العدد 2674 - الخميس 31 ديسمبر 2009م الموافق 14 محرم 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

التقييم الذاتي... بين التشدد في محاسبة النفس والإفراط في خداعها!

في كثير من الأحايين إن لم يكن دائما، نحتاج أن نقف مع أنفسنا قليلا لنقيمها، لتعديل مسارها وتصحيحه أو فلنقل لتطويرها وتنميتها في جوانبها السلوكية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعملية وغيرها من الجوانب التي تعتبر مرتكزات أساسية في الشخصية الإنسانية، ولكننا مع الأسف الشديد لا نمتلك الجرأة الكافية للدخول في مشروع كهذا، خشية أن نفاجأ بالنتائج السلبية التي نعتقد أن التقييم سيظهرها أمامنا جلية وواضحة إنْ نحن استخدمنا آليات التقييم الصحيحة، رفضنا أو امتناعنا عن تقييم أنفسنا، لا يعني أننا لا ندرك أبعاد التقييم الإيجابية، وإنما لم نروض أنفسنا على تقبل النقد البناء، حتى لو نبع ذلك التقييم من داخلنا، فلذلك لا نعطي الفرصة لأنفسنا أن تتطور وترتقي أخلاقيا وعلميا وثقافيا واجتماعيا بالقدر التي تتطلبه منا إنسانيتنا وإسلامنا ووطنيتنا، الأمة التي لا تقبل التقييم بمختلف أنواعه، أمة لا يرتجى من ورائها خيرا، لأنها تسير خلاف الإرادة الإلهية وإرادة الرسول الأعظم (ص)، ألم يقل لنا رسول الإنسانية وسيد البشرية (ص) «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»، ما بالنا نكره التقييم الذاتي الذي يبين لنا حقيقة أعمالنا وأقوالنا ومعاملاتنا وتعاملنا مع أقراننا من البشر التي نقوم بممارستها طوال اليوم، البعد عن محاسبة النفس، مسألة لا أخلاقية بمختلف المقاييس والنواميس الإنسانية، لأننا كلما بعدنا عن المحاسبة الذاتية، يعني أننا نبعد عن معرفة حقيقة أنفسنا مسافات بعيدة، الأمة التي تحرص على تقييم أعمالها وأقوالها تكون أمة راشدة بكل المقاييس الإنسانية شئنا ذلك أم أبينا، وأما الأمة التي تجامل نفسها وتحابيها وتغض الطرف عن تجاوزاتها الصغيرة والكبيرة، تكون أمة دائما تسير في نهاية الركب في كل الميادين الأخلاقية والثقافية والعلمية والإيمانية، فاللجوء إلى تزوير التقييم وهذا مع الأسف الشديد ما نراه في واقع بعض المؤسسات بوضوح، من المؤكد أن هذا السلوك غير الطبيعي إنسانيا، سيعطي نتائج غير صحيحة ومغايرة تماما عن الواقع، وإذا ما تعاملنا مع النتائج التي بنيت على أساس باطل وكأنها حقيقة، حتما ستكون انعكاساتها السلبية على واقع هذه المؤسسة أو تلك وخيمة ومأساوية، نحن لا نتحدث عن فرضيات بعيدة عن الواقع، وإنما نتحدث عن حقائق نراها بوضوح في كل زوايا حياتنا بدرجات متفاوتة، فالمؤسسة التي ترفض التقييم الموضوعي وتتأذى من المحاسبة الحقيقة، تكثر فيها التجاوزات في كل زواياها، المؤسسة التي تجعل التقييم في مقدمة الأولويات، نجدها في مواقع كثيرة متقدمة، والأمثلة على ذلك لا حصر لها، ولكثرتها نجد أنفسنا لا نحتاج لذكرها، ليس لأي مؤسسة أو دائرة الحق أن تلقي اللوم على أحد، إذا ما هي تخلفت وأصبحت تعيش على الهامش، لأنها هي التي تتحمل المسئولية كاملة عن الوضع الذي هي فيه، عدم قبولها بالتقييم الذاتي الإيجابي جعلها بعيدة عن التطور والرقي في كل الميادين، بيدها أن هي أرادت لنفسها النهوض بالمنتسبين إليها نحو العلو والرفعة، وبإرادتها لو هي أرادت أن تبقى لا حول لها ولا قوة وأن تكون صفرا على الشمال لا قيمة له بالمنطق الرياضي في وسط هذا العالم الفسيح، وهي التي بإمكانها وقدراتها البشرية والمادية تشييد أسس رائدة وراسخة لا تتزلزل في مختلف الظروف والأحوال، وهي التي بتقاعسها وتغافلها تساهم بقوة في تخلفها وتخلف من ينتمون إليها وتخلف مجتمعاتها الإنسانية والعياذ بالله، فنكن أكثر واقعية مع أنفسنا، ولا ننظر لمن يبين لنا عيبونا بأنه يقصد بنا سوءا لا قدر الله، ولا نحاول أن نصف أنفسنا في مصاف ليس لأحد من البشر أن يدعيه، الخطأ وارد على كل حال، ولكن الخطأ أن نرى خطأنا صوابا، وصواب غيرنا خطأ، قلب الموازين والتحريف المتعمد والمقصود للمقاييس والمعايير تؤدي على طريق لا خير فيه، لا أحد يدعي من البشر من يمتلكون عقولا راجحة ووعيا راسخا أن إثارة البغضاء والكراهية بين الناس ليس خطأ، ولا يحق لأحد من الناس أن يصف غيره بأوصاف ونعوت يراها في نفسه، لأن هذا السلوك أطلقوا عليه علماء النفس بالإسقاط النفسي، وهو مرض يصيب بعض الناس و ينصح الأطباء من يصاب به أن يعرض نفسه للفحص والتشخيص والعلاج قبل تفاقم الحالة، نسأل الله أن يبعد عنا وعن جميع البشر هذا المرض الخطير، وأن يمن علينا وعليهم بالصحة والعافية وسلامة النفوس و الأبدان.

