ذكرت تقارير صحافية في العاصمة الأردنية عمّان أن رجل الأعمال الأميركي البارز الذي يعمل في قطاع البرمجيات، جون كولينان، كشف خطة طموحة لاستحداث 20 ألف فرصة عمل في مركز إقليمي للاتصالات في الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة و«إسرائيل» من اجل المساعدة في تعزيز ثقافة السلام في الشرق الأوسط من خلال التنمية الاقتصادية.
وقال كولينان - وهو رئيس مجموعة كولينان ومؤسس شركة «كولينيت سوفت وير» وهي أول شركة برامج يكون لديها طرح عام للأسهم وستدرج في بورصة نيويورك - «نتحدث عن خطة مضاعفة قابلة للعمل وعن حلول اقتصادية للمساعدة على السلام في الشرق الأوسط ونمتلك جميع المقومات الضرورية وسنترك مناقشة السياسة إلى السياسيين»، وأضاف المدير التنفيذي الذي يصفه الكثيرون من زملائه بـ «بيل غيتس الاميركي» نسبة إلى الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» العملاقة للبرمجيات: «حتى الآن أعربت الحكومات المعنية ومجتمعات الأعمال والمستثمرون المحتملون الكبار عن الاهتمام بالخطة».
ويعتمد القائد المؤسسي ذو الشعر الأبيض على دوره السابق وخبرة اقتصادية مشابهة ساعدت على تمتين السلام في ايرلندا الشمالية بعد ثلاثة عقود تقريبا من الحرب الأهلية. وقال: ان تحسن الظروف الاقتصادية يمكن أن يعزز السلام في المنطقة التي تعاني من الصراع السياسي منذ قيام «إسرائيل» في العام 1948.
وتضم منطقة الأردن وفلسطين و«إسرائيل» الكثير من الأشخاص المتعلمين الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية لكنهم عاطلون عن العمل، وهذه مقومات رئيسية لنجاح مثل هذه المراكز.
ويتابع كولينان: «يمكن أن يقع مركز الاتصالات في أي جزء من الولايات المتحدة أو في أي جزء من العالم، وان اتصالا بأي رقم (800-1) لتفعيل هاتف محمول جديد يمكن أن يؤدي إلى اتصال هاتفي يرد عليه في الهند أو الفلبين أو ايرلندا الشمالية أو الشرق الأوسط. باختصار، لقد هيأنا مرحلة لتطوير مراكز الاتصال في المنطقة وأحدثنا اهتماما كبيرا بمثل هذه المحاولة في كلا القطاعين العام والخاص، وايرلندا الشمالية نموذج للسلام يمكن أن يحتذى به في الشرق الأوسط».
وفي الاجتماع ألقى رجال أعمال وأكاديميون ونشطاء سلام بارزون من الإمارات وايرلندا والأردن و«إسرائيل» والضفة الغربية ولبنان الضوء أيضا على دور مراكز الاتصال ومراكز البريد الالكتروني في المنطقة وشجعوا على فرص الأعمال بين شركات ايرلندا الشمالية وإعدادها في الشرق الأوسط.
وتستحدث أجندة كولينان «طلبا مؤسسيا» لتبرير إنشاء مراكز الاتصالات في الشرق الأوسط لاسيما الأهلية الاقتصادية، إذ يمكن إنشاء المراكز من دون استثمارات كبيرة في البداية لجذب المزيد من الأعمال.
وأضاف كولينان - ابن المهاجرين الايرلنديين الذين لعبوا دورا رئيسيا في جذب التحويلات إلى ايرلندا الشمالية خلال الأعوام الخمسة الماضية - «يمكن أن يلتزم أحد بإنشاء مركز اتصال صغير بعشرة أجهزة في بيت لحم مثلا ويظهر انه بالإمكان القيام به»، ولدى الحكومة الأميركية، وهي الوسيط الرئيسي ومانح المساعدات في المنطقة، دور مهم جدا لتلعبه في ذلك.
وسيكون مؤتمر استحداث الطلب الذي سينعقد في واشنطن بحلول ربيع العام 2004 محركا مثاليا لإحداث الاهتمام بمثل هذه المراكز، وسيحظى برعاية وزارة التجارة الأميركية بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين العرب الأميركيين والوكالة الاميركية للإنماء الدولي والبنك الدولي وآخرين.
وتتمثل الرؤية الفاعلة في اقتحام كبرى المؤسسات عالم إنشاء مراكز الاتصال في ايرلندا الشمالية والشرق الأوسط والهند لتعمل على مدى 24 ساعة يوميا وسبعة أيام في الأسبوع.
ومن المتوقع أن يناقش كولينان الخطة مع عاهل الأردن الملك عبدالله في ديسمبر/ كانون الأول المقبل خلال رحلة العاهل الأردني إلى الولايات المتحدة بحسب ما ذكر مسئولون أردنيون.
ومن المتوقع أن يترأس وفد الأعمال الأردني جلالة الملك عبدالله الثاني، الساعي إلى جعل الأردن مركزا إقليميا لتكنولوجيا المعلومات، إذ التقى سفيره إلى واشنطن كريم قعوار، وأبدى استعدادا لتقديم كل مساعدة ممكنة لجذب الكثير من الشركات التي تقدم دعم التدريب وحوافز أخرى.
يذكر أن اجتماع بلفاست نظمته جامعة اولستر التي طورت برنامج الاجتماع (NIMEC) وهو مبادرة من القطاع الخاص قادتها مجموعة من رجال الأعمال الاميركيين بقيادة كولينان، والمحامي الأميركي الناشط من أجل السلام جيوفري لويس، والمستشار الدولي الذي كان يعمل طوال ثلاثين عاما الماضية في السياسات الصناعية والصناعات الاستهلاكية وعالية التقنية والاستراتيجيات المؤسسية دان سينغر.
وقال سينغر: «لا نمتلك أية سيطرة على الوضع السياسي، ولكن بإمكاننا إحداث تأثير فوري وعمل اختلاف من دون الاضطرار إلى الاعتماد على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون». ويكشف البحث الشامل الذي تناوله مؤتمر (NIMEC) على مدى عامين، أن ثلاثة بلدان في الشرق الأوسط تمثل أفضل موقع أولي لمراكز الاتصالات لأنها تعتبر مجتمعات متجاورة وتمثل الأردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين، ولدى هذه المجتمعات سجل جيد من التعاون بين قادتها. وأعرب رجال أعمال في الأردن وبيت لحم والقدس والجليل، عن اهتمامهم بإنشاء هذه المراكز، إذا ما نشأ طلب على هذه الخدمات. وتعتبر الكلفة القليلة جدا، والدخول إلى السوق العربية القوية التي تضم 270 مليونا، والبنية التحتية المميزة للاتصالات، والدعم الحكومي القوي، عوامل أخرى لصالح استخدام الشرق الأوسط لمراكز الاتصالات، بحسب ما قال كولينان.
ولكن على الشرق الأوسط المنافسة على مراكز الاتصالات في اقتصاد عالمي شديد المنافسة، إذ إن خدمة مراكز الاتصالات العالمية، التي بلغت قيمتها 23 مليار دولار في العام 1998، من المتوقع أن تصل إلى 58 مليار دولار. ومن المتوقع أن تصل فرص العمل في مراكز الاتصالات في الهند وحدها إلى 270 ألفا بحلول العام 2007 بعد أن كانت نحو 32 ألفا في العام 2002
العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