العدد 2693 - الثلثاء 19 يناير 2010م الموافق 04 صفر 1431هـ

المؤتمر العربي الثالث للسمنة يُناقش استراتيجية موحدة للوطن العربي

تدشين مشروع النمط الحياتي للمراهقين «أطلس»

يُناقش المؤتمر العربي الثالث للسمنة والنشاط البدني الذي انطلقت فعالياته صباح أمس في قاعة المؤتمرات بفندق الخليج مشروع استراتيجية عربية موحدة لمكافحة السمنة التي من المزمع إطلاقها مع انتهاء فعالياته.

وحظي المؤتمر الذي نظمه مركز البحرين للدراسات والبحوث بالتنسيق مع المركز العربي للتغذية واللجنة العربية للسمنة والنشاط البدني بمشاركة واسعة من قبل 400 من المختصين من 15 دولة عربية، وستُقدم خلال أيام المؤتمر الثلاثة 27 ورقة علمية متخصصة أربع منها بحرينية، ويُرافق المؤتمر معرض يعرض أحدث الإصدارات في المجال التغذوي.

وقد افتتح المؤتمر رئيس المركز محمد جاسم الغتم وشارك فيه قرابة 400 من المختصين في شئون التغذية والصحة من 15 دولة عربية، وستقام خلاله ورشتا عمل معتمدتان من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، كما ستُقام خلاله أيضا ندوة النشاط البدني والتغذية ونمط المعيشة للمراهقين في الوطن العربي وتدشينها وهو ما يُسمى «مشروع أطلس».

من جهته، قال مساعد الأمين العام للدراسات العلمية بمركز البحرين للدراسات والبحوث رئيس اللجنة التنظيمية بالمؤتمر عبد الرحمن مصيقر: «تنبع أهمية هذا المؤتمر من ثلاثة جوانب مهمة، هي: تدشين مشروع أطلس وتدشين الإستراتيجية العربية لمكافحة السمنة».وأضاف «يأتي المؤتمر في وقت أصبحت السمنة فيه وباء أشد خطورة من انفلونزا الخنازير ومن الواجب أن يكون هناك تحرك جاد وعملي لمكافحتها».

وعزا مصيقر انتشار السمنة إلى عدة أسباب؛ من بينها عدم وجود برامج فعلية وشاملة لمكافحة السمنة في الوطن العربي، بل مجرد نشاطات مبعثرة لم تنجح في تقليل نسبة الإصابة بالسمنة نظرا إلى تعدد أسبابها، مثل: العوامل النفسية والصحية والاجتماعية والفسيولوجية والعوامل الغذائية والحياتية بالإضافة إلى العادات الغذائية الخاطئة التي تم تشكيلها منذ الصغر في الأسرة وربما المدرسة والمجتمع.

وبين مصيقر أن «التقارير العلمية تشير إلى أن نسبة الإصابة بالسمنة في العالم تفوقت على نسبة الإصابة بنقص التغذية والمجاعة، فيقدر أن حوالي 5 ,1 مليار شخص في العالم مصاب بالسمنة مقابل مليار مصاب بسوء التغذية والمجاعة، وحتى الدول الفقيرة أصبحت السمنة مشكلة كبيرة فيها، فقد نرى طفلا مصابا بسوء التغذية وأخاه مصابا بالسمنة، وكذلك تجدها عند الأمهات».

وأردف «هناك مقولة علمية تقول (لا يوجد مرض تتعدد فيه العوامل المسببة له مثل السمنة)، وعلى رغم النصيحة العلمية (كُل قليلا وتحرك كثيرا وتناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة وقلل من الأطعمة السريعة تعش طويلا) فإن تطبيق هذه النصيحة صعب، ومن هذا المنطلق تلعب البيئة المنزلية دورا كبيرا في تشكيل سلوكيتنا الغذائية والحياتية، ومن هنا يأتي دور الأبوين في غرس العادات الصحية السليمة في أبنائهم».

من جهته، قال الأمين العام لمركز البحرين للدراسات والبحوث عبد الله الصادق: «نأمل من خلال المؤتمر الخروج بإستراتيجية عربية لمكافحة السمنة التي باتت تؤرِّق العالم لتفشيها وارتفاع معدلاتها إلى نسب غير مسبوقة ومستمرة في التصاعد، وأصبحت السمنة هي المشكلة الصحية الرئيسية في معظم الدول العربية، وينبع خطرها من كونها مرتبطة بالكثير من الأمراض المزمنة وبخاصة أمراض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان، وهذه الأمراض هي المسئولة عن أكثر من 50 من الوفيات في الوطن العربي».

وأضاف «نأمل الخروج بنتائج وتوصيات فعالة تنعكس إيجابا على مجتمعاتنا العربية، وتسهم في نشر الوعي وتبنّي سلوكات صحية مغايرة تسهم في تحقيق الصحة للأفراد وهم الكنز الأغلى والمورد الحقيقي لكل الأوطان والمجتمعات الساعية للتنمية والتطوير، وخاصة في ظل التحديات الجسام التي تقف في وجه مجتمعاتنا العربية، وحاجاتنا المتزايدة إلى تنشئة جيل ينعم بالصحة البدنية والذهنية وقادر على بناء الحاضر والمستقبل».

يشار إلى أن المؤتمر يستعرض أحدث الدراسات والمعلومات المتعلقة بالسمنة والنشاط البدني في الوطن العربي والبرامج الناجحة في مكافحة السمنة وتشجيع النشاط البدني وتبادل الخبرات في هذا المجال، ويتطرق المختصون فيه إلى محاور مهمة عن التغذية وارتباطها بالنشاط البدني والرياضة وبرامج التوعية الصحية والتدخل الدوائي والجراحي وغيرهما في علاج السمنة بالإضافة إلى محاور تتناول برامج مكافحتها ومختلف العوامل الاجتماعية والنفسية والصحية المرتبطة بالسمنة لدى مختلف الفئات.

يهدف مشروع أطلس إلى قياس النمط الحياتي لعيِّنة عشوائية من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في تسع مدن عربية هي الرياض، جدة، والخبر في المملكة العربية السعودية، والبحرين ودبي في الإمارات العربية المتحدة، والكويت، وعمَّان في الأردن، والموصل في العراق، والقاهرة في مصر.

وتكونت عينة البحث من الطلاب والطالبات المنتظمين في المرحلة الثانوية في تلك المدن في خريف 2009 وتحديدا في شهري أكتوبر/ ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، وتم انتقاؤهم بطريقة عشوائية طبقية من المدارس الحكومية والخاصة وتم احتساب عدد أفراد العينة بحيث تعطينا ثقة مقدارها 95 في المئة وتكونت أداة القياس من استبانة قياس مستوى النشاط البدني لدى الشباب وتم التأكد من معاملات صدقها وثباتها في بحوث سابقة، والاستبانة مقسمة إلى 3 أجزاء الأول يتضمن بيانات أساسية تشمل العمر والوزن والطول ومحيط الخصر.

ويشتمل القسم الثاني إلى 28 سؤالا عن النشاط البدني والخمول البدني بما في ذلك مدة الوقت التي يقضيها الطالب أو الطالبة في مشاهدة التلفاز وفي العمل على جهاز الحاسوب أو ممارسة ألعاب الحاسوب وعدد ساعات النوم، أما القسم الثالث فيحتوي على الأسئلة المتعلقة بالعادات الغذائية سواء الصحية منها أو غير الصحية مثل عدد مرات تناول الفطور في المنزل وعدد مرات تناول المشروبات السكرية أو مشروبات الطاقة وعدد مرات تناول الأكلات السريعة في الأسبوع وعدد مرات تناول الخضراوات والفواكه وغيرها.


الفتيات يخففن أوزانهن تأثرا بصور الرشيقات في المجلات

وضحت نتائج دراسة عربية مشتركة أجرتها سبع دول عربية من ضمنها البحرين أن الفتيات العربيات يعتقدن أن صور الرشيقات في المجلات النسائية أثرت فيهن للقيام بتخفيف أوزانهن، فقد تراوحت النسبة 58 في المئة في الكويت و50 في المئة في السعودية ومصر و36 في المئة في البحرين و30 في المئة في سلطنة عُمان.

وأشارت الدراسة التي شارك فيها من البحرين عبدالرحمن مصيقر إلى أن 17 في المئة من الفتيات البحرينيات غالبا ما يُشاهدن قنوات الأزياء و18 في المئة منهن غالبا ما يقرأن المجلات النسائية والأسرية و49 في المئة منهن يقرأنها أحيانا.

وأوضحت نتائج الدراسة أيضا أن عدم القراءة أو الاطلاع القليل على المجلات النسائية كان عاليا بين الفتيات وتتراوح النسبة 33 في المئة في البحرين و60 في المئة في سورية أما بالنسبة إلى اللاتي يطلعن على المجلات النسائية في غالبية الأوقات، فقد كانت عالية في دول الخليج مقارنة ببقية الدول العربية.

وأجريت دراسة عربية مشتركة عن أثر وسائل الإعلام في نظرة الفتاة العربية إلى القوام الرشيق على طالبات جامعيات في سبع دول عربية بما فيها البحرين والسعودية والكويت وسلطنة عمان والأردن وسورية ومصر، وحددت عينة البحث من 200 إلى 250 طالبة في كل دولة تتراوح أعمارهن من 18 إلى 26 عاما.

ولم يكن تأثير التلفاز أعلى من المجلات النسائية إذ تراوحت نسبة من قلن إن صور النساء الرشيقات في التلفاز أثرت في رغبتهن في تخفيف أوزانهن بين 24 في المئة في سلطنة عمان و50 في المئة في السعودية ومصر.

وعندما سُئلت الطالبات عن أكثر الوسائل الإعلامية تأثيرا في غرس مفهوم الرشاقة لدى الفتيات في الوطن العربي احتل التلفاز الصدارة إذ تجاوزت النسبة 70 في المئة في جميع الدول.

العدد 2693 - الثلثاء 19 يناير 2010م الموافق 04 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • مقابية | 1:59 ص

      الفضاوة وماتعمل

      البدناء اللي عندهم رغبة في تخفيف أوزانهم سوف يبدلون جهدهم في سبيل تحقيق ذلك بدون مؤتمرات. هناك قضايا أهم تحتاج إلى المبالغ التي تصرف على المؤتمرات.أحنا المؤتمرات التي تعقد لمناقشة القضايا الكبرى لم نستفد منها فمابالك بهذ القضية. وكما يقال إذا أردت أن تجهض موضوع أعمل له مؤتمر.

اقرأ ايضاً