سلمان سالم


وطنيّات العيسى

 

آقْدَرْ أَفارِقْ اِلْزيْــنْ وَآصَبِّــرْ اِلْعِيْنِيْنْ

بَسْ إِلْلي ما أْقْدَرْ عَلِيْهْ ِمْفارَقْ اِلْبَحْرِيْـنْ

إِلْلِي ما شافْ اِبْـلادِي عُمْرَهْ ما شافْ اِلْزيْنْ

وِإلْلي ما عاشْ أَعْيادِي تَبْكِي عَلِيْهْ اِلْعِيْـنْ

@@@

اِلْقَلْـبْ يِقْـدَرْ يِعِيْشْ عُمْرَهْ بَــلا مَحْبُوْبْ

بَسْ إِلْلِي مالَـهْ وَطَنْ إِمْشَرَّدْ وُمَتْعُــوْبْ

إِنْتْ يا أَحْلَى وَطَـنْ يا قِبْلَةْ اِلْعِشّــاقْ

يا عُمْرِيْ يا دِيْرِتِـي يـا قِلْبِي اِلْمِشْتـاقْ

@@@

اِلْحُبْ لُوْ كانْ بَحَرْ حُبِّي لَهَا بَحْرِيْــنْ

وُاْلْعُمُرْ لُوْ يِنْهِدِي يِفْداكْ يا بحريـن

يَلْلِي وِدادِكْ سِكَنْ وُسْطْ اِلْحَشَى وِاْلْرُوْحْ

إِنْتِ دُوَى مُهْجِتِي وِأْنْتِ كِحِلْ لِلْعِيْـنْ

@@@

طارِيْكْ فِي غُرْبِتِي شِرْبِي وُكِـلْ زادِي

نَسّانِي كِلْ اِلْعَنا بَـرَّدْ عَلَى اْفْــادِي

لِي حانْ وَقْتْ اِلْسُفَرْ راجِعْ لَكْ اِبْلادِي

سالَتْ دِمُوْعْ الْفَرَحْ وِاْبْتَلُّوْا اِلْخَدِّيْـنْ

@@@

بَلْسَمْ وِمِلْحْ اِلْخَلِيْجْ اِتْرابِكْ اِلْْطَيِّــبْ

هَواكْ نَفْحَةْ أَرِيْجْ وشَعْبِــكْ إِحْبَيِّـبْ

لُوْ دِرْتْ كِلْ اِلْدُوَلْ مِثْلَكْ أَبَدْ ما شِفْتْ

سِبْحانْ مِنْ صَوِّرَكْ وُسْطْ اِلْبَحَرْ بَحْرِيْنْ

@@@

أَنـا اْلْبَحْرِيْنْ يا خِذْنِـي هَواهـا

كِحِلْ لِلْعِيْنْ مَنْظَرْهَـا وُسِماهَــا

أَنـا حُبِّي لَهَا يا ناسْ زايِـــدْ

وُشُوْقِي فِي اْلْحَشَا زيَّـدْ غَلاهَـا

@@@

خِطَفْتْ اِشْراعْ مِنْ شُوْقِي وُحُبِّي

عُبَرْتْ اِبْحُـوْرْ لِلْبَحْرِيْنْ دَرْبِـي

دِعِيْتْ الله وُهُـوْ اْلْمَعْبُوْدْ رَبِّـي

أَرِدْ لأرْضَهـا وَآشِـمْ هَواهَــا

@@@

مِنْ اِلْغُرْبَهْ وُجِيْتْ اِلْيُوْمْ عانِـي

خَذانِي اْلْشُوْقْ وَدَّعْتْ اِلْمُوانِـي

لِدارْ اِلْعِــزْ آزِفْ اِلْتَهانِــي

وَاهَنِّي شَعْبَها وُحامِي حِماهـا

@@@

أَنا عاشِقْ وُمَعْشُوْقِي بِــلادِي

وُحُبْهَا يا عَرَبْ مالِكْ فُــؤادِي

هِي بْلادِي وُتِسْوَى كِلْ دِيْــرِهْ

وِهِي عُمْرِي وِهِي غايَةْ مُرادِي

@@@

أَفَضِّلْهَا عَلَى نَفْسِي وُمالِــي

وُيِرْخَصْ لَجْلَهَا كِلْ شَي غالِي

هِيَ بْلادِي وُعِشْتْ اِلْعُمْرْ فِيْها

فِداها يا عَرَبْ رُوْحِي وُعِيالِي

@@@

هِيَ بْلادِي وُمالِي بُـدْ عَنْهـا

إِهِي مِنِّي وَنا يا ناسْ مِنْهـا

وَنا لُوْ ساوُمُوْنِي قِلْتْ أَرْضِي

كِنُوْزْ اِلْدِنْيا ما تْعادِلْ ثِمَنْهـا

@@@

أَنا عاشِقْ وُمَعْشُوْقِتِي اْلْبَحريــنْ

وُكِلْ عاشِقْ يِشِيْلْ مَعْشُوْقِتِهْ بِاْلْعِيْنْ

تِمَلَّكْنِــي غَرامْ اِلِّـي هَوِيْتَــهْ

بِـلادْ اِلْحُــبْ وُالافْراحْ وِاْلْزِيْـنْ

@@@

تِــرابْ اِلْدارْ لِلأحْــرارْ جَنِّـهْ

أَمانِــهْ نَحْفُظَهْ وُنْـذُوْدْ عَنِّــهْ

تِهُـوْنْ اِلْرُوْحْ بَسْ اِلأرْضْ تِبْقَـى

وُصُوْتْ اِلْحَقْ يِعْلَى فِـي وَطَنِّــهْ

@@@

تِرابْ بْلادِي فِي اْلْغُرْبَــهْ هَدِيِّـهْ

أَشِمْ فِي لَثْمِتِـــهْ لِمْحَرِّقِيِّـــهْ

مِنْ اِلأحْبابْ فاحَتْ مِسْـكْ وُعَنْبَـرْ

وُمِنْ اِلْخِــلانْ وَرْدِهْ مْحَمِدِيِّــهْ

@@@

تِرابْ الأرْضْ فِي دَمِّي وَأْحِسْ بِهْ

فِي تَكْوِيْنِي صُبَحْ نِسْبِهْ بِنِسْبِـهْ

أُهُوْ اِلْوِجْدانْ وِاْلأحْساسْ فِيْنِـي

وَأنا مِنِّهْ وُهُوْ مِنِّي آحِسْبِـــهْ

خليفه العيسى


عيد المتطـوعين

 

