تطالع الماشي في سوق المنامة القديمة واجهة أحد المباني التي تحمل طابع البناء البحريني التقليدي بعد تحديثه، وتتصدره المشربيات التي تعكس حقبة زمنية تعود إلى منتصف القرن الماضي فيتخيل لوهلة أنه يسمع صياح الباعة في سوق الأربعاء في موقعها الذي كان قريبا وهو يسترجع زمنا مضى.
«ريم البوادي» هو الاسم الجديد للمبنى بعد تحويله إلى فندق «إسلامي» يهدف إلى الكسب الحلال بحسب مالكيه ولا تقدم فيه المسكرات أو تقام فيه الملاهي والمراقص. وهو ثاني فندق يقام بهذا المفهوم «الإسلامي» بعد فندق «قصر الشرق» في ظل ازدياد المد الإسلامي لمختلف المعاملات التجارية، ولكنه أيضا الأول من حيث الشكل المأخوذ من الطراز البحريني القديم في البناء.
استغرق ترميم وتجميل الفندق أشهرا طويلة ابتداء من يناير/ كانون الثاني 2002 ليعكس التصاميم البحرينية القديمة للبناء، ليس من الخارج فقط وإنما حتى من داخل الفندق إذ تجد قهوة شعبية اختير اسمها بعناية (مقهى الروازن) لتزيد من شعورك بعبق الماضي، كما احتوى الممر بين المبنيين اللذين يتكون منهما الفندق خبازا إيرانيا وآخر تركيا وقد فصلت الأماكن العائلية عن العامة منها، كما وصل بين المبنيين من طابق علوي بجسر تتخلله النوافذ الخشبية ذات الطراز القديم.
فجاء مجمل النتاج بعد استثمار بلغ 400 ألف دينار، غير أنها في نظر أصحاب الفندق، أفضل من 1200 دينار هي أجرة شهرية ثابتة كان يدفعها لهم المتعهد السعودي السابق للفندق قبل تحديثه حين كان اسم الفندق هو «الجندول» والذي ظل بعهدته فترة طويلة من الزمن.
يقول المدير الإداري أحمد الصيقل، وهو أحد أبناء عبدالله أحمد الصيقل، إنه كان من المخطط للفندق أن يفتتح في الفترة الحالية حالما ينتهي ما يلزمه من أشغال تكميلية.
وقال وهو يشير إلى المبنى: «هو عبارة عن فندق عائلي لا تقدم فيه الخمور ولا توجد فيه مراقص أو ملاهي. من قبل كان الفندق عند مستثمر سعودي ثم أهمل المبنى».
أخذنا السجل منه حيث أننا نملك المبنيين ثم فكرنا في إعادة ترميم المبنى وإقامته على هذه الهيئة.
ولم يكن مجال الفندقة أحد تخصصات شركة عائلة الصيقل، إذ أنها تعمل في العقارات (استملاك وتأجير العقارات) بالإضافة إلى المواد الغذائية، بل هي تجربة جديدة عليهم.
يضيف الصيقل: «أقمنا دراسة جدوى وأحسسنا أنه مشروع مجدي. كان فندقا ناجحا إلى حد ما على رغم من الوضع الذي كان عليه. كثير من المستثمرين طلبوا استئجاره منا بعد أن رأوا آثار التحديث التي أضفيناها على المبنى، ولكننا امتنعنا عن تأجيره لهم بعدما عرفنا أنهم سيدخلون عليه من الخدمات ما أدخلوه على الفنادق الأخرى مثل الملاهي وتقديم الخمور».
وقال الصيقل إن الالتزام بالشريعة الإسلامية هو توجه عام لدى العائلة في أعمالها إذ تتورع في الدخول فيما هو غير شرعي، وهي بذلك ستحرص أيضا على أن تكون جميع المأكولات التي ستقدم في الفندق هي حلال.
ويتوقع الصيقل أن يتم توظيف 60 شخصا «سيكون غالبيتهم من البحرينيين». ويتكون الفندق من مبنيين أحدهما يحتوي على 50 غرفة (18 غرفة مزدوجة و23 غرفة مفردة) تقع في خمسة أدوار، فيما يضم المبنى الثاني نحو 14 شقة.
ويستخدم الفندق الأثاث الذي يميل للصناعة المحلية القديمة على عكس الفنادق الأخرى التي تفضل الأثاث الحديث، كما أنه سيقلل من استخدام السجاد المعتاد ويستعيض عنه بالسيراميك على أرض الغرف والممرات. وتعكس الديكورات أيضا طابع البلد القديم وخصوصا تلك المستخدمة في منتصف القرن الماضي مع مزيج من الديكور الحديث. ويوجد بالإضافة إلى (مقهى الروازن) الراقي في أسفل الفندق الذي يتسع لحوالي 100 مرتاد، مطعم درجة أولى في داخل المبنى الأول. ويحتوي المطعم على كراسي على هيئة القهوة القديمة إذ يتقابل فيها الجالسون بعضهم بعضا وهو يسع نحو 130 فردا مع وجود أماكن مخصصة للعائلات
العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