميركية تضحي واشنطن بمصالح مئات المصانع الاوروبية وبعشرات الالوف من فرص العمل.

واستشرت حال العداء لاميركا في صفوف المسئولين الاوروبيين الآن حتى أن وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليوت ماري قالت (المراكز الصناعية الاميركية تتبع منطق الحرب الاقتصادية).

كما يزمع الاتحاد الاوروبي توجيه ضربة ذكية إضافية في حال لم يستجب بوش لحكم المحكمة إذ إن الاتحاد سيقوم ساعتها بفرض جمارك على السلع الورادة من فلوريدا وكاليفورنيا وبنسلفانيا وهي الولايات التي يعاني بوش من نقص شعبيته فيها... وهو ما يزيد الضغوط عليه انتخابيا.

ويتشدد الاتحادالأوروبي في إدخال لحوم البقر الاميركية المشبعة بالهرمونات منذ العام 1998 إلى الأسواق الاوروبية، ولكن منظمة التجارة العالمية ذكرت في تقرير سابق لها أن الاتحاد الاوروبي لم يستطع تقديم أدلة علمية كافية تثبت ضرر هذا النوع من اللحوم.

وعلى رغم تقرير منظمة التجارة العالمية مازال الاتحاد الاوروبي يصر على عدم إدخال هذه اللحوم الى السوق الاوروبية.

تبقى الاسابيع المقبلة شاهدا على تطور الحرب التجارية المشتعلة بين الاتحاد الاوروبي وأميركا تلك الحرب التي تعكس صراع ارادات بين الطرفين قبل ان تعكس موضوعا اقتصاديا صرفا... وعليه فنتيجة الحرب التجارية القائمة الآن ستأتي تعبيرا عن موازين القوى الدولية الراهنة

العدد 439 - الثلثاء 18 نوفمبر 2003م الموافق 23 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً