العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ

«الفرعون الصغير» يحمل آمال الفراعنة في كأس إفريقيا

يسعى لاستغلال غياب أبوتريكة وزكي لإثبات جدارته

في ظل غياب النجم الشهير محمد أبوتريكة للإصابة والمهاجم أحمد حسام «ميدو»، يمثل نجم هجوم هامبورغ الألماني سابقا ونجم بوروسيا دورتموند الألماني محمد زيدان حاليا أبرز اللاعبين المحترفين في أوروبا من بين لاعبي المنتخب المصري وعليه تعلق الجماهير أملا كبيرا في رحلة الفراعنة للدفاع عن اللقب الافريقي.

وعلى رغم وجود اللاعبين المخضرم أحمد حسن المحترف السابق في أندرلخت البلجيكي ونجم الأهلي المصري حاليا ضمن صفوف المنتخب المصري، سيكون زيدان هو أمل الفريق في هذه البطولة.

ويمتلك زيدان إمكانات تهديفية عالية ساعدته سابقا في التألق بالدوري الدنماركي قبل الانتقال إلى ألمانيا إذ تألق مع ماينز الذي أعير له من فيردر بريمن الألماني ولفت الأنظار إليه بأهدافه الوفيرة ليتعاقد معه فريق هامبورغ.

ولن ينسى زيدان صور جماهير ناديه الألماني السابق ماينز في أعقاب الفوز على بوروسيا مونشنجلادباغ 3/صفر عندما اشتعلت المدرجات لتحية اللاعبين لفترات طويلة على الرغم من هبوطهم لدوري الدرجة الثانية.

وعلى رغم تأثر زيدان بهبوط ناديه السابق، سعت أكثر من نصف أندية الدوري الألماني (البوندسليغا) للتعاقد معه بعد إحرازه 13 هدفا في الدور الثاني بمهارة عالية يحسده عليها أفضل المهاجمين وبدأت العروض تنهال عليه من أكبر الفرق في العالم. وبالفعل جاءت الفرصة الذهبية لزيدان إذ أصبح الفرعون الصغير كما أطلق عليه سابقا في الدنمارك من أصحاب الرواتب السنوية الضخمة بين اللاعبين الكبار في الدوري الألماني لكرة القدم بعدما تعاقد مع نادي هامبورغ لمدة أربعة أعوام ليتقاضى بموجب هذا التعاقد 2.3 مليون يورو سنويا.

وصرح اللاعب بأنه يريد أن يصل بناديه هامبورغ إلى القمة من خلال إحرازه الأهداف ليؤكد أنه يستحق قيمة هذه الصفقة التي بلغ حجمها نحو 15 مليون يورو والتي تشمل مقابل الاستغناء وراتب اللاعب أثناء فترة التعاقد.

وعلى رغم الشهرة الكبيرة التي نالها زيدان سابقا في الدوري الدنماركي رفض اللاعب أي محاولات لإثنائه عن اللعب لمنتخب مصر ورفض الإغراءات التي قدمت له ليكون ولاءه للمنتخب الدنماركي.

وجاء الدور على زيدان ليثبت هذا الولاء والإخلاص عمليا في الملعب وأن يرد على جلوسه احتياطيا في معظم مباريات هامبورغ من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بغانا.

وبالفعل، تألق زيدان بشكل رائع في ملاعب غانا ولعب دورا كبيرا في قيادة هجوم المنتخب المصري في رحلة الدفاع عن اللقب الأفريقي خصوصا بعدما ساهم بشكل فعال في الفوز على الكاميرون 4/2 في بداية مشوار الفريق بالبطولة وذلك بعدما سجل هدفين رائعين في هذه المباراة.

كما كان له الدور الأكبر في هدف المباراة النهائية أمام الكاميرون أيضا إذ صنعه لزميله محمد أبو تريكة الذي لم يجد عناء في تسجيله.

