حذرت المفوضية الأوروبية من مغبة تدهور الأمن الغذائي في القرن الإفريقي ودول شرق إفريقيا جراء موجات الجفاف المتلاحقة.
ونسب المفوض الأوروبي لشئون المساعدات الإنسانية والتنمية، كاريل دي غوشت، هذه الكارثة الوشيكة إلى تداعيات التغيير المناخي.
وقال: «لقد انخفض معدل الأمطار في مناطق شاسعة من القرن الإفريقي بنسبة 75 في المئة في 2009، مقارنة بالمعدلات المتوقعة، ما يضاف إلى موجات الجفاف القاسي» التي عانت منها.
وأضاف في بيان صادر عن المفضوية أن «الأهالي عاجزون عن التعامل مع هذه المشقة الحادة والطويلة التي عادة ما تضاف إلى نزاعات. والنتيجة هي أن ما يزيد على 16 مليون شخص في أمسِّ الحاجة إلى المساعدة».
هذا وقضت موجة الجفاف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على الآمال التي علقت على موسم الأمطار المعروف باسم «إل نينيو» الذي يأتي بارتفاع في درجات الحرارة في المحيط الهادي بعيدا عن شرق إفريقيا، ولكن مع التأثير على أنماط الإمطار والطقس فيها.
وحذرت إدارة المساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية أيضا من أن أمطار شهر ديسمبر/ كانون الأول كانت منخفضة عن معدلاتها المعتادة، ما قد يتسبب في أضرار جسيمه في عدة أنحاء في كينيا.
وصرح المسئول الإعلامي الإقليمي لإدارة المساعدات الإنسانية الأوروبية، دانييل ديكينسون، أنه «نظرا إلى هذا الجفاف، قدمت الإدارة مساعدات قدرها 50 مليون يورو للمتضررين في الصومال وكينيا وأوغندا، فقد استنفد الأهالي آليات الإغاثة وأصبحوا في حاجة ماسة للمساعدة».
وأفاد في حديثه لوكالة إنتر بريس سيرفس، أن نحو 3,8 ملايين كيني يعيشون الآن على مساعدات إنسانية، وأن الوضع في تدهور مستمر؛ إذ بلغت نسبة سوء التغذية الحادة 20 في المئة من مجموع السكان في خمس محافظات.
يشار إلى أن الحكومية الكينية قد زادت إنفاقها الشهري على المعونات الغذائية إلى 1,3 مليون دولار لإغاثة المواطنين المهددين بالمجاعة. وكانت الحكومة أعلنت في مطلع العام 2009 حال «الكارثة الوطنية» على ضوء تفاقم الأزمة الغذائية في البلاد، وأفادت أن 10 ملايين مواطن - أكثر من ربع السكان - يعجرون عن الحصول على الطعام.
أما في إثيوبيا، فقد أفادت إدارة المساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية أن الأحوال الغذائية قد تدهورت بحدة، ويتوقع تدهورها أكثر فأكثر، فيما تواجه الصومال وضعا مشابها يزداد حدة على ضوء النزاعات القائمة.
وعن أوغندا، أفادت إدارة المساعدات الإنسانية الأوروبية أيضا أن نحو 2,2 مليون من أهالي منطقتي أتشولي وكاراموغا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
العدد 2680 - الأربعاء 06 يناير 2010م الموافق 20 محرم 1431هـ