العدد 2683 - السبت 09 يناير 2010م الموافق 23 محرم 1431هـ

زامبيا: كيف تحول الصرف الصحي إلى ذهب؟

عندما طلب الخبير الألماني، كريستوفر كيلنير، من زملائه في رابطة المياه والصرف الصحي في زامبيا أن يجمعوا بولهم في قنينة بلاستيكية في مرحاض المكتب، اعتقدوا كلهم أنه مجنون. لكن خبير الصرف الصحي هذا ليس مجنونا على الإطلاق. كل ما في الأمر أنه يريد أن يفسر لهم لماذا يسمى البول باسم «الذهب السائل».

يشرح كيلنير أن «البول يحتوي على ثلاثة مغذيات أساسية للنباتات، عادة ما يشتريها المزارعون على شكل سماد صناعي. هذه المغذيات هي النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم». كما يحتوي البول على «ثمانية مغذيات دقيقة تحتاجها النبانات أيضا للنمو».

يحظي كريستوفر كيلنير في أبحاثه برابطة المياه والصرف الصحي في زامبيا، بدعم من هيئة بريمن للبحوث والتنمية في أعالي البحار، والمركز الألماني للهجرة والتنمية الدولية. ولم يضيع وقتا، فقد أعد بالفعل حديقة في فناء مقر الرابطة لري النباتات بـ «سماد البول» الذي يجمعه من زملائه.

ويعمل كيلنير وفريقه الآن على تطوير ما يسميه «المرحاض المنتج للأسمدة» وتعميم خطة لإقامة مراحيض مهيأة للفصل بين البول والنفايا البشرية الصلبة.

فباستعمال المراحيض الجديدة، يصب البول في مستودع مزود بضاغط وصمام لاستخدامه للري كسماد سائل. أما النفايات الصلبة فتسقط في حفرة ضحلة تغطى بالتربة ثم يتم ضغطها وتجفيفها قبل استعمالها كسماد بدورها.

والفكرة الأصلية هي تغذية نمر النباتات في المناطق المجاورة لهذه المراحيض «لكنه يمكن بيعها أيضا بالأسعار السارية أي بنحو 1,60 للطن الواحد من النفايات الصلبة المجففة» وفقا لكيلنير.

هذا وتشير الإحصاءات الحكومية للعام 2000 إلى أن المراحيض الحديثة توافرت في أقل من 15 في المئة من أسر زامبيا البالغ عددها حينذاك 1,8 مليون أسرة. كما لم تكن حتي أبسط المراحيض موجودة في المناطق الريفية والأحياء كثيفة السكان القريبة من لوساكا، والمسمى حزام النحاس المعروف بفقره الأبدي.

وشرح كيلنير أن المراحيض الجديدة الجاري إنتاجها حاليا تكلف 1800 دولار «لكن التحدي هو تطبيق الفكرة نفسها على مراحيض تكلف ربع هذا المبلغ».

كذلك فقد أعد كيلنير عدة تقديرات مؤداها أن الفرد الواحد «ينتج» 500 لتر من البول ونحو 50 كيلوغراما من البراز في السنة في المتوسط، وبالتالي ففي مقدور عائلة مكونة من ستة فراد أن تحول نفاياتها إلى سماد لتغذية حديقة أو بستان مساحته 1,000 متر مربع.

وبهذا يتوقع خبير الصرف الصحي الألماني أنه «لو نجحنا في تعميم هذا النوع من المراحيض، لاستطعنا خفض تكاليف السماد على صغار المزارعين»

العدد 2683 - السبت 09 يناير 2010م الموافق 23 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً