قال رئيس نادي باريس للحكومات الدائنة جان بيير جوييه يوم الخميس ان بامكان الدول الاعضاء الاتفاق على صفقة لتخفيف أعباء ديون العراق لكن لا يمكن توقيع الاتفاق الا في وجود قيادة معترف بها دوليا في بغداد.
وقال جوييه ان اجمالي الديون الاجنبية على العراق يقدر بما بين 115 و120 مليار دولار وانه يأمل بالتوصل الى اتفاق لتخفيف اعباء الديون قبل نهاية العام 2004.
وما زاد من الآمال في التوصل الى اتفاق ان بريطانيا قالت خلال جولة أوروبية يقوم بها المبعوث الاميركي الخاص جيمس بيكر انها تؤيد فكرة اقرار خفض كبير في ديون العراق.
وجاء التصريح البريطاني مماثلا لتعهدات سياسية من جانب فرنسا وألمانيا وايطاليا هذا الاسبوع عقب مباحثات مع بيكر الذي زار بريطانيا وروسيا يوم الخميس الماضي.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء عقب محادثات رئيس الحكومة طوني بلير مع المبعوث الاميركي الخاص «تتفق المملكة المتحدة تماما مع ضرورة اجراء خفض ملموس لديون العراق باستخدام اطار عمل نادي باريس خلال العام 2004». واضاف قائلا «وستبحث المملكة المتحدة بنشاط (مسألة الديون العراقية) مع شركائها الدوليين من اجل تحقيق هذا الهدف المشترك». وذكر ان بريطانيا ستظل على اتصال وثيق مع الامم المتحدة في هذا الصدد.
وقدر صندوق النقد الدولي اجمالي ديون العراق بمبلغ 120 مليار دولار منها حوالي 40 مليار دولار تطالب بها 19 دولة اعضاء في نادي باريس.
أما بقية الدين فنسبة كبيرة منها للسعودية والكويت بالاضافة الى دول أوروبية شرقية مثل رومانيا وبلغاريا وبولندا.
وقال «نادي باريس سيوافق على اتفاق مع العراق بمجرد تبؤ سلطة عراقية موقعها والاعتراف بها دوليا وعندما يحدد صندوق النقد الدولي حجم التخفيف المطلوب لاعباء الديون». وفي الشهر الماضي غير الرئيس الاميركي جورج بوش رأيه وقرر الاسراع بنقل السلطة الى العراقيين بما في ذلك اجراء انتخابات لحكومة انتقالية في منتصف العام المقبل.
وقالت مصادر وثيقة الصلة بنادي باريس ان العمل التمهيدي الرئيسي بدأ بشأن ديون العراق وان خبراء صندوق النقد يعكفون على بحث المسألة. وأضافت المصادر ان الخبراء يعملون في الاردن الآن بسبب الوضع الأمني في العراق.
ويتعين على خبراء الصندوق تقدير حجم الديون التي يمكن للعراق ان يردها.
وقالت المصادر ان نادي باريس سيعود لبحث مسألة الدين العراقي في يناير / كانون الثاني المقبل الا ان أوان المفاوضات الجادة لم يحن بعد.
ويرأس جوييه قسم الخزانة في وزارة المالية الفرنسية ويتولى الى جانب ذلك منصب رئيس المفاوضات بين الدائنين والدول المدينة في نادي باريس.
وفي مقابلة مع راديو بي.اف.ام أشار جوييه الى ضرورة وجود قيادة عراقية ذات سيادة قادرة على توقيع اتفاقات طويلة الأجل لتسوية الديون.
ورفض جوييه مطالب بعض الجماعات غير الحكومية باعتبار ديون العراق «ديونا كريهة» حصلت عليها قيادة غير مشروعة وهو مبدأ يعني ان المليارات التي اقترضها العراق لن تعتبر أصلا ديونا عليه.
وقال «هذه ليست رؤية نادي باريس». وعلى رغم ان الدول الاعضاء في نادي باريس لها 36 في المئة فقط من ديون العراق الاجمالية فان الاعتقاد السائد هو ان الدول الاخرى الدائنة ستقتدي بما يتقرر في النادي
العدد 470 - الجمعة 19 ديسمبر 2003م الموافق 24 شوال 1424هـ