كنت واثقا ان لقاء البحرين - قطر هو باستمرار «ديربي» خادع... وتأكد الامر عندما توقف حصان السعودية الجامح أمام قطر... وعندما هرب البحرينيون بالعيد اليمني.

اليوم البحرين - السعودية في قمة التحدي والذكاء التكتيكي في موسم الهجرة إلى اللقب. ولأن البحرين لم يمزح ولا يريد أن يمزح في بطولة خليجية، استحوذ عليها التاريخ لفائدة أسماء معينة، فقد كان جادا أمام اليمن، وترجم جدّيّته خمس مرات... وبعدها حول المباراة إلى درس خيري مجاني في فن تمرير الكرة والاحتفاظ بها من دون أن يباشر المرمى، لأن الخمسة (ترد العين) وتقي من الحسد ولا تحتاج إلى بخور أو صفيحة حصان!

اليوم على سنونو الخليج أن يواجه صقور الخليج، وتعتبر مباراة البحرين - السعودية قمة ونهاية قبل الأوان، والأخضر اصطدم بأقوى دفاع في البطولة وخرج أمام قطر بخفي حنين، لا... العملية لا يمكن أن تستمر... لأنه ينافس على اللقب، وأمام البحرين يريد تأكيد ذلك ويريد أن يكسر النحس ويعلن أن ما حدث أمام قطر كان مجرد كبوة.

سنونو الخليج - البحرين عندما يطل فإنه يأذن بالربيع، ربيع الكرة البحرينية، ربيع أفضل فريق متطور في العام الماضي، فريق لم يعد يحتمل الظل... والأدوار المكملة للديكور، ولقاء السعودية المفتاح الحقيقي للقب، إلا إذا اعتبر فوزه الكبير على اليمن (ملحمة) تاريخية يجب الاحتفال بها والتوقف عندها، وهنا لابد أن يقول له عشاق الأبيض والأحمر وبالقسوة المطلوبة والضرورية في مثل هذه الأحوال... يقولون: «إذا لم تفز على اليمن فعلى من تريد أن تفعل، ربما كنت تفكر في التعادل»!

إن كل مباريات البطولة تعتبر سدودا، وطريقها مليئة بالأشواك والزجاج المكسور... والبحرين اليوم تواجه السعودية وبعد يومين تواجه عمان ثم بعدها الإمارات وأخيرا الكويت بعد أن تكون قد رمّمت صفوفها واندمل جرحها.

إن اكبر خطأ حسابي ترتكبه المنتخبات هو فصل مباراة عن مباراة، وكأنها تنتقي الخصوم؛ «هذا نركز عليه بقوة، وهذا عادي، والآخر في الجيب»، وفي الأخير يتحول الحساب إلى كتلة أخطاء في العرض والرقم.

بالمناسبة هناك عدد من لاعبي البحرين مراقبون من طرف الكثير من الأندية الخليجية القوية والمعروفة من أجل تعزيز صفوفها، وهذا يؤكد تطور حتى المستوى المهاري الفردي الإبداعي للاعب البحريني، وهو رصيد لابد أن يحافظ عليه ليس بالتميز والزهو ولكن باللعب الجماعي، لأن أية فردية لا تصب في الجماعية «فردية نشاز» ويرفضها المدربون رفضا قاطعا