في الخامس من ديسمبر/ كانون الاول من كل عام، تحتفل المؤسسات الحكومية والأهلية والدولية باليوم العالمي للمتطوعين، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين. ولقد اعتمد هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة ليكون اليوم الذي يحتفل فيه العالم تكريما للعمل التطوعي ودعما لدوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اليوم العالمي للتطوع هو يوم يعمل فيه المؤسسات والأفراد معا يدا بيد لتحقيق أهداف المجتمع المشتركة، طرح وتدشين المبادرات والمساهمات المؤسساتية والفردية الاقتصادية والاجتماعية على المستويات المحلية والعالمية. وعلى رغم أن هذا اليوم اعتمد من قبل الأمم المتحدة في 17 ديسمبر 1985، وكان العام 2001 عاما دوليا للمتطوعين، وعلى رغم أن الأيام التطوعية العالمية كثيرة فهناك يوم اليتيم ويوم زراعة الأشجار واليوم العالمي لتنظيف الشواطئ واليوم العالمي لتكريم مدراء البرامج التطوعية، الخ. إلا أن العمل التطوعي في المجتمع ظل محصورا ومقتصرا في بعض المجالات دون غيرها، ما يعيق تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع.

وعلى هذا الأساس بادرت بعض الجهات على صعيد الوطن الحبيب والخليج العربي وبعض الدول العربية والإسلامية بأخذ زمام الأمر والقيام بتكريم المتطوعين في الجمعيات والصناديق الاجتماعية والدينية والخيرية .إلا انه مع الأسف هناك خلط في المفهوم وهو أن يتحول الاحتفال بالمتطوعين إلى احتفال إلى المتبرعين مع العلم ان الطرفين مهمين في طريق الخير إذ انه لن تتحقق المعادلة إلا بوجود متبرع و متطوع من اجل أن يسعد الفقير و المحتاج في هذا العالم.

نداؤنا لكل المؤسسات في وطننا الحبيب و للجهات الرسمية أو الخاصة أو العامة أن يبادروا من الآن بإعداد احتفال بسيط لتكريم العملة النادرة في عالمنا المادي وهم المتطوعون من صغار وكبار، نساء ورجالا .فهل نرى تحركا لتكريم هؤلاء الذين ضحوا بوقتهم و صحتهم من اجل إدخال الفرحة والابتسامة على وجوه وفي قلوب كل محتاج مع توجيه الشكر الواجب لكل المتبرعين دون استثناء، لأي فرد ومؤسسة حكومية أو خاصة.

مجدي النشيط


لمن يجهل الفيس بوك وأسراره

 

الفيس بوك وما أدراكم ما الفيس بوك فهو ليس مجرد موقع للتواصل الاجتماعي ولكنه بات أحد أهم المواقع الاعلامية وواحد من أهم المواقع الحاضنة للمتطوعين من الشباب وواحد من أشهر المواقع على الشبكة العنكبوتية وقد يكون الأشهر على الأطلاق زواره وأعضاءه بالملايين من مختلف دول العالم وانطلق الفيس البوك بفكرة لشاب أميركي يدعى مارك جوكربيرج أراد أن يتواصل مع زملاؤه في الجامعة من خلال موقع ألكتروني تفاعلي يتبادلون من خلاله الصور والأخبار والآراء ومن هنا بدأت قصة الفيس بوك ونجاحه وبالتحديد في العام 2004 ومن هنا بدأت قصة نجاح الفيس بوك الذي لاقى اقبالا لا نظير له بحيث بلغ عدد مستخدميه ما يقارب 250 مليون مستخدم ويأتي في مصاف المواقع الكترونية الأكثر شعبية في العالم كموقع غوغل وياهو وهوتميل.

ولكن يبقى الفيس البوك الموقع الأكثر جذبا للشباب، وهنا الشباب نوعين فهناك من الشباب من يحسن استخدامه وهناك من يجهل استخدامه فيسيء استخدامه ويسيء للموقع الذي هو بحد ذاته ثورة في مجال الشبكات والكثير من الناس في مجتمعاتنا يعتقدون بأنه مجرد موقع يستثمره البعض للمعاكسات وللتعارف وللأمور السلبية والمخالفة للدين والعادات والتقاليد وتناسى البعض بأن الفيس بوك وسيلة كمثل أي وسيلة اخرى كالأنترنت وكالهاتف وكالتلفزيون ... وإلخ وهناك من يستفيد منها بالإيجاب وهناك من يسيء استخدمها ولا يستفيد منها.

فالفيس بوك سلاح ذو حدين كغيره من الوسائل التي ذكرنها والمهم من كل ذلك كيفية أستثمار الوسيلة التي لدينا لتحقيق أهدافنا وطموحتنا ولمن يدرك قيمة الفيس بوك فيستطيع من استثماره واستغلاله وتطويعه لخدمة أغراضه وأهدافه والأمثلة كثيرة في هذا الشأن ومنها على سبيل المثال لا الحصر استخدام الرئيس الأميركي بارك أوباما للفيس بوك في حملته الأنتخابية في انتخابات الحزب الديمقراطي للترشح عن الحزب في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية العام 2008 واستطاع أوباما من خلال استخدامه للفيس بوك أن يتفوق على وزيرة خارجيته الحالية هيلاري كليتون في انتخابات الحزب بفضل استخدامه الفيس بوك أستخداما أمثل واستطاع أن يجيش العشرات من المتطوعين لحملته الانتخابية واستطاع كذلك أن يجمع الأموال والتبرعات لحملته الانتخابية والفيس كان سرا من أسرار نجاح أوباما في حملته الانتخابية وذلك لإيمان أوباما أستخدام جميع الوسائل المتاحة وإيمانه بان الفيس بوك موزع له تأثير لا نظير له وقصة أوباما مع الفيس بوك مجرد قصة من آلالاف قصص النجاح.

وللمتصفح للفيس بوك سيجد الكثير من مجموعات الدعم لمرضى السرطان والإيدز وغيرها من الأمراض بالاضافة الى مجموعات التوعية ومجموعات لمختلف الاهتمامات والاحتياجات وهناك حملات يقوم بها الكثير من الشباب لمحاربة الكثير من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع منها حملة ضد حجاب بونفخة الدخيل على مجتمعنا والمشوه لصورة الفتاة المسلمة وحملات ضد ظاهرة البويات والجنس الثالث وغيرها من الحملات ولكن من اكثر المجموعات التي شدتني كمستخدم للفيس بوك هي مجموعة مركز الإبداع الشبابي التابع للمؤسسة العامة للشباب والرياضة والتي من خلالها استطاع المركز أن يبني قاعدة شعبية كبيرة من المتطوعين والاعضاء من الشباب واستعان بهم المركز كثيرا في انشطته وبرامجه طوال العام وهنا نشيد بالمركز لإقدامه على هذه الخطوة التي كانت خطوة مميزة حققت نوعا من التقارب والتواصل المثمر والناجح وكانت خطوة من شباب واعي إلى شباب متحمس للعمل التطوعي وكل هذا أنتج برامج شبابية متميزة على مدار العام 2009 والفضل في ذلك بعد الله لإيمان إدارة المركز والمسئول عن قطاع الشباب بوجود طاقات مدفونة ومتطوعين مستعدين للعمل وبوجود هذه الوسيلة تمكنت المؤسسة من استثمار هذه الطاقات ومن هنا ندعو كافة مؤسسات المجتمع للاستفادة واستثمار هذه الثورة التكنولوجيا وعدم التقليل من شأنها واستثمار بأسلوب مثالي لنرتقي أكثر بمجتمعنا.

علي الحداد


الشراكة الحقيقية

 

في معظم الحالات يمكنك الجزم بانقياد وتبعيّة الطفل لوالديه والصغير للكبير والجاهل للعالم والمرؤوس للرئيس والمواطن للحاكم، فلا غضاضة على طفل ولا على صغير ولا على جاهل أو مرؤوس حين ينقاد ويتبّع من هو أعلى رتبة منه أو أفهم منه أو أعلم فهذه سمة طبيعية وممدوحة عند غالبية الشعوب والمجتمعات والدول ولا مشاحة من هذا الانقياد كونه يستبطن زيادة في معرفة وعلم وفهم وانضباط.

هذا الانقياد والتبعيّة لا بد لهما من معايير وحدود ضابطة ومانعة لهما من أن تتحوّلا لشيء آخر غير مرجوّ أو مراد وسلبي، فالطبيعة البشرية تميل للراحة والاتكال ورمي الكلّ على الآخرين، خصوصا إن استشعر هذا المتّبع نباهة ومقدرة علميّة أو فكرية أو إدارية عالية عند الطرف المُتّبَع (بفتح وهنا يكمن الخطأ والخطر فلا ضمانة من أن تتحوّل إلى انقياد وتبعيّة عمياء تكون نتيجتها سلبيّة وضارة على المدى الطويل وليس خطرها على المريدين بأهون من خطرها على القادة والرؤساء والعلماء والحكام.

ففي قول فرعون في سورة غافر الآية 29 (مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ) ما يدلّ على تبعيّة عمياء مكّنته من هذا القول والادّعاء الذي لا يمكن أن يكون في وسع وقدرة بشر إلا أن يكون نبيّا أو ما دونه، ولم يكتف فرعون بالقول بل اتخذ في ذلك الصدد قرارات بالنيابة عن الناس تمنعهم من الرجوع لعقلهم وتسلب منهم الاختيار ففي سورة الأعراف آية 123 يقول (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).

يذكر أن وجود مسئوليات ومهام مختصة بكل طرف فليس مسئولية العالم أو القائد أو الرئيس كمثل مسئولية الفرد العادي من الناس وليساهم في الاهتمام سواء، ففي حين يكون الإنسان العادي أكثر اهتماما بشئون معيشته ورزقه يكون القادة والرؤساء والعلماء والحكام الصالحون طبعا أكثر اهتماما والتفاتا لإدارة أمور المجتمع وصلاحه، مع هذا لا يجب أن يكون هذا مدعاة لسلب القرار من هؤلاء الأتباع والتعامل معهم كأتباع وليسوا شركاء في القرار والمصير بحجّة أنهم أصغر وأقل من أن يكون لهم رأي فلا بد من رفع مستوى الوعي والإدراك عندهم وإشراكهم أو من يمثلهم فالحاجة تزداد لهم عملا بمبدأ «وشاورهم في الأمر»، يقول الإمام علي ( عدوُ عاقل خير من صديق جاهل) فما قيمة وجود أمة أو شعب أو طائفة مستلبة القرار والمسئولية ومعتمدة اعتمادا كليّا على شخص أو شخصين أو أفراد معدودين.

قد يثار الجدل بشأن من المسئول عن ترقية وتنمية الحسّ والشعور بالمسئولية؟ أهو القائد والعالم والرئيس والحاكم؟ أم هي مسئولية الأفراد والناس أنفسهم؟

هذا السؤال يثير في النفس الكثير من العتب على مؤسساتنا التعليمية (حكومية كانت أو أهلية) والثقافية والاجتماعية و(الحزبية) ويجعلنا في مواجهة مع تبعات هذا السؤال وأهمّها :هل يوجد لدينا نظام للتعليم راق ونظام للتثقيف شامل ونظام للتعامل بين أفراد المجتمع وطبقاته؟ أم أن المسألة هي مسألة استحسانات وأمزجة ومبادرات فردية آنيّة تموت بمرور الوقت أو مع أول تحدّ، وأنظمة مستوردة من شرق الأرض وغربها لا تحاكي النسيج المجتمعي ولا الطبيعة العقائدية والايمانية للناس أو هي اجتهادات مستقلة لكل طائفة أو جماعة لا ترقى لهمّ الوطن والمواطنة الصحيحين.

ولك أن تسمع وتقرأ فأحزابنا وجمعياتنا الدينية منها وغير الدينية تشتكي من ابتعاد الناس عن مرئياتها وتنظيراتها وأفقها الثقافي الديني منه أو الوطني والعلماني وبعض هؤلاء ربما يرمي المسئولية على الناس بعدما وصل لمرحلة من العمر واكتشف فجأة أن حزبه سابقا أو جمعيته حاليا لم تتحرك بضع سنتيمترات في واقع التغيير والتحسين من أوضاع الناس، وليس التغنّي بالكثرة هنا أو هناك بالذي يرفع ويرقي من الوضع المتأزم الذي نعيشه فتواجد هذه الكثرة في المناسبات الاجتماعية لا يُغني عن تواجدها القليل فيما هو أهم من ملفات الوطن المتجذرة.

التغيير والإصلاح مسئولية القادة مثلما هي مسئولية الناس جميعا وكلٌ في حدوده وسعتة وطاقته وقدرته، ومتابعة هذه المسئولية والقيام بها مرهونة برقاب الناس جميعا علماء وقادة ورؤساء، فعن رسول الله « كلكم راع وكلٌّ مسؤول عن رعيّته» ومن يضع نفسه في موضع قيادة أو إدارة الناس فهو قد وضع نفسه تحت المراقبة والمتابعة أكثر من أي فرد آخر ولا يحق له أن يتبرّم أو يتذمر فحق الناس موكول برقبته ومسئوليته أعلى في تفعيل وتنشيط حسّ المسئولية والمراقبة وقيام الناس بمسئولياتها على أكمل وجه لا تخديرها وتنويمها بالقول أن هناك في موقع الصدارة شخص أمين ولا يجوز الاعتراض عليه ومساءلته لأنها مساءلة واعتراض على الله ونبيّه.

نبيل المخلوق


الدنيا مدرسة

 

مواقف كثيرة تشهدها في خضم حياتك التي قد تطول أو تقصر بخيرها أو شرها كل مسجل و مكتوب عند خالق الكون... عشت موقفا ليس ببعيد أثر في نفسيتي كثيرا، بينما كنت أقلب أحد الكتب في إحدى المكتبات لأجد فيه سلوتي وفائدتي وكنت في الآونة الأخيرة مهتمة بنوع معين من الكتب ولكن الموقف الذي حدث غيرني في اختيار الأفضل... وهذا ما حدث، إنها طالبة أجنبية أتت من بلادها خصيصا للبحث عن مؤلفات (الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر) وعن سيرته الذاتية وما فهمت منها أنها بصدد إعداد بحث عنه لنيل شهادة الماجستير... وهذا ما جعلني أبدأ في قراءة مقتطفات عنه لأنه كان ذا فكر عميق وله اتصال حقيقي برب العالمين من بدء نشأته حتى لحظة استشهاده وأحب أنوه أنه في يوم استشهاده الموافق 9-4-1980م أخبر طاغية عصره أنه في اليوم نفسه سيشهد لحظة السقوط إلى اللاعودة وحدث ذلك بالفعل وأمام العالم وبمذلة ومهانة... رحم الرب السيد السعيد الذي ضحى بنفسه من أجل بناء العراق وحرية شعبه من أيدي الطغاة.

الدنيا مدرسة كبيرة فيها منهج وهذا المنهج مقسم إلى حصص وهذه الحصص بدورها تأخذك إلى نهاية المطاف الجنة أم النار والمعلم في هذه الدنيا هو النبي أم الرسول الذي أرسل من قبل مدير الكون وهو رب الخليقة... فالرسول يأتيك بالكتب السماوية وفيها ما يحدد مسيرك إلى الفوز بالحياة الأبدية السعيدة إذا التزمت بحذافيرها وسرت على ما ورد فيها، وأما إذا لم يحدث ذلك فهناك جهنم تتلقفك بنيرانها... وإذا التفت إلى نفسك وعدت بها إلى الطريق الصحيح بعد ضياع فهناك الحصص الإضافية التي وجب أن تأخذها من استغفار وأدعية وتودد لمدير الكون حتى تجتاز الدور الثاني وتلحق بطلاب الدور الأول وتترك الدنيا وهفواتها وتتعلم من عبر الآخرين حتى تنجح وتنال ما تصبو إليه ألا وهو التقرب إلى الله وغفرانه وحياة أبدية سعيدة ومستقرة في ظل رب كريم.

منى الحايكي

العدد 2674 - الخميس 31 ديسمبر 2009م الموافق 14 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:44 ص

      الدنيا مدرسة

      مقال في غاية الروعة اختي منى ... سلمت يداكٍ على هالكتبات الروعة .. والله يعطيش الف عافية

اقرأ ايضاً