ترأس وزير السياحة اللبناني علي عبدالله أمس في فندق موفنبيك ببيروت مؤتمرا صحافيا خصص لعرض المعطيات المتعلقة بالملتقى والمعرض العربي الدولي للسياحة والسفر (AWTTE 3002) الذي تنظمه وزارة السياحة بالاشتراك مع مجموعة الاقتصاد والأعمال وبالتنسيق مع جامعة الدول العربية ومنظمة السياحة العالمية.
وأعلن الوزير عبدالله في المؤتمر أن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود سيرعى ويفتتح هذا الحدث الذي يشتمل على مؤتمر ومعرض يسلطان الأضواء على واقع وإمكانات القطاع السياحي العربي وعلى مجالات التعاون السياحي بين البلدان العربية التي تشكل مجتمعة إقليما سياحيا مميزا بخصائصه الطبيعية المناخية والحضارية والثقافية. وما هذه الرعاية من فخامة الرئيس إلا دليلا على اهتمامه الشخصي بهذ القطاع الذي كان ولايزال مصدرا أساسيا من مصادر الدخل القومي. كما أعلن الوزير أن رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري سيكون ضيف شرف المؤتمر. وقال: «إن تكريس لبنان مركزا دائما لملتقى السياحة العربي الدولي إنما يعكس أهمية الموقع الذي يحتله لبنان على خريطة السياحة العربية، فلبنان هو بلد السياحة والاصطياف، والمحطة المثلى للإخوان العرب الذين كانوا يقصدونه للراحة والاستجمام بفضل مناخه وطبيعته وبفضل انفتاحه الاجتماعي وتنوعه الثقافي. فالسياحة هي بترول لبنان الذي لا ينضب. وعندما عصفت الحوادث المؤسفة بلبنان طوال أكثر من 15 عاما. وتعطل دور لبنان السياحي، خسر العرب مقصدا سياحيا مميزا، وراحوا اضطرارا، يبحثون عن بدائل له. ولكن، ومع عودة الاستقرار السياحي والأمني منذ أوائل التسعينات، عاد القطاع السياحي اللبناني يستعيد دوره تدريجيا، حتى شهد العام الماضي وهذا العام موسم اصطيافا أعاد إلى الذاكرة صيف لبنان في السبعينات».
وتابع: «إن ملتقى ومعرض AWTTE 3002 لهذا العام متوقع له أن يكون مميزا سواء بالمشاركة الواسعة فيه عربيا وأوروبيا وآسيويا. أو بمستوى المتحدثين من القطاعين العام والخاص ومعظمهم من القيادات العليا ومن أصحاب القرار في مراكزهم وفي بلدانهم».
وختم «نحن نأمل أن يشهد ملتقى (AWTTE 3002) نقلة نوعية كبيرة هذه السنة على يد مجموعة الاقتصاد والأعمال المتخصصة في تنظيم النشاطات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والمشهود لها بالكفاءة في التنظيم وفي استقطاب القيادات العربية إلى ملتقياتها».
من جهته قال مدير عام مجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبوزكي: «لقد وضعت وزارة السياحة اللبنانية ثقتها بمجموعة الاقتصاد والأعمال بتكليفها بتنظيم هذا الحدث مؤتمرا ومعرضا اعتبارا من هذا العام. وتضطلع المجموعة بهذه المهمة بالتعاون مع الوزارة وبالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة السياحة العالمية (WTO). وإننا إذ نعتز بهذه الثقة نأمل أن يصبح الملتقى العربي الدولي للسياحة والسفر (AWTTE) حدثا متكاملا ويتحول إلى تظاهرة سياحية استثمارية عربية مميزة تليق بموقع لبنان السياحي ومزاياه التفاضلية المتنوعة في هذا المجال. كما تحرص «الاقتصاد والأعمال» على أن تعزز هذه الثقة سنة بعد سنة بما يزيد في عوامل نجاح هذا الحدث. وإننا إذ نضع هذا الهدف نصب أعيننا لا ننطلق في ذلك من فراغ، بل من خبرة واسعة اكتسبتها المجموعة على مدى أكثر من عقدين في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض المتخصصة لاسيما في المجال السياحي. وقد سبق للمجموعة أن نظمت أول وأكبر مؤتمر بشأن الاستثمار في السياحة والفنادق في العالم العربي في دمشق في العام 1995 وبمشاركة من جهات عربية ودولية معنية».
