سقطت طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية في البحر المتوسط بعد دقائق من إقلاعها من مطار بيروت في جو عاصف أمس (الاثنين) وعلى متنها 90 شخصا من الركاب وأفراد طاقم، يُخشى من احتمال عدم وجود أحياء بينهم.

واختفت الطائرة وهي من طراز بوينغ 737-800 وكانت متوجهة إلى أديس أبابا من على شاشات الرادار بعد خمس دقائق من إقلاعها الساعة 2.37 فجرا بالتوقيت المحلي أثناء عاصفة رعدية وأمطار غزيرة وأمواج عاتية. وتراجعت الآمال بالعثور على ناجين بعد نحو 12 ساعة من تحطم الطائرة.

إلى ذلك، أكد سفير مملكة البحرين لدى سورية عبدالرحمن مبارك السليطي عدم وجود بحرينيين على متن الطائرة الإثيوبية.

القيادة تعزي لبنان بحادث تحطم الطائرة الإثيوبية

بعثت القيادة برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة ميشال سليمان بحادث تحطم طائرة الركاب الإثيوبية قبالة السواحل اللبنانية، معربة فيها عن خالص تعازيها وصادق مواساتها في هذا الحادث الذي راح ضحيته عدد من المواطنين اللبنانيين.

كما بعثت القيادة برقية تعزية مماثلة إلى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، معربة فيها عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة في هذا الحادث المفجع.

سليمان يستبعد أي عمل إرهابي...وحداد وطني في لبنان

تحطم طائرة إثيوبية تقل 90 راكبا بعد إقلاعها من مطار بيروت

بيروت - أ ف ب، رويترز، د ب أ

تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها من بيروت متوجهة إلى أديس أبابا فجر أمس (الاثنين) وعلى متنها 90 راكبا وبدأت على الفور أعمال البحث عن ناجين وسط أحوال جوية سيئة للغاية.

وأوضح وزير الأشغال اللبناني غازي العريضي للصحافيين إثر اجتماع عقده مع المسئولين في المطار إن «الطائرة تقل 90 شخصا: 83 راكبا وطاقمها المؤلف من سبعة أشخاص». وفند العريضي جنسيات الركاب وقال إنهم «54 لبنانيا، 22 إثيوبيا، عراقي واحد، سوري واحد، كندي واحد من أصل لبناني، روسية واحدة من أصل لبناني، فرنسية واحدة، وبريطانيان إثنان من أصل لبناني».

وأشار العريضي إلى أن «العمل بدأ بالبحث عن ناجين بمساعدة بحرية وطوافات الجيش اللبناني وبحرية قوة الطوارىء الدولية (اليونيفيل) وأجهزة الصليب الأحمر الدولي».

وقال: «الطائرة هوت «غرب بلدة الناعمة (12 كلم جنوب المطار) على بعد 3,5 كلم من الشاطئ». وأضاف «على الفور، شكلنا لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين من بينهم مكتب التحقيق الفرنسي المختص بهذا النوع من الحوادث». وقال «بقي التواصل مستمرا لبضع دقائق بين برج المراقبة وقائد الطائرة لمساعدته على تحديد المسارات المطلوبة، ثم انقطع الاتصال واختفت الطائرة عن شاشات الرادار».

وأعلن وزير الدفاع اللبناني إلياس المر في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس إن «عامل الطقس هو مبدئيا سبب حادث الطائرة الإثيوبية» التي سقطت فجرا في البحر . إلا أنه قال مساء أمس إن التسجيلات في برج المراقبة في مطار بيروت تثبت أن قائد الطائرة طار في اتجاه معاكس لذاك الذي أوصاه به برج المراقبة.

وقال المر في مقابلة تلفزيونية إن «برج المراقبة طلب من قائد الطائرة أن يقود طائرته في اتجاه معين» تفاديا للعواصف، «إلا أنه سلك اتجاها معاكسا». مؤكدا أن أسباب عدم تجاوب قائد الطائرة لم تعرف بعد، وقد تكون خارجة عن إرادته. وكانت مصادر ملاحية أفادت في وقت سابق وكالة «فرانس برس» آن على متن الطائرة 92 شخصا: 83 راكبا من بينهم 51 لبنانيا إضافة إلى طاقم من تسعة أشخاص. وذكر شهود عيان أنهم رأوا كتلة من النار تهوي في البحر. وكانت الطائرة، وهي من طراز بوينغ 737، أقلعت في رحلة تحمل الرقم 409 عند الساعة 2,30 بالتوقيت المحلي وسط أحوال جوية سيئة، كما ذكرت المصادر الملاحية.

من جانبه استبعد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أي «عمل تخريبي» وراء سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية بعد دقائق من إقلاعها من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت فجر أمس.

وقال الرئيس سليمان في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن هذا الاحتمال «حتى الآن استبعد عملا تخريبيا والتحقيق يكشف كل شيء».

وأعلن وزير الأشغال اللبناني غازي العريضي أنه «على الفور شكلنا لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين من بينهم مكتب التحقيق الفرنسي المختص بهذا النوع من الحوادث». وفي قاعة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي التي فتحت لاستقبال الأهالي منذ الصباح الباكر، انهار رجل ستيني وهو يصرخ: «ابني ابني». عناصر الصليب الأحمر تسارع إلى نجدته، بينما زوجته تصرخ قربه «كلهم شباب حلوين، اين ابني؟ اي ابني؟». وبدأ الأهالي يتدفقون منذ السادسة صباحا إلى المطار وسط طقس عاصف وماطر زاد من أجواء الحزن المسيطرة في المكان. وارتفع عدد الأهالي والسائلين تباعا: العشرات يدخلون، ينظرون يمنة ويسرة، عيونهم مليئة بالدموع، وبينهم عائلات بكامل أفرادها.

وأعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي أمس. وزار رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري المطار لمواساة أقارب ركاب الطائرة المصابين بالذهول والذين ينتظرون أية معلومات تفيد بالعثور عن ناجين وكان بعضهم غاضبا بسبب السماح للطائرة بالإقلاع في هذه الأحوال الجوية السيئة. وقال قريب لأحد الركاب لمحطة تلفزيون محلية «كان يجب تأجيل الرحلة لمدة ساعة أو ساعتين لحماية الركاب. كانت هناك صواعق قوية ونحن نسمع أن الصواعق تضرب الطائرات لاسيما خلال الإقلاع».

وقال ويك إنه لا يعتقد أن الطيارين كانوا سيقلعون إذا كانت الأحوال الجوية خطيرة. وأضاف في مؤتمر صحافي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا «كانت هناك ظروف جوية سيئة. إلى أي مدى كانت سيئة؟ ليس بوسعي أن أقول. ولكن ما أشاهده كان الجو مقبولا على الأرجح إذ إنها إن لم تكن كذلك كانوا لن يقلعوا».

وتشارك في عملية البحث قوات حفظ السلام الدولية العاملة في لبنان التابعة للأمم المتحدة وطائرة مروحية قبرصية وطائرة مروحية عسكرية بريطانية متمركزة في قبرص وقوات من البحرية الأميركية من طائرات مروحية وسفن وغواصين.

وأوضح ويك أن الطائرة المصنعة العام 2002 أجرت صيانة آخر مرة في 25 في ديسمبر/ كانون الأول ولم تكن هناك مشاكل تقنية. وتقول شركة الطيران الإثيوبية إنها تسير رحلات جوية منتظمة إلى لبنان يستقلها رجال أعمال ومئات من الإثيوبيات اللائي تعملن في لبنان كخادمات. وقالت مصادر لبنانية إن بعض الركاب كانوا في طريقهم إلى انغولا وبلدان إفريقية أخرى. إلى ذلك أعلنت السفارة الفرنسية في بيروت أن زوجة السفير الفرنسي في لبنان كانت ضمن ركاب طائرة شركة الخطوط الجوية الإثيوبية التي تحطمت قبالة الساحل اللبناني. من جانبها صرحت مصادر من فرق الاتقاذ اللبنانية بأنها انتشلت 28جثة لركاب كانوا على متن الطائرة.

نائب من حزب الله يؤجل سفره فينجو من الحادث

قال النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني نوار الساحلي إنه كان من المقرر أن يسافر على متن الطائرة الإثيوبية التي سقطت وعلى متنها 90 شخصا عقب إقلاعها من بيروت في طريقها الى أديس أبابا لكنه ارجأ سفره قبل يوم. وقال الساحلي لتلفزيون محلي في مطار بيروت «كتب الله لي عمر جديد. هذا قدر الإنسان ... الله يرحم الذين ماتوا والله يصبر أهلهم. لا شك هذه كارثة وطنية كل لبنان مفجوع اليوم». وأضاف «بالنسبة لي أنا أقول الحمد لله ليس معروفا قدر الإنسان في أي لحظة تأتيه المنية. الحمد لله». وقال الساحلي إنه كان من المقرر أن يتوجه إلى أوغندا للمشاركة في مؤتمر البرلمانات الإسلامية «كانت طائرتي عن طريق أديس أبابا وأجلنا السفر بسبب جلسة اليوم.