العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ

احترام بيوت الله

لقد عُرفت البحرين منذ فجر الإسلام الى يومنا هذا باحترام بيوت الله تعالى والتعامل معها طبقا لموقعها الديني والاجتماعي والثقافي، ولايزال المسجد في مجتمعنا محتفظا والحمد لله بموقعه ولايزال اهل الخير من الراغبين في بناء آخرتهم يقومون بالدعم المستمر لمشروعات بناء المساجد، ففي الخبر: (من بنى لله مسجدا، ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة).

واذا اردنا ان نحترم بيوت الله تبارك وتعالى فعلينا ان نطهرها معنويا وماديا، اما ماديا فانه معروف لدينا، واما معنويا فعلينا ان نطهرها من الشرك وامثاله قال الله تعالى: «وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا» (الجن: 18).

وقال تعالى: «انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك أن يكونوا من المهتدين». (التوبة: 18)، وعلينا كذلك ان نطهر مساجدنا من دنس الطائفية الخبيثة ونحسن الظنون ببعضنا ونعيش بسلام واطمئنان دائمين في ظل الاخلاق الإسلامية ونمقت صنّاع الطائفية وننبذهم ان اصروا على طائفيتهم وتحريضهم الجهال على اقتحام بيوت الله تعالى وتخريبها كما حدث فيما مضى، ومن المؤسف جدا ان يتكرر ذلك اليوم، فقد شاع خبر مؤسف بين الناس، وهو ان جماعة من المتشددين والمتعصبين الطائفيين اقدموا على تخريب اساسات المسجد المعد للشيعة في مدينة زايد وعاثوا في ارضه فسادا، وهذا من عمل الشيطان، وعليه فقد ارتأيت ان اضع تصورات للحد من مثل هذه الاعتداءات والانتهاكات الغاشمة.

اولا: قال تعالى: «وان المساجد لله» انها بيوت الله لا بيوت الشيعة ولا السنة والمطلوب من اخواني الاعزاء ان يقدروا هذا المفهوم الجامع المانع وان يتخذوا المساجد للجميع فلا يحق لي ان امنع شيعيا من الصلاة في المسجد لمجرد انه تحت رعاية الاوقاف السنية والعكس كذلك. فالمسجد للمسلمين ولا يجوز منع مسلم من اقامة الصلاة فيه وإلا فانه يصدق عليه قول الله تعالى «أرأيت الذي ينهى عبدا اذا صلى». (العلق: 9 -10).

ثانيا: ينبغي ان يفهم بعضنا بعضا تماما بلا أية محاولة اصطياد أو تشويه، فلعل البعض يرى ان التربة التي يسجد عليها الشيعة هي ضرب من الصنمية والحال انها مسألة فقهية محضة لا عقائدية، وانها تتعلق بما يصح السجود عليه وما لا يصح السجود عليه في الفقه الجعفري، والذي نقلها من حقل الفقه الى العقائد هم اناس منتفعون من المهاترات والمشاحنات، لهم صور المسلمين ومظهر المسلمين اما المضمون فانه خالي من الحقيقة ممتلئ بالزيف.

ثالثا: ما حدث في مدينة زايد هو عملية انتهاك وتدنيس لبيت من بيوت الله تعالى يجرمه القانون ويحرمه الإسلام، وانا اقترح محاكمة من قام بذلك طبقا للقانون من أجل غلق هذا الباب من الاعتداءات والانتهاكات.

رابعا: اني ارى ان تساهل السلطات مع هؤلاء وعدم معاقبتهم تعني ترك المجتمع يعاقب بعضه بعضا، وهذا فساد في الأرض، اذ يتحتم على السلطات القيام بواجبها الديني والقانوني ازاء هؤلاء المخربين لتصحيح اخلاقهم وتعديل مستواهم حتى يرقى الى لغة الانسان الحضاري .

خامسا: اقترح على علمائنا الافاضل وفقهاء البلاد بحث هذه الأمور والتصدي لها، واصدار بيان يستنكر هذه الأعمال.

لاننا نترك الحلول بيد الشارع العام وبالتالي تتجاوز الأمور موقع القرار المتعقل فيحل محلها القرار المتهور ثم نرثي بعد ذلك احوالنا وليس بعيدا ان تصل خسائرنا الى ما لا نتصور.

سادسا: اناشد المؤمنين النهوض لبناء المسجد المذكور في أسرع وقت ممكن وفتحه للمسلمين، ليمارسوا شعائرهم بكل حرية واستقرار.

الشيخ عبدالمحسن ملاعطية الجمري

العدد 447 - الأربعاء 26 نوفمبر 2003م الموافق 01 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً