العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ

مشاحنات بين الصين وأميركا بشأن الرقابة على الإنترنت

ردّت الصين أمس الأول (الجمعة) على انتقاد الولايات المتحدة للرقابة على الإنترنت والتسلل إلى المواقع الإلكترونية في الصين محذرة من أن العلاقات بين القوتين العالميتين تتضرر بسبب نزاع يتركز على عملاق الإنترنت «غوغل».

وفي تطور جديد لمسألة تركزت عليها المناقشات بعد أن هددت «غوغل» بالانسحاب من الصين بسبب اختراق لمواقع على الإنترنت، قال محامٍ عن جماعة معنية بحرية التعبير أن مسئولين أميركيين عن التجارة يسعون للحصول على مزيد من المعلومات إذ يدرسون مطالب لرفع دعوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرقابة الصينية على الإنترنت.

وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كينتون بكين وحكومات شمولية أخرى يوم الخميس الماضي بإنهاء الرقابة على الإنترنت ووُضعت الصين ضمن دول مثل إيران والسعودية وغيرها كدول تتسم بالقمع بشكل كبير لحرية على الإنترنت.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الانتقادات الأميركية يمكن أن تضرّ بالعلاقات بين الولايات المتحدة أكبر اقتصاد والصين ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم والتي توترت بالفعل بسبب خلافات بشأن اختلال التوازن التجاري وقيمة العملات ومبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيوي «الولايات المتحدة انتقدت سياسات الصين لإدارة الإنترنت ولمحت إلى أن الصين تقيد الحرية على الإنترنت». وقال في بيان على موقع الوزارة على الإنترنت «نحث الولايات المتحدة على احترام الحقائق والتوقف عن استخدام ما يسمى بحرية الإنترنت لتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين».

وطالبت كلينتون الصين بالتحقيق في شكاوى «غوغل» بتعرضها للتسلل وقالت «الدول أو الأفراد الذين ينخرطون في هجمات على الإنترنت يتعين أن يواجهوا العواقب والإدانة الدولية». وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما يتفق مع كلمة كلينتون وإنه «مازال يشعر بانزعاج بسبب الاختراق الأمني للإنترنت» الذي وجهت «غوغل» اللوم إلى الصين بالمسئولية عنه.

وقال بيل بيرتون للصحافيين المسافرين مع أوباما جوا إلى أوهايو «كل ما نتطلع إليه من الصين هو بعض الإجابات». كما أشار المتحدث إلى أن حكومته لا تريد أن يطغى الخلاف على التعاون مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي سعت للحصول على دعم بكين في إنعاش الاقتصاد العالمي والمواجهات الدبلوماسية مثل الطموحات النووية لإيران وكوريا الشمالية.

وقال ما تشاو شيوي إن على كل من الجانبين «التعامل بشكل ملائم مع الخلافات والقضايا الحساسة لحماية النمو الصحي والمستقر للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة». ولم يفسر المتحدث سبب اعتقاد الصين - التي تحجب مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتستخدم مرشحات ضد مواقع أجنبية ذات محتوى مخالف لأفكار الحزب الشيوعي- بأن اتهامات كلينتون بالرقابة على الإنترنت لا أساس لها.

وقال أستاذ للعلاقات الدولية بجامعة «رينمين» في بكين شي يينهونج إن حملة واشنطن العلنية على الرقابة على الإنترنت لها أثر على العلاقات الثنائية. وأضاف «الصين اعترفت بأن هناك مجالات يمكن أن تحسنها ثم أدلت كلينتون بتصريحاتها في مكان عام وقارنت بيننا وبين مصر والسعودية». لذلك أعتقد أن كلمة كلينتون هذه كانت أكثر شيء غير دبلوماسي تفوهت به على مدار العام الماضي».

وسارعت بعض الإصدارات الإعلامية الصينية بانتقاد تصريحات كلينتون. لكن الكثير من التقارير الصينية حذفت من المواقع خلال ساعات من ظهورها وهو إجراء شائع عند تعامل السلطات الدعائية مع مسائل متفجرة. وفي واشنطن حاول مسئولون أميركيون تجنب تأجيج الخلاف العلني حتى عندما قالوا إنهم يؤيدون تصريحات كلينتون وسيواصلون إعلان رأيهم بشأن حرية الإنترنت.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مساعد وزيرة الخارجية كورت كامبل التقى مع السفير الصيني لدى الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي لمناقشة هذه المسألة وأن مسئولين أميركيين كبارا أشاروا إلى أن لهجته اختلفت عن بيان الوزارة الصارم.

وقال مسئول أميركي كبير «هناك أشياء تفعلها الصين للاستهلاك العلني ربما تنعكس وربما لا تنعكس في المحادثات الخاصة التي نجريها» موضحا أن التصريحات الخاصة للصين اختلفت عن الموقف العلني لكنه لم يقدم تفاصيل.

ويشتبه الكثير من خبراء الإنترنت في أن هجمات التسلل من الصين على «غوغل» وغيرها من الأهداف كانت على درجة من التطور والتعقيد بحيث يكون الضلوع الرسمي مرجحا.

وقال جيلبرت كابلان الذي مثلت شركته القانونية مجموعة «ائتلاف التعديل الأول» الذي حاول في العام 2007 تحدي قيود الصين على الإنترنت «الجدار الناري العملاق» كحاجز تجاري إن الخلاف المتعلق بغوغل ربما يساعد في إحياء تلك الحملة.

وقال كابلن وهو شريك في «كينغ وسبالدينغ»، «لقد طلبوا منا تفاصيل أخرى بشأنها. نحاول جمعها الآن تماما»، مشيرا إلى ممثل التجارة الأميركي. وطرح «الائتلاف» غير الربحي لأول مرة على مكتب «يو اس تي آر» الذي كان تديره في ذلك الوقت الإدارة الجمهورية للرئيس السابق جورج بوش في نهاية العام 2007 فكرة تحدي الجدران الصينية للدخول على الإنترنت في منظمة التجارة العالمية.

وعلى رغم أنه لم يجرَ رفع قضية فقد قال كابلان إن مسئولي التجارة الأميركيين لم يستبعدوا هذه الإمكانية. وقال كابلان «نواصل الطلب بأن يستهلوا تلك القضية». وقالت المتحدثة باسم «يو اس تي آر» ديبورا ميسلوا إن مكتبها مازال يواصل «دراسة جميع جوانب» مسألة «غوغل» المعقدة بشأن الهواجس التي تنتاب إدارة أوباما وراء نطاق التجارة. وقالت في بيان «الإدارة بانتظار رد الصين على مخاوفنا».

ومع الارتباط الاقتصادي للبلدين، فمن غير المرجح أن تتصاعد التوترات الصينية الأميركية إلى مواجهة صريحة لكن قد يجعل ذلك التعاون في المسائل الاقتصادية والأمنية العالمية أكثر صعوبة.

العدد 2699 - الإثنين 25 يناير 2010م الموافق 10 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً