تدخلت الإدارة الاميركية الاسبوع الجاري في محاولة يائسة للابقاء على فرصها حية في مقاضاة الشخص الوحيد المتهم في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول. إذ اخذ المدعون الفيدراليون قضيتهم امام محكمة استئناف اميركية بعد أن حكم قاضي في محكمة أقل منها سلطة بأن الحكومة لا تستطيع ان تسعى إلى عقوبة الاعدام ضد المتهم زكريا موسوي لانها رفضت السماح له الاتصال بأعضاء القاعدة المتهمين الذين يمكن ان يدعموا حجته بانه غير مذنب.
واحتج المدّعون أمس الأول ان السماح للسيد الموسوي باستجواب أعضاء القاعدة المحتجزين في المعتقل الاميركي يمثل تهديدا للأمن القومي. وقال نائب المدعي العام، بول كليمنت، مخبرا محكمة الاستئناف الرابعة في ريشموند، فيرجينيا «ما يسعى إليه المتهم يعتبر نوعا من التراجع في حرب الحكومة على الإرهاب».
وتعتبر قضية الموسوي، مواطن فرنسي من أصل مغربي جزءا مركزيا في جهود إدارة بوش لاظهار انها أحرزت نجاحا في الحرب على الإرهاب. إذ اتهم الموسوي بالتآمر مع الخاطفين المتورطين في الهجمات على نيويورك وواشنطن. وفي حاجتها للنصر الجماهيري، بدت الإدارة الاميركية لطيفة للغاية في محاكمة الموسوي (35 عاما) في محكمة مدنية بدلا عن اللجوء إلى محكمة عسكرية. ولكن رفضها السماح له باستجواب شهود تعتمد عليهم الحكومة في جوانب من بينتها ضده أدى إلى متاعب خطيرة. وفي مواقف كثيرة قبل المحاكمة، دعمت قاضية المقاطعة، ليوناي برينكيما الموسوي وامرت ان يسمح له الاتصال بالشهود من ضمنهم ناشطان كبيران في القاعدة هما رمزي بن الشيبة وخالد شيخ محمد.
وبسبب رفض المدعين امرها، استبعدت برينكيما أية بينة تربط السيد الموسوي بالاختطافات ورفضت عقوبة الاعدام في قضيته. هذا القرار من القاضية هو الذي استأنفه المدعون أخيرا.
وتحدد نتيجة المحاكمة مقدرة الحكومة في مقاضاة متهمين آخرين بالإرهاب في محاكم مدنية. فاذا كسب الموسوي امكان الاتصال بمعتقلي القاعدة، فإن متهمي المستقبل يستطيعون طلب الاجراء نفسه. وتساءل محامي الموسوي المعين بواسطة المحكمة فرانك دونهام، ما اذا كانت تستطيع الحكومة محاكمة واعدام رجل متهم بالتآمر في الهجمات بينما تمنعه من شهود يعلمون كل شيء عن خطط تلك الهجمات؟ وقال المحامي «الاجابة على السؤال طبعا «لا» مدوية». وأضاف: «لا يسمح نظامنا القضائي العادل بمثل هذه النتيجة».
ودافع السيد الموسوي انه غير مذنب في تهم التآمر، ولكن أقر انه كان جزءا من عملية مخططة أخيرة. يذكر أنه قد اعتقل قبل شهر من هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
(خدمة الإندبندنت خاص بـ «الوسط»
العدد 458 - الأحد 07 ديسمبر 2003م الموافق 12 شوال 1424هـ