وأضاف: «بعد أن تحول تنظيم المؤتمر والمعرض إلى حدث واحد، يمكننا القول إن (AWTTE 3002) يكتسب هذه السنة أهمية خاصة كونه الأول بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول وكونه يأتي بعد أشهر على حرب العرق التي لابد أن تترك تطوراتها الراهنة انعكاسات على مختلف القطاعات الاقتصادية العربية ولاسيما السياحية منها. فعلى صعيد المؤتمر المتزامن مع المعرض، فإن جلساته ستشهد على مدى يومين مشاركة عربية واسعة يأتي في طليعتها معظم وزراء السياحة العرب ونحو أربعمئة من المشاركين يمثلون الإدارات السياحية الرسمية والمؤسسات السياحية من فنادق ومنتجعات ومكاتب سياحة وسفر عربية وأجنبية، إضافة إلى الكثير من الممولين والمستثمرين المعنيين بالقطاع السياحي على اختلاف مرافقه».
ويتناول المؤتمر عددا من المحاور أهمها:
واقع واتجاهات الصناعة السياحية العربية في ضوء المستجدات الإقليمية والعالمية.
إمكانات ومجالات التعاون العربي بغية تنشيط السياحة البينية العربية التي أخذت تتزايد أهميتها بعد حوادث 11 سبتمبر.
دور إدارات الفنادق الأجنبية والعربية في تنشيط السياحة واستراتيجيتها للسنوات المقبلة.
استراتيجيات الترويج والتسويق السياحي.
دور قطاع النقل الجوي في تنمية السياحة.
وقال: «وسيولي المؤتمر أهمية خاصة لموضوع الاستثمار في القطاعات السياحية المختلفة. وعليه فسيتم وفي إطار الملتقى انعقاد «المنتدى العربي للسياحة» بحيث يتولى وزراء السياحة عرض الواقع السياحي وعرض فرص ومناخ الاستثمار في بلدانهم. ونتوقع أن تشارك معظم الدول العربي إن لم تكن كلها في هذا المنتدى للإفادة من فرص ووجود المسئولين وأصحاب المؤسسات والمستثمرين والممولين والمشغلين لتبادل الآراء والمقترحات ولإقامة الشراكات بشأن مشروعات معينة ناهيك عن الترويج للمنشآت السياحية في البلدان العربية». «من هنا، نأمل أن يشكل هذا الملتقى إطارا مفيدا لإقامة حوار بناء وصريح من أجل تنسيق عربي - عربي والسعي إلى خلق أقاليم سياحية عربية قادرة على زيادة حصتها من مجمل السياحة العالمية. فعلى رغم النمو المطرد الذي تحققه السياحة العربية، فإن عدد القادمين إلى الأقطار العربية كافة يبقى أقل من ثلث القادمين إلى فرنسا مثلا. علما بأن مساحة العالم العربي وتنوع مناخاته وعمق حاضرته وكنوز آثاره التاريخية تشكل مقومات كافية لمضاعفة حجم السياحة العربية إذا أمكن التغلب على عدد من المشكلات لعل في مقدمتها معوقات الحدود والنقص في الترويج».
وتابع: «أما على صعيد المعرض فإنه، ومن خلال المشاركين فيه، سيشكل رافدا للمؤتمر وعاملا في إغناء مناقشاته وحواراته. فالمعرض العربي الدولي للسياحة (AWTTE 3002) استكمل حجز وبيع معظم المساحات المخصصة له البالغة نحو 3000 م2 والتي تشغلها أكثر من 200 مؤسسة وشركة عربية وأجنبية تعمل في مختلف القطاعات السياحية. إلى ذلك، تشارك في المعرض مجموعة من سلاسل الفنادق العربية والأجنبية بينها: إنتركونتيننتال، ماريوت، متروبوليتان، موفنبيك، راديسون ساس، ميريديان، شيراتون، هيلتون، كمبينسكي، سافوي، رويال ريجنسي، روتانا، الشام بالاس، سفير... الخ. كما استقطب المعرض لتاريخه أكثر من 14 جناحا وطنيا يمثل دولا عربية وأجنبية هي: البحرين، مصر، الأردن، الكويت، المغرب، سلطنة عمان، فلسطين، السعودية، سورية، لبنان وتونس إضافة إلى الهند، ماليزيا، إسبانيا، تركيا وقبرص. ونحن نأمل المزيد من المشاركة العربية والأجنبية في المعرض خلال الشهر المقبل وبعد أن يكون انتهى موسم الإجازات»
العدد 342 - الأربعاء 13 أغسطس 2003م الموافق 14 جمادى الآخرة 1424هـ