العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ

إيران تبيع وقودا للعراق على رغم محاولات أميركا عزلها

قال مسئول نفطي إيراني بارز أمس الأول الأحد ان إيران ستبيع للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وقود تدفئة يحتاج العراق إليه بشدة وذلك على رغم محاولات واشنطن عزل الجمهورية الإسلامية.

وأبلغ مستشار وزيري النفط والخارجية الإيرانيين حسين كاظمبور اردبيلي «رويترز» انه ينبغي للولايات المتحدة مساندة الجهود الرامية إلى توسيع نطاق التعاون بين البلدين الجارين. وقال كاظمبور: «لا يمكننا تجاهل الاميركيين في العراق ولكنهم أيضا لا يمكنهم تجاهلنا. إذا أرادوا أن يسود الهدوء والسكينة المنطقة فلا يمكنهم تحاشي إيران».

وتتهم واشنطن طهران باستخدام برنامجها النووي كستار لتطوير أسلحة نووية وهو اتهام تنفيه إيران.

وتحسنت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والعراق منذ انتهاء حربهما الدامية التي استمرت ثماني سنوات وانتهت في العام 1988. ويقول مسئولون إيرانيون ان بيع الوقود يمثل أول خطوة نحو توطيد أواصر العلاقات التجارية.

وقال مسئول نفطي عراقي انه لم تجر معاملات نفطية رسمية بين الخصمين السابقين منذ سنوات الستينات عندما اشترت بغداد إمدادات محدودة من وقود الطائرات.

ومن شأن إحياء تجارة المنتجات النفطية بين البلدين أن يمهد الطريق أمام تبادل النفط الخام على نطاق واسع والتطوير المشترك لحقول النفط.

وقال كاظمبور: «ما نفعله مع العراق هو اغتنام فرصة كنا ننتظرها منذ وقت طويل. إن إقامة علاقات جيرة طيبة مع العراق كان دائما هدف إيران». وأضاف: «أن العراق سيتسلم هذا الأسبوع شحنة من الكيروسين وغاز النفط المسال الإيراني تم سداد ثمنها نقدا بأسعار السوق العالمية».

وذكر مسئول عراقي رفيع - طلب عدم الكشف عن اسمه - أن العقد الذي يسري لمدة 12 شهرا ويبدأ العمل به من هذا الشهر (ديسمبر/ كانون الأول) ينص على شحن عشرة آلاف طن شهريا من الكيروسين وما بين ستة آلاف و12 ألف طن شهريا من غاز النفط المسال عبر الحدود أو نقلها بحرا من إيران.

ولم تأخذ واشنطن أية خطوة لعرقلة تجارة المنتجات النفطية التي يحاجتها العراقيون بشدة في شهور الشتاء ولكن كاظمبور قال: «إن الولايات المتحدة قد لا تعطي الضوء الأخضر لمزيد من الخطط الطموحة بين الجارين».

ومضى قائلا: «فيما يتصل بمبادلة النفط الخام لست واثقا من أن الأميركيين سيسمحون بذلك. لكن العرض قائم وسينفذ في حال الاتفاق على تفاصيله». ويمثل تبادل النفط عرضا مغريا لمجلس الحكم العراقي المدعوم من الولايات المتحدة والذي تقوض أعمال التخريب في خط أنابيب النفط الشمالي الرئيسي خططه للعودة إلى الأسواق العالمية.

وقال كاظمبور: «في إطار عملية التبادل قد يتم ضخ ما يصل إلى 700 ألف برميل يوميا من خام البصرة العراقي الخفيف إلى مصافٍ إيرانية منها مصفاة عبادان في الجنوب الغربي. وستباع كمية مماثلة من الخام الإيراني الخفيف من مرفأ جزيرة خرج». لكن كاظمبور يرى إمكان وجود علاقة أوثق من خلال التعاون في تطوير حقول نفط تمتد عبر حدود البلدين وذلك إذا سمحت الظروف في حقول معينة

العدد 452 - الإثنين 01 ديسمبر 2003م الموافق 06 شوال 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً