العدد 492 - السبت 10 يناير 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1424هـ

إيماكس تغلق أبوابها

إن هذه قصة ثورة خاطئة في عالم السينما في بريطانيا. وتشير هذه القصة الى أن شركة السينما ايماكس IMAX التي تعرض أفلام هوليوود الناجحة والمثيرة للغاية مع تأثيرات خاصة رائعة، تواجه بعض المشكلات، ففي ديسمبر/ كانون الأول الماضي أغلقت واحدة من تسع دور سينما تابعة ايماكس أبوابها بينما تحاول الأخرى جاهدة جذب الزبائن في بريطانيا. ويقول خبراء صناعة السينما إن الكلفة العالية لشراء الأفلام قد قلصت بشكل كبير أرباح دور السينما في بريطانيا بينما عملت أسعار التذاكر المرتفعة التي تباع للزبائن على زيادة مشكلات إيماكس.

وقد أدى نقص أفلام هوليوود التي تنتج بالشكل الملائم على اعتماد إيماكس على الأفلام الوثائقية المؤثرة بشكل كبير.

وتم عمل نسخة كبيرة جديدة لفيلم Apollo 31 وأحدث فيلم لحرب النجوم بعنوان Attack of the clones بطريقة رقمية وتم عرضهما في عدة دور للسينما. وفي الصيف الماضي أظهر فيلم Matrix Reloaded The وهو النسخة الكبيرة الجديدة التي تم عملها رقميا مدى النجاح الذي حققته إيماكس اذ امتلأت دور السينما بشكل كامل في جميع أرجاء بريطانيا.

ولكن فيلم Matrix لم يستطع ان ينقذ سينما ايماكس في بيرمنغهام، ففي الشهر الماضي أغلقت السينما أبوابها بعد أن تكبدت خسائر وصلت الى 600,000 جنيه استرليني اذ كانت تعرض الأفلام أحيانا لأربعة أشخاص فقط وأدى هذا الاغلاق الى ترك ثاني أكبر مدينة بريطانية من دون سينما ايماكس على مساحة قطرها مئة ميل.

وأنحى المتحدث باسم Millennium point المجمع الذي كانت ايماكس تتخذه مقرا لها مايك ديزني، باللائمة على نقص نوعية وكمية الأفلام المتوافرة قائلا إن عملية بيع المنتج أصعب من الخبرة السينمائية العادية.

ومع ذلك فإن الأفلام الوثائقية قد لاقت إقبالا جماهيريا في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال حقق فيلم Everest ريعا وصل الى 78 مليون دولار كما أن أفلام T - REX Mysteries of Egypt و space station 3 - d Back to the CretaceousAcross the sea of time وغيرها من الأفلام الوثائقية كانت من أعلى عشرة أفلام من حيث النجاح وبيع التذاكر.

واعترفت مؤسسة Imax بخيبة أملها بالنسبة الى حجم الأداء في المملكة المتحدة.

يقول نائب رئيس Imax لتطوير السينما وتوزيع الأفلام لاري أوريلي: ان الكثير من دور السينما في بريطانيا لا توجد في المكان الصحيح في المدينة، كما أن المؤسسات السينمائية تعاني من نقص الأموال ولا توجد لديها سوى موازنة قليلة للتسويق. اننا مصابون ببعض الإحباط من بيع التذاكر في بريطانيا اذ إن المبيعات أقل من مثيلاتها في الدول الأوروبية الأخرى. لقد شهد بيع التذاكر في العامين الماضيين انخفاضا أكثر من المتوقع.

أما المدير التجاري لسينما Imax في برستول - التي لا تتوقع أن تخرج من غير ربح أو خسارة هذا العام - تريس جوير فيعترف بأن حجم المبيعات من التذاكر لم يتحرك في بريطانيا التي كانت تتوقعها صناعة الأفلام. ويبدو أن الأفلام لم تنل استحسان المشاهدين مثلما هو الحال في الولايات المتحدة.

ومازالت هذه الأفلام التي تقدمها دور سينما Imax من أفضل الأفلام في العالم وبالنسبة الى البعض ستظل هذه الأفلام في المقام الأول، ولكن هذا لا يعني نموا في السوق وهو أمر يدعو الى القلق.

وعبر المدير العام لسينما Imax مارك روبنسون في بورنماوث عن القلق بالنسبة إلى وضع دور سينما Imax قائلا إنه من الصعب أن تعمل هذه الدور على مدار العام.

ويمضي روبنسون قائلا: إن المنتج لا يروق للمتردد العادي على السينما. إن العملية تتمثل في جذب المشاهد. ويتم تحقيق مبيعات جيدة في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الأخرى ولكن أسعار الأفلام غالية بدرجة كبيرة بحيث لا تستطيع دور السينما الشراء بكميات كبيرة.

وطبقا لما يقوله كبير محللي وسائل الاعلام في المجلة التجارية Screen Digest باترك فون سايكووسكي، فإن Imax لن تكون أكثر من مؤسسة سينمائية موجهة لفئة معينة من الناس في بريطانيا، ويقول سايكووسكي إنه سيكون هناك المزيد من الاغلاقات وإن Imax ستظل موجهة الى فئة معينة من المشاهدين وتكمن المشكلة في أن Imax تمر بمرحلة انتقالية صعبة. لقد كانت Imax تقدم بشكل مطرد عددا من الأفلام الوثائقية الجيدة وبدأت الآن تحاول تقديم أفلام ترفيهية.

ولكن هذه المحاولة الجديدة لم تلق قبولا كبيرا من مشاهدي الأفلام في ليلة الجمعة، لذلك يجب على Imax عدم الافراط في طموحاتها.

( خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»

العدد 492 - السبت 10 يناير 2004م الموافق 17 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً