قال خطيب جامع أبي بكر الصديق بالمحرق الشيخ علي مطر، في خطبة الجمعة أمس، إن «العمل لغير الله سبب لضياع الأعمال والأعمار والأجر والثواب، والتوفيق والسداد والبركة وسبب لتدهور الأمم والشعوب».

واضاف «هاهو عام آخر قد انتهى وولى وذهب وانطوت أيامه، عام انقضى من أعمارنا بشهوره وأيامه وساعاته، فهنيئا لمن أحسن فيها وعمرها بالعمل الصالح». وتابع «عام كامل كان حافلا بالأعمال والطاعات، أعمال كثيرة، صلاة وصيام وصدقة وبر وصلة ومساعدة للآخرين وزيارات وعيادة مرضى ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ودعوة وإرشاد وتعليم وتلاوة القرآن وذكر... إلخ. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الأعمال التي أخذت منا الجهد والتعب والسهر والوقت والمال كانت خالصة لله ولوجهه سبحانه، أم كانت لغرض دنيوي زائل فان؟».

واشار إلى أن «الله سبحانه لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه... أمر كريم من رب غفور رحيم لعباده أن تكون أعمالنا وطاعاتنا وقرباتنا خالصة له سبحانه وابتغاء مرضاته وثوابه، لا لغرض دنيوي زائل من طلب الشهرة والسمعة،

ولا سعيا وراء ثناء الناس ونيل احترامهم وودهم، ولاحبا للظهور وطلبا للرئاسة والزعامة، ولا جريا وراء الألقاب كأن يلقب بالمحسن الكبير، والعالم الجليل، والداعية النشيط، ونصير الأيتام، وراحم الفقراء، ورائد العمل الخيري... فربما كان ما بين العبد وأخيه الإنسان عمار وبينه وبين ربه عز وجل خراب والعياذ بالله».

ثم تحدث مطر عن آفة الرياء، قائلا: «لنحذر من الرياء، فالرياء هو الشرك الأصغر، وهو الشرك الخفي المحبط للعمل... وهذا شرك الإرادات والنيات وهو بحر لا ساحل له وقل من ينجو منه، نسأل الله السلامة والثبات».