نظمت إدارة الأوقاف الجعفرية ندوة توثيقية تحت عنوان «السيد عدنان الموسوي إحصائيا واستراتيجيا»، ضمن فعاليات مخيم عاشوراء في المنامة بحضور مهتمين بالشأن الوقفي والتاريخي والحسيني.
واستعرضت الندوة هذه التجربة الفريدة في الإحصاء وحصر الأوقاف، وعملية التصنيف والتوزيع والمعلومات الرقمية والهندسية المختلفة التي وثّقت آلاف الوقفيات المخصصة للمشاريع الخيرية والمؤسسات الدينية.
واعتبر الباحث أن السيدعدنان طبّق الإحصاء بدقة وحرفية فائقة، مستخدما ما عرف بـ «ريجستر بحسب المنطقة الجغرافية»، حسب نظام متسلسل، ما عبّر بامتياز عن ذهنية إحصائية رقمية لم تكن متوقعة من عالم دين عاش قبل 70 سنة.
وذكر مجيد ان قيمة سجل السيدعدنان في بعدها التراثي والعلمي تتلخص في المفاهيم التي أفرزها هذا السجل، وأهمها قيامه بعملية التوثيق والتدوين والحفظ والتاريخ، إضافة إلى ممارسة الدور العلمي الاحصائي والتأكيد على مبدأ الاستقلالية والتطوير المستمر.
وأشار الباحث إلى آلية جمع البيانات والمعلومات التي اعتمدها السيدالموسوي، وطرق مسح المناطق لتحديد الأوقاف القائمة فيها، من الزيارات الميدانية باستخدام المواصلات البدائية آنذاك، وعمليات المعاينة والملاحظة الشخصية. وساعده في ذلك المرحوم الشيخ محمد علي المدني، إلى جانب الاعتماد على أقوال الأهالي بعد التحقق منها وتجميع الوثائق والشهادات والإفادات.
وأشار مجيد إلى انه فرغ من كتابة سجل السيدعدنان العام 1929، أي قبل سبعين عاما، ويتكون من ستة سجلات وفهرس وبلغت صفحاته 1678، مؤكدا دقة معلوماتها وبياناتها. واعتبر سجل الوقف قاعدة بيانات ومنتَجا إحصائيا مبتكرا وأصيلا.
يذكر ان السيد عدنان الموسوي يتصل نسبه بإبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم، وهو من مواليد البلاد القديم (1302هـ)، وتوفي ودفن فيها بمقبرة أبو عنبرة عام 1347هـ (1928)، وله من العمر 45 عاما. وتولى القضاء وولاية أموال القاصرين، وله عدد من الكتب والمؤلفات، وكان أول من تولى الأوقاف الجعفرية، وبقي فيها عاما واحدا إلا أنه أنجز السجل الذي يعتبر مرجعا أساسيا معتمدا لدى القضاء في توثيق الوقفيات سواء في الأراضي والدور أو شبكات صيد الأسماك المنتشرة على سواحل البحرين.
العدد 2666 - الأربعاء 23 ديسمبر 2009م الموافق 06 محرم 1431هـ