وعلى الرغم من تألقه مع المنتخب المصري في هذه البطولة لم يحصل زيدان على الفرصة المناسبة في ناديه هامبورغ ليتركه في نهاية موسم 2007/2008 إلى بوروسيا دورتموند الألماني.

وبعد موسم متوسط المستوى بالنسبة لزيدان مع ناديه الجديد عاد اللاعب إلى التألق بشدة مع أحفاد الفراعنة خلال كأس العالم للقارات خصوصا في المباراة التاريخية أمام المنتخب البرازيلي.

وقبل بداية هذه المباراة لم يكن أكثر المتفائلين من أعضاء البعثة المصرية أو رجال الإعلام المرافقين للبعثة أو المشجعين يتوقع أن تخرج جائزة أفضل لاعب في المباراة من بين أيدي لاعبي البرازيل المعروفين في كل أنحاء العالم بمهاراتهم الفنية الرائعة بقيادة كاكا وروبينهو ولويس فابيانو.

ولكن الفرعون زيدان خرق القاعدة وضرب بكل التوقعات عرض الحائط وخطف الجائزة بعدما تلاعب بدفاع البرازيل في أوقات عديدة من المباراة وسجل هدفين بواقع هدف في كل شوط.

وعلى الرغم من هزيمة المنتخب المصري في المباراة 3/4 فاق أداء الفريق المصري جميع التوقعات إذ كان ندا قويا لنجوم البرازيل وكان بإمكانه التقدم أكثر من مرة أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل لكن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي هوارد ويب في نهاية المباراة أطاحت بآمال الفراعنة.

وعلى رغم قصر مشوار زيدان مع المنتخب المصري والذي يمتد لأعوام قليلة نجح اللاعب في ترك بصمة رائعة مع الفريق في المباريات التي شارك فيها حتى الآن.

وبعد لدغات اللاعب القاتلة في كأس أفريقيا 2008 بغانا وهديته إلى أبو تريكة في المباراة النهائية، رد أبو تريكة إلى زيدان الهدية ومرر إليه الكرة مرتين في مباراة البرازيل ليسجل منهما زيدان هدفين في شباك المنتخب البرازيلي العريق ليؤكد زيدان أن لدغاته قاتلة بالفعل.

والحقيقة أن زيدان يمتلك جميع مقومات المهاجم العصري إذ يتمتع بالمهارة والقدرة على الاختراق وإجادة اللعب بالقدمين والتسديد القوي من مختلف الزوايا وهو ما وضح من خلال أحد هدفيه في مرمى المنتخب الكاميروني في البطولة الأفريقية.

كما يتمتع زيدان بالتزامه الخططي نظرا لاحترافه أوروبيا في سن مبكرة بعد بدايته في فرق الناشئين والشباب بنادي المصري البورسعيدي وقبل الانتقال للعب في صفوف فريق «إيه بي كوبنهاجن» الدنماركي إذ حقق مع هذا الفريق نجاحا باهرا دفعه للانتقال إلى صفوف نادي ميديتيلاند الدنماركي قبل أن يشق طريقه نحو الاحتراف بالأندية الألمانية. وتؤكد مسيرة زيدان في الأندية الألمانية على أنه المهاجم الذي ينتظر الفرصة بل ويقتنص أنصاف الفرص.

ولكن يبدو أن الفرصة التي انتظرها زيدان جاءت من أوسع الأبواب إذ تلقاها في كأس العالم الحالية للقارات خصوصا مع إصابة زميله عمرو زكي قبل البطولة ما فتح الباب أمام زيدان للمشاركة منذ البداية في التشكيل الأساسي للفريق.

ويرفض زيدان دائما مقارنته الدائمة بالنجم الفرنسي زين الدين زيدان لتشابه الأسماء ويؤكد إعجابه الشديد بزيدان ورغبته في أن يكون له اسمه وشهرته المستقلة بعيدا عن المقارنات.

العدد 2678 - الإثنين 04 يناير 2010م الموافق 18 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً