افتتح عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة «مدينة سلمان الصناعية» بالحد التي تضم منطقة الحد الصناعية ومنطقة البحرين العالمية ومرسى البحرين في حفل ضخم أقيم بالمناسبة حضره كبار المسئولين في الدولة وعدد من الدبلوماسيين.
وذكر وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو أن الاستثمارات في المنطقة تبلغ في الوقت الحاضر 3,5 مليارات دولار، وتوقع أن تنمو إلى 7,6 مليارات دولار خلال سنوات قليلة، في حين ستوفر المدينة، التي توظف الآن نحو 15 ألف شخص، نحو 34 ألف وظيفة خلال سنوات.
كما كشف عن نية البحرين إقامة هيئة ملكية صناعية في المنطقة المغمورة بالقرب من المدينة الصناعية، لاحتضان الصناعات المتقدمة والصديقة للبيئة، وكذلك توزيع الغاز والصناعات البتروكيماوية وتصفية البترول، والذي سيكون مركزا مهمّا للصناعة يمكن أن ينقل المملكة إلى مصافّ الدول الخليجية المتقدمة.
وأوضح الوزير في كلمته أن الحفل «الذي يشهد نشأة مدينة حمد الصناعية، والتي تكرمتم الآن بإعادة تسميتها «مدينة سلمان الصناعية»، وبوضع حجر الأساس لهذا الصرح يتزامن مع الذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك الحكم في هذه المملكة»، وبيّن أن المدينة هي لبنة من لبنات تعزيز البنية التحتية الهادفة إلى تحويل رؤيا البحرين الاقتصادية 2030 إلى مشروع «رائد وفريد وواعد على أرض الواقع». وقال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة: «إن تركيزنا ينصب على تنمية القطاع الصناعي وزيادة معدل نموه بمعدل 9 في المئة بحلول سنة 2014 تنفيذا للاستراتيجية الاقتصادية الوطنية 2009 - 2014، وتهيئة هذا القطاع الحيوي لاستيعاب الكوادر البحرينية بتوفيره أكثر من 30 ألف فرصة عمل».
تعهد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في رسالة رفعها سموه أمس إلى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بأن تكون مكرمة جلالته بتسمية مدينة سلمان الصناعية باسمه «نبراسا للعمل البنّاء والمنتج واستمرارا في تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية التي ابتغاها ويبتغيها العاهل كهدف للتنمية في خدمة المواطن البحريني».
وقال سموه في رسالته: «أعدكم يا صاحب الجلالة بأن أكون دوما كما عهدتم إليّ بصفتكم معلمي الأول الذي علمني أن العمل والإنتاج مقدس وأن خدمة مملكة البحرين واجب علينا جميعا أن نلبيه».
الحد - عباس سلمان
افتتح عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة «مدينة سلمان» الصناعية بالحد في حفل ضخم أقيم في خيمة بهذه المناسبة حضره كل من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وحشد كبير من المسئولين وكبار رجالات الدولة والدبلوماسيين.
وذكر وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو أن الاستثمارات في المنطقة تبلغ في الوقت الحاضر 3,5 مليارات دولار، وتوقع أن تنمو إلى 7,6 مليارات دولار خلال سنوات قليلة، في حين ستوفر المدينة، التي توظف الآن نحو 15 ألف شخص، نحو 34 ألف وظيفة خلال سنوات.
كما كشف عن نية البحرين إقامة هيئة ملكية صناعية في المنطقة المغمورة بالقرب من المدينة الصناعية، لاحتضان الصناعات المتقدمة والصديقة للبيئة، وكذلك توزيع الغاز والصناعات البتروكيماوية وتصفية البترول، وأن المشروع يقيم الآن مع الاستشاريين، والذي سيكون مركزا مهما للصناعة يمكن أن ينقل المملكة إلى مصفاة الدول الخليجية المتقدمة.
