يمر اليوم فريق التويوتا بفترة تغيير لمفاتيحه الاساسية، فبعد انضمام مايك غاسكون مديرا تقنيا، يترك أوف اندرسون، المدير العام بعد ثلاثين سنة من الادارة الحازمة والجدية. والعنوان العريض والظاهري هو كبره في السن. ولكن هل هذا هو السبب الوحيد؟
يبلغ أوف اندرسون الخامسة والستين من العمر. هو سويدي الجنسية. بدأ اندرسون مسيرته المهنية في عالم السيارات كسائق راليات في العام 1962م وبدأ بالتدرج صعودا وأصبح سائقا لانسيا في العام 1967م وكان فوزه الابرز مع «ألباين رونو» فربح رالي مونتي كارلو في العام 1971م.
في مناسبات عدة، كان جان تود السائق المساعد لأوف اندرسون. وجان تود هو المدير المشهور في فريق الفيراري فهو يشكل مع كل من روس براون ومايكل شوماخر دعائم الفريق الايطالي.
انسحب أوف اندرسون من المنافسة بعد أن اثبت قوته وجدارته كسائق سباقات وتفرغ لتطوير فريق تويوتا الذي دخل العام 2002م الى عالم الفورمولا 1.
اليوم ينسحب السويدي من ادارة فريق تويوتا ليصبح بالتالي مستشارا في الفريق وليحل «تسوتومو توميتا» مكانه. وفي تعليق له قال هذا الأخير: «لا يمكننا ان نشكر أوف بشكل كاف لمساهمته في انجازات ونشاطات تويوتا. وتنحي اوف هو جزء من سياسة الفريق التي تحرص على أن يأخذ موظفوها ادوارا جديدة في مرحلة من مراحل حياتهم المهنية مع الشركة».
وسيقوم توميتا بإدارة الشركة ونشاطات السباق مع المدير جون هويات. ويهدف الى ايصال فريق تويوتا ليصبح احد اهم فرق الفورمولا 1 في اقرب وقت ممكن اخذين نصائح اوف اندرسون بعين الاعتبار. وكان لأوف اندرسون تعليق بدوره فشكر فريق تويوتا على الفرص التي اعطيت له وقال إنه فخور لأنه سيكمل في مساعدة الفريق. ويشير اندرسون بانه بدأ في بلجيكا مع ثلاثة اشخاص من ثلاثين سنة ومن ثم وضع نصب عينيه اهدافا تمكن من تحقيق معظمها.
ويعلن اندرسون انه متأكد من ان تويوتا ستبرع في عالم الفورمولا 1 وهو متشوق لمشاهدة أول فوز لها في المستقبل. وفي جعبة فريق تويوتا ثمانية عشرة نقطة تمكن من الحصول عليها خلال السباقات الثلاثة والثلاثين التي اشترك فيها منذ دخوله عالم الفورمولا 1 في العام 2002م احتل الفريق المركز العاشر في تلك السنة وحل في المركز الثامن هذا الموسم.
في الموسم الأول بدأ الفريق تجربته مع كل من ألن ماكنيش وميكا سالو ومن ثم استبدل السائقان بكريستيانو دا ماتا واوليفيه بانيس فكان دا ماتا ابرز السائقين الجدد خلال الموسم الماضي فاحضر دم الشباب والتجديد للفريق بينما احضر اوليفيه بانيس الخبرة وسنوات التجربة. يبدو أن الفريق راض عن اداء السائقين إذ تقرر ابقاءهما في موسم العام 2004م الجاري.
في الشهر الماضي، ارتبط اسم فريق تويوتا في التحقيقات التي تقدم بها فريق الفيراري عن عملية تجسس.
أنجيلو سانتيني، الموظف السابق في الفيراري، وموظف تويوتا الحالي كان رهن التحقيق وهو موظف في قسم الانسيابية. ويقول المتحدث باسم التويوتا إن الفريق لطالما اراد الانضمام لرياضة الفورمولا 1، ولكنه ابدا لن يقوم بأية خطوات قد تتعارض مع المبادئ والاخلاق الرياضية. فتويوتا لطالما اعتمدت على الارقام والبراهين.
فهل يكون لهذه الفضيحة دخل في ابعاد أوف اندرسون الذي كان من المفترض ان يبقى مع الفريق حتى نهاية الموسم المقبل؟ ام هل كان السويدي كبش محرقة لاسكات الاقاويل؟ أم ان سياسة التغيير مستمرة في الفريق حتى ايجاد التركيبة المناسبة على امل ايصال الفريق الى المراتب الأولى...؟
العدد 487 - الإثنين 05 يناير 2004م الموافق 12 ذي القعدة 1424هـ