وأوضح الوزير في كلمته أن الحفل «الذي يشهد نشأة «مدينة حمد الصناعية، والتي تكرمتم الآن بإعادة تسميتها «مدينة سلمان الصناعية»، وبوضع حجر الأساس لهذا الصرح الذي يعتبر بادرة عظيمة وخطوة كبيرة وإضافة مضيئة إلى الخطوات والانجازات التي اتسم بها عهدكم الزاهر»، الذي تزامن مع الذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك الحكم في هذه المملكة»، وأن المدينة هي لبنة من لبنات تعزيز البنية التحتية الهادفة إلى تحويل رؤيا البحرين الاقتصادية 2030 إلى مشروع «رائد وفريد وواعد على أرض الواقع».
وتستثمر الكثير من الشركات الإقليمية والعالمية في «مدينة سلمان» الصناعية، من ضمنها شركة الامتياز للاستثمار، وشركة الصباح الدولية الكويتيتين، وشركة لاوشا فيبر انترناسيونال البحرين الألمانية وشركة أم تي كيو اويلفيلد سيرفسز السنغافورية، وشركة كرافت الأميركية، ومجموعة البنوي الصناعية السعودية، بالإضافة إلى شركة ألمانية بحرينية مشتركة وشركات سعودية بحرينية مشتركة وشركات قبرصية بحرينية مشتركة.
وأفاد فخرو «في تقديراتنا أن الاستثمار في هذه المدينة يمر الآن بمرحلة انتعاش ملحوظة وهو ينمو بسرعة وثقة عاليتين، ويبلغ الآن نحو 3,5 مليارات دولار، ونعتقد بأنه سوف يواصل هذا النمو ليصل بعد سنوات قليلة إلى نحو 7,6 مليارات دولار، وربما أكثر».
وأضاف: «وفي المقابل، سوف تنمو فرص التوظيف لتستوعب المشاريع الاقتصادية الحالية والمستقبلية المتوقعة والتي توظف الآن نحو 15,5 ألف وظيفة، تصل بعد سنوات قليلة إلى نحو 34 ألف وظيفة، وربما أكثر من المدراء والفنيين والمشغلين وغيرهم، ونأمل بإذن الله وبجهود جلالتكم الخيرة أن يكونوا في يوم من الأيام جميعهم من أبناء البحرين». ولم يعط الوزير البحرينية عدد الوظائف التي يشغلها الأجانب في الوقت الحاضر.
وأوضح فخر أن جلالة الملك أطلق مبادرة «لتنمية اقتصادية قادمة وواعدة في هيئة اقتصادية ملكية قريبة تقع شمال غرب هذا الموقع. ومع أنها مغمورة الآن، إلا أنها وبنظرتكم الثاقبة وعزمكم الطامح ستشع بالحركة وتمتلئ بالحياة في يوم جميل مثل يومنا هذا، لتكون المدينة الاقتصادية الأكبر والأحدث في بلدنا العزيز».
وأضاف «هيئة اقتصادية ملكية تحتوي على مئات، وربما أكثر، من الصناعات المتقدمة والمجدية والصديقة للبيئة. كما تحتوي على ميناء البحرين ومطار البحرين الكبيرين القادمين، وربما قاعدة لشبكة الخدمات والطاقة النظيفة الخضراء والصديقة للبيئة، ومراكز منابع وتوزيع الغاز، وربما التصفية النفطية والصناعات البتروكيماوية الممكنة، والخدمات المختلفة. هذا المشروع يقيم الآن مع الاستشاريين». ولم يعط فخرو كلفة المشروع ولم يعط مزيدا من التفاصيل عن الهيئة الجديدة.
وتضم «مدينة سلمان الصناعية» ثلاث مناطق، الأولى هي منطقة البحرين العالمية للاستثمار التي تبلغ مساحتها 2,5 مليون متر مربع، وصممت لاستقطاب شركات التصدير ذات القيمة العالية. وقد خصص نحو ثلثي المنطقة لنحو 48 شركة بحرينية و25 شركة دولية تصل قيمة الاستثمارات فيها نحو 850 مليون دولار. ومن ضمن الشركات الموجودة في المنطقة شركة كرافت وشركة أميانتيت السعودية وام تي كيو السنغافورية.
وتقدم المنطقة حوافز للمستثمرين تشمل إمكانية التملك بنسبة 100 في المئة للشركات الأجنبية، وتحويل كامل رأس المال والأرباح، وكذلك أسعار تأجير مناسبة للأراضي. ويقوم بيت التمويل الكويتي بتطوير «واحة بيتك» في المنطقة.
أما المنطقة الثانية وهي مرسى البحرين للاستثمار، وهو أضخم المشاريع التابعة لشركة الخليج للتعمير (تعمير)، تبلغ كلفته الإجمالية نحو ملياري دولار، ويغطي مساحة تبلغ 1,7 مليون متر مربع. ويتضمن المشروع خليط من خدمات التنمية اللوجستية والصناعية والتجارية والسكنية وخدمات الأعمال، ويتوقع أن يكون محطة عبور رئيسية للخدمات الصناعية واللوجستية.
والمنطقة الثالثة في «مدينة سلمان الصناعية» هي منطقة الحد الصناعية، وتعتبر مقرا للعديد من المشروعات الرئيسية من ضمنها الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، ومصنع كريات الحديد التابع لشركة الخليج للاستثمار الصناعي، ومصنع يونيفرسالرولنج. وتقع المنطقة على مساحة تبلغ 7,9 ملايين متر مربع.
وبين الوزير البحريني أن رؤيا جلالة الملك حمد «الثاقبة بالتأكيد على هذا المشروع الجبار للمستقبل المنظور الذي تكلمتم عنه، سيرتكز عليه مستقبل البحرين الاقتصادي الواعد وغير المحدود، وسيربط المنطقة بالجزيرة الأم ، وربما بالمدينة الشمالية وبالجسور الرئيسية مع دول مجلس التعاون، وهذا يعني ربطها بالطرق السريعة التي من شأنها الإيفاء باحتياجات البلاد وتعزيز الاقتصادي كما ونوعا وتحقيق آمال وتطلعات المواطن البحريني على جميع المستويات المعيشية».
كما كشف فخرو عن توجيهات صدرت عن جلالة الملك لابتعاث متفوقين «من العاملين في هذه المدينة للتخصص في إدارة المشاريع الصناعية في إحدى الجامعات الراقية في الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها».
ورأى فخرو أن «مدينة سلمان الصناعية» هي إحدى الوسائل الرئيسية لتحقيق الإستراتيجية الصناعية، وبالتالي الرؤية الاقتصادية، وترجمة لمشاريع متعددة تعنى الحكومة بها، «وستسهم بكل تأكيد في خلق فرص عمل حقيقية وواعدة للمواطنين، وستعزز روح المبادرة والمهارات، وتمكن القدرة الصناعية في بلدنا».
وأضاف أن «استراتجية الحكومة الصناعية تتوافق مع الرؤيا الاقتصادية لجلالة الملك وجهوده الجبارة في الإصلاح السياسي، وأنها ترتكز على صناعات معرفية ومتقدمة ومبتكرة وصغيرة، توفر وظائف ذات أجور مرتفعة ومهارات عالية، وتؤكد دور القطاع الخاص وتجذب الشركات العالمية للبحرين وتوجهاتها للتصدير».
وقال الوزير في كلمته التي ألقاها أمام الحفل « وأستسمح في هذا المقام الرفيع أن ألخص القليل من الكثير من الدالات التي يتميز بها حضوركم الشامخ والهادف في هذا اليوم التاريخي لبلدنا. فأولها، اهتمام جلالتكم اللامحدود بالاقتصاد الوطني وبالتنمية الاقتصادية وبالأخص الصناعية الذي عهدناه منكم منذ عقود. فهي بالأساس المحرك الرئيسي في اقتصاد البحرين. وهو بدون شك تتويج لتفانيكم في بلورة التنمية السياسية الرائدة التي أتيتم بها إلى ازدهار راسخ يشهد لكم بها العالم، والدالة الثانية هي رؤياكم الواضحة والطموحة للبحرين وأولوياتها التنموية التي ترتكزّ بالأساس على هذه التنمية الصناعية. إذ انطلقت الدول الكبرى، والتي تُعرف أكثرها بالدول الصناعية، إلى الأمام من خلال ما يُعرف بالثورة الصناعية والتي وضعت لبناتها الأولى في بريطانيا وبعدها في ما حولها من دول أوروبا وأميركا، في مطلع القرن الثامن عشر، وكانت انطلاقة المستقبل اللامحدود للحضارة المعاصرة التي نعيشها اليوم. والدالة الثالثة، هي بالتأكيد شغلكم الشاغل في تطوير قدرات وطاقات أبناء البلاد بعشرات آلافهم وتوظيفهم في كل المستويات لخدمة هذا البلد الطموح في آماله والأبي في عزمه، والدالة الرابعة، هي تأكيدكم المستمر على استقطاب الاستثمار الداخلي والخارجي وتطوير العمل الاقتصادي والصناعي والتجاري الهادف لكل ما فيه الخير للبحرين وأبنائها.أما الدالة الخامسة ، فهي مبادرة جلالتكم السامية في أن تكون هذه الاحتفالية وهذه الانطلاقة الخطوة الأولى الراسخة والأهم في تنمية اقتصادية قادمة وواعدة في هيئة اقتصادية ملكية قريبة تقع شمال غربي هذا الموقع أو ما يقاربه، ومع أنها مغمورة الآن، إلاّ إنها وبنظرتكم الثاقبة وعزمكم الطامح ستشع بالحركة وتمتلئ بالحياة في يوم جميل مثل يومنا هذا، لتكون المدينة الاقتصادية الأكبر والأحدث في بلدنا العزيز».
ومن ناحية أخرى قال رئيس مجلس إدارة إنوفست، التي تملك تعمير، سمير النفيسي في كلمة أمام الحفل إن مشروع «مرسى البحرين للاستثمار» الذي وقعته الشركة مع الحكومة قد جنبتها كلفة استصلاح الأراضي للاستثمار، إذ نصت الاتفاقية على أن تتحمل الشركة إنشاء البنية التحتية الكاملة وتزويدها بكافة الخدمات، مثل الطرق وشبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي، «بالإضافة إلى استحقاق الحكومة قيمة إيجار الأرض».
وأضاف «من المؤمل أن يوفر المشروع 10 آلاف فرصة عمل وفقا لتقديرات الشركة الأولية، بالإضافة إلى قدرة المشروع في استقطاب استثمارات تتراوح بين 1,5 مليار دولار وملياري دولار. وقد تم إنجاز نحو 75 في المئة من أعمال البنية التحتية التي تقدر كلفتها بنحو 250 مليون دولار».
وأفاد أنه سيتم إنشاء مصنع لمرشحات المياه في منطقة المرسى، باستثمارات تبلغ نحو 32 مليون دولار، «وهو تعاون مع شريك تقني من الولايات المتحدة الأميركية الذي سيساهم بنسبة 20 في المئة من حجم الاستثمار». وأضاف «ينتظر أن يتم تصدير أغلب منتجات هذه الشركة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مستفيدين من الامتيازات التي تضمنتها اتفاقية التجارة الحرة الموقعة معه».
والبحرين هي الدولة الخليج الأولى، والثالثة عربيا بعد الأردن والمغرب، التي تقوم بالتوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع أميركا في العام 2006.
أما الرئيس التنفيذي لشركة أميانتيت السعودية سليمان التويجري فقد أوضح في ورقة «أن ما يشجعنا كمستثمرين سعوديين، هي تلك العلاقة المتميزة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، إذ أننا نعد الاستثمار في البحرين امتدادا طبيعيا للاستثمار في السعودية. كما أن مملكة البحرين تتميز بالجاذبية الاستثمارية ووجود البيئة المشجعة على الاستثمار».
وأضاف «تشهد مملكة البحرين تطورا بشريا وعمرانيا هائلا شهد عليه القاصي والداني، لتترجم بعد ذلك الحكومة، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، هذه الرؤى إلى برامج واقعية حولت من خلالها هذا العنوان الكبير إلى واقع ملموس». كما ثمن جهود مجلس التنمية الاقتصادية، الذي يرأسه الأمير سلمان، «والذي دأب على وضع الخطط التنفيذية لتنويع مصادر الدخل سواء من خلال تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة أو من خلال سبل تمويلها وتذليل العقبات أمام المستثمرين».
وعدد عوامل الجذب التي تتمتع بها البحرين، ومن ضمنها سهولة الإجراءات اللازمة إنشاء المشاريع التنموية، وإلغاء الضرائب على المواد الخام والمعدات الصناعية وقيود التصدير، وقرب البحرين من أسواق المملكة السعودية، وهي أكبر سوق في المنطقة، بالإضافة إلى موقع البحرين الذي يؤهلها لأن تكون مركز تصدير للدول الآسيوية والإفريقية وأوروبا.
وللتأكيد على جاذبية البحرين، فقد شاهد الصحفيون قبل بدء حفل الافتتاح الرسمي لمشروع «مدينة سلمان الصناعية» مستثمرون قدموا من المملكة العربية السعودية إلى المنطقة الصناعية بغرض استئجار أراضٍ لإقامة مشروعات عليها. لكن طلب منهم العودة مجددا بسبب انشغال المسئولين بالحفل.
وشهد القطاع الصناعي في البحرين نموا بنسبة 250 في المئة منذ العام 2005، وفي العام 2008 زادت الاستثمارات في المشروعات الصناعية الجديدة على مليار دينار، في حين منحت وزارة الصناعة والتجارة موافقة أولية لعدد 295 مشروعا العام الماضي، بقيمة إجمالية تزيد على ملياري دولار.
وكان فخر قد ذكر زيارة الملك للمدينة الصناعية «تشريف لنا جميعا، واعتراف رائع نعتز به نظرا إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه الصناعة في التنمية الاقتصادية في مملكة البحرين، كما يؤكد الاهتمام الخاص والنظرة البعيدة لصاحب الجلالة الملك، والحكومة لتنويع اقتصادنا». وأضاف أن المدينة الصناعية تشكل جزءا أساسيا من خطط التنمية الاقتصادية في البحرين، وتجمع بين قطاعات التصنيع والخدمات الصناعية واللوجستية في إطار منطقة للتنمية الشاملة، تقع على مقربة من قنوات النقل الرئيسية في المملكة.
كما أن المدينة لا تتمثل في توفير أراض مزودة بالخدمات الصناعية وإنشاء البنية التحتية والخدمات الداعمة فحسب؛ بل تشكل الوسيلة التي يمكن من خلالها تحقيق رؤية الحكومة لمستقبل التنمية الاقتصادية في البحرين، وهي الوسيلة لترجمة التوقعات المستقبلية بتوفير وظائف على أرض الواقع لمواطني هذا البلد، وأنها الوسيلة المناسبة لتغذية روح المبادرة وتعزيز القدرات الصناعية الوليدة.
كما بين أن المنطقة الصناعية «ستجذب المستثمرين المحليين والأجانب والذين بدورهم لن يقوموا فقط بخلق فرص العمل، وجلب الاستثمارات إلى البحرين؛ بل سيساهمون في توريد أحدث التقنيات والممارسات في مجال إدارة الأعمال».
وجاء افتتاح «مدينة سلمان الصناعية»، بعد أسابيع من افتتاح جلالة الملك لميناء خليفة بن سلمان، والذي يعد أكبر ميناء يقدم خدمات لوجستية حديثة في المنطقة. كما أتى الافتتاح ليؤكد المسيرة الاقتصادية التي تسير عليها البحرين على رغم الأزمة المالية الاقتصادية العالمية التي أدت إلى كساد عالمي وخسائر كبيرة من المؤسسات.
أكد الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة على أن إطلاق اسم ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على المدينة الصناعية هو تتويج من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لجهود سموه الكبيرة في مجال خدمة البحرين ورؤيته الطموحة لتعزيز الاقتصاد الوطني وبناء حياة أفضل لكل مواطن من خلال ترؤسه لمجلس التنمية الاقتصادية وإطلاقه للعديد من المبادرات الوطنية الهادفة.
معتبرا أن صرح كالمدينة الصناعية بكافة مقوماتها ومميزاتها سيكون شاهدا عظيما على إنجازات صاحب السمو الملكي ولي العهد وتخليدها في الذاكرة الوطنية، كما وأن هذه المدينة ستدفع باتجاه تعزيز قدرة البحرين التنافسية وجذب المزيد من الاستثمارات الهادفة التي ستخدم سوق العمل وتوفر الآلاف من فرص العمل المجزية.
وأضاف الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في تصريح له بمناسبة افتتاح عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة صباح أمس لمدينة سلمان الصناعية، أن ما حققته البحرين من إنجازات اقتصادية هو غيض من فيض رؤى وأفكار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية فهو أول من وجه إلى مبادرات إصلاح سوق العمل و تحرير سوق الاتصالات وإنشاء شركة ممتلكات لإدارة الأصول غير النفطية للحكومة، مؤكدا على أن مجلس التنمية الاقتصادية سيسهم في تحقيق المزيد من الإنجازات اقتداء بتوجيهات سموه والتزاما بخطة عمل أعدّها المجلس لسنة 2010 تستهدف استقطاب ما لا يقل 48 شركة أجنبية تطرح أكثر من 1400 فرصة عمل.
إلى ذلك نوّه سعادة الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية بأهمية القطاع الصناعي وإسهامه في الاقتصاد الوطني، إذ تصل نسبة هذه المساهمة إلى 16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. كما وأنه يعد أحد أهم أبرز القطاعات الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة والشركات العالمية الكبرى التي ترغب في توسعة أنشطتها بالمنطقة من خلال بوابة البحرين، مستفيدة من التسهيلات والأنظمة والتشريعات التي تتميز بها المملكة وتجعلها تتصدر دول منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في مجال الحرية الاقتصادية.
وقال: «إن تركيزنا ينصب على تنمية القطاع الصناعي وزيادة معدل نموه بمعدل 9 في المئة بحلول سنة 2014 تنفيذا للإستراتيجية الاقتصادية الوطنية 2009-2014 م، وتهيئة هذا القطاع الحيوي لاستيعاب الكوادر البحرينية بتوفيره لأكثر من 30 ألف فرصة عمل».
وأوضح الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية بأن الإستراتيجية الوطنية تنضوي تحتها ثلاث مبادرات رئيسة لتعزيز القطاع الصناعي في المملكة وهي التركيز على تعظيم الاستفادة من القاعدة الصناعية الحالية، والعمل على تطوير مشتقات صناعية جديدة من المنتجات الصناعية الحالية، إلى جانب البحث عن فرص صناعية جديدة من خلال التشجيع على الأنشطة التصنيعية القائمة على الابتكار،إلى جانب اجتذاب ما لا يقل عن خمس شركات صناعية عالمية كبرى لتأسيس منشآتها الصناعية في المملكة لخدمة أسواق الدول المجاورة. مؤكدا على أن التوجه ينصب في الوقت الراهن على جذب الصناعات ذات التقنيات المتطورة والصناعات الخفيفة داخل المناطق اللوجستية والمناطق التجارية والقرى التكنولوجية المحيطة بها، مع مراعاة الاستمرار في توفير أقصى حماية للبيئة.
واعتبر الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة أن المدينة الصناعية بما تشتمل عليه من مرافق وتسهيلات خدمية متطورة هي دليل واضح على النهضة الاقتصادية الواعدة التي تستبشر بها البحرين خيرا حيث ستسهم بضمّها لكبريات الشركات والمصانع العالمية في تعزيز قاعدة الاقتصاد الوطني وبقائه على حالة من النمو والتوازن في خضم تداعيات الأزمة المالية العالمية التي انسحبت آثارها على كافة الاقتصاديات العالمية. واختتم تصريحه بالإشارة إلى أهمية افتتاح المدينة الصناعية في هذا التوقيت الزمني الذي يتقاطع مع منتدى الخليج للصناعة ومعرض الخليج الدولي للصناعة، وهي جميعها فعاليات تتوحد فيها مساعي استقطاب رجال الأعمال إلى المنطقة وزيادة التدفقات الاستثمارية إلى المملكة التي وصلت إلى 1,8 مليار دولار بحسب تقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الاونكتاد لسنة 2009.
القضيبية - مجلس الشورى
أشاد رئيس مجلس الشورى، علي صالح الصالح، بالإنجازات التي حققها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والتي استطاعت بفضلها البلاد أن تحقق قفزات نوعية في مجالات الصناعة والتجارة والتنمية البشرية والحضرية، مشيرا إلى أن ما تشهده المملكة من نمو اقتصادي هو إحدى ثمرات هذا المشروع الحضاري الذي دشنه جلالته.
وبين رئيس مجلس الشورى، أن افتتاح مدينة حمد الصناعية في هذه المرحلة التاريخية وبعد أن استطاعت المملكة تجاوز تداعيات أكبر أزمة اقتصادية عالمية يشهدها العالم في العصر الحديث، لهو دليل على قوة الاقتصاد الوطني، ونجاح السياسات التي انتهجتها المملكة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي وتحصينه ضد أي هزات تطال قطاع المال والاقتصاد، فيما يعد ذلك بحد ذاته إنجازا حضاريا كبيرا يضاف إلى سجل الإنجازات، والذي كان له دوره البارز في رسم السياسات التي عززت الاقتصاد المحلي، وأكدت سياسة تنويع مصادر الدخل القومي.
وثمن رئيس مجلس الشورى الاهتمام الذي تبديه القيادة السياسية لقطاع الصناعة والتجارة، منوها بالنتائج المرتقبة التي ينتظر أن يحققها تدشين مشروع مدينة حمد الصناعية والتي ستكون نقطة انطلاق جديدة للمنافسة في الإنتاج والجودة للعديد من الصناعات، فضلا عما يوفره هذا المشروع الحضاري الكبير من فرص عمل ستستفيد منها شريحة كبيرة من المواطنين، مفيدا بأن تدشين هذه المدينة بعد فترة وجيزة من افتتاح مشروع ميناء خليفة يوضح النهج الذي تسير عليه المملكة في التحول إلى اقتصاد قوي ومحصن.
الوسط - المحرر الاقتصادي
قال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية، نضال العوجان، إن المدينة الصناعية من شأنها أن تقدم التسهيلات والخدمات وتوفير المناخ المناسب للمستثمرين لإقامة استثماراتهم في موقع يؤمن المستلزمات ويختصر الروتين والإجراءات الإدارية من خلال النافذة الواحدة، عدا جعلها مقصدا للصناعيين والمستثمرين كافة وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فيها وتقديم التسهيلات للمستثمرين وإتاحة الفرصة للراغبين للاستفادة من ميزات المدينة الصناعية».
كيف تقيِّمون فكرة إنشاء مدينة صناعية في مملكة البحرين؟
- إن فكرة إنشاء مدينة حمد الصناعية جاءت لتواكب النهضة التنموية التي تشهدها مملكة البحرين منذ تولي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في البلاد 1999 – 2009؛ إذ قاد جلالته - طوال عشر سنوات - مسيرة زاخرة بالإنجازات وفق رؤيةٍ ثاقبة تضع مستقبل المواطن البحريني في مقدمة الأولويات، وقد جاء تدشين جلالته لرؤية البحرين الاقتصادية 2030 داعما ومعززا لبناء مستقبل أفضل لكل بحريني، ويأتي هنا دور إنشاء مدينة صناعية من شأنها أن تقدم التسهيلات والخدمات وتوفير المناخ المناسب للمستثمرين لإقامة استثماراتهم في موقع يؤمن المستلزمات ويختصر الروتين والإجراءات الإدارية من خلال النافذة الواحدة، عدا جعلها مقصدا للصناعيين والمستثمرين كافة وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فيها وتقديم التسهيلات للمستثمرين وإتاحة الفرصة للراغبين للاستفادة من ميزات المدينة الصناعية، لذا فأنا أعتبر هذه المدينة الصناعية صرحا اقتصاديا وتنمويا هائلا.
تمكن مركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة التابع إلى البنك من تسجيل مكانة مرموقة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وفي فترةٍ وجيزة. ماهي أحدث مستجداته؟
- مع مطلع العام 2009 تم الانتهاء من إجراء التوسعات في المركز وبناء الواحة الصناعية ليصل العدد الإجمالي بالتالي إلى 130 وحدة بأسعار متفاوتة تتلاءم مع حجم وطبيعة المشروع، وتبرز أهمية هذه التوسعة بما تشكله من تطوير وتفعيل لدورالحاضنات في تنمية المشاريع وصولا إلى تحقيق الهدف الرئيسي والمتمثل في المساهمة في التنمية الاقتصادية للمملكة والقائمة على المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال إنشاء مشاريع جديدة وتحسين أداء المشروعات القائمة وإذكاء روح الإبداع والابتكار في أوساط الشباب البحريني، ومساعدة المشاريع الجديدة على النمو بوتيرةٍ متسارعة وسليمة وتوفير المزيد من فرص العمل وتطوير العلاقة بين المؤسسات الكبيرة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن هنا فإن إنشاء مدينة حمد الصناعية التي سبقها كذلك افتتاح ميناء الشيخ خليفة الذي يعتبر أكبر ميناء يقدم خدماتٍ لوجستية حديثة في المنطقة، ستعمل جميعها بالتكامل مع أهداف وجودها في منطقة الحد الصناعية، ونلاحظ هنا بوضوح أن البنك من خلال مبادرات تسهيل الريادة في تأسيس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ينفذها ضمن الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية 2009-2014 يسعى إلى تطبيق هذه المفاهيم في خططه وأعماله وخدماته ومنتجاته، بما يتوافق تماما مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 بل إنه يعتبر في طليعة المؤسسات التي تعنى بأهداف التنمية المستدامة في القطاعات والمجالات كافة دون استثناء.
هل تحدثنا عن إنشاء مركز حاضنات خاص بالمرأة البحرينية؟
- أود أن أشيد أولا بخطوة قرينة عاهل البلاد، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، صاحبة السمو الملكي، الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، لاهتمامها المتواصل بدعم وتمكين المرأة، وخاصة أن ذلك يعكس تقدير القيادة لدور المرأة البحرينية ومساهمتها الجليلة في تنمية المجتمع البحريني في مختلف المجالات باعتبارها شريكا للرجل في بناء الوطن وتحمل المسئولية، ومن هنا فإن بنك البحرين للتنمية ستكون له المساهمة الفاعلة في تقديم الاستشارات الفنية والإدارية الخاصة بما يسمى مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية الذي يعتزم المجلس الأعلى للمرأة تأسيسه بالتعاون مع البنك على غرار فكرة مركز الحاضنات المتواجد في منطقة الحد الصناعية؛ إذ يهدف هذا المركز إلى تخصيص وحدات منفردة لاستيعاب مشاريع المرأة البحرينية بمختلف أنواعها وبحسب الاحتياجات.
المنامة - بنا
رفع ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رسالة إلى عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أعرب فيها عن امتنانه ووعده بأن تكون مكرمة جلالته بتسمية مدينة سلمان الصناعية باسمه نبراسا للعمل البنّاء والمنتج واستمرارا في تحقيق الأهداف التنموية والاقتصادية التي ابتغاها ويبتغيها العاهل كهدف للتنمية في خدمة المواطن البحريني، مبديا امتنانه وعرفانه لجلالته لهذا الحنو الأبوي الذي دأب دوما على إحاطته به.
وقال سموه في رسالته: «لقد أسبغتم عليّ نعمة ثقتكم العزيزة الغالية التي تشكل زاد الرحلة في خدمة مملكة البحرين لتحقيق المزيد من الرفعة والتقدم والمنعة لهذه المملكة التي سيجتموها جلالتكم بالعز والرخاء والأمن والاستقرار»، مضيفا أنه «تأتي مكرمتكم يا صاحب الجلالة اليوم بتسمية صرح حضاري وصناعي يفاخر به كل بحريني وبحرينية باسم مدينة سلمان الصناعية».
وأضاف سموه أن «هذه المكرمة الملكية التي هي إحدى عاداتكم الدائمة تنير دربي وتشد عزمي وتسهل عليّ تلبية ندائكم الأعز والأغلى في خدمة البحرين، وأعدكم يا صاحب الجلالة بأن أكون دوما كما عهدتم إلي بصفتكم معلمي الأول الذي علمني أن العمل والإنتاج مقدس وأن خدمة مملكة البحرين واجب علينا جميعا أن نلبيه».
العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ
الوظائف
مبروك لأنشاء مدينة سلمان الصناعية ونتمنى مزيد من الوظائف للعاطلين الجامعين البحرينين