قال رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة «ان عملية التنمية والتقدم في مملكة البحرين مستمرة في الدوران وتسير بوتيرة متسارعة، وان الانظمة والقوانين والتشريعات التي تتوافر في البحرين والمناخ الديمقراطي فيها يكفلان نجاح المشروعات الاستثمارية والتي ستتعاظم فرص نجاحها مع توقيع اتفاق التجارة الحرة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الاميركية في القريب العاجل».
منوها سموه في هذا الاطار بان البحرين ستكون من اولى الدول التي ستوقع هذا الاتفاق وان ذلك قد تحقق بفضل ما تتمتع به انظمتها من كفاءة وتشريعاتها من قوة وما يشهده اقتصادها من تطور مطرد وما حققته من انجازات تنموية وديمقراطية مشهودة.
جاء ذلك في اللقاء الصحافي الذي عقد صباح أمس بين سموه وعدد من رؤساء ومحرري كبريات الصحف الهندية إذ اعرب سموه في اللقاء عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتينة التي تربط مملكة البحرين وجمهورية الهند. كما عبر سموه عن سعادته بنتائج المحادثات التي اجراها مع القيادة الهندية، منوها بأهمية الاتفاقات الثنائية التي وقعت بين الجانبين والتي ستعزز من علاقات التعاون الثنائي في الكثير من المجالات. كما اعرب سموه عن امله في ان يسهم التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين في الاستفادة بما يتوافر لديهما من امكانات وخبرات يمكن تبادلها وخصوصا من خلال المشروعات المشتركة. وفي رد لسموه على سؤال عن اوضاع الجالية الهندية العاملة في البحرين ومدى تأثير سياسات البحرنة على استقطاب العمالة الهندية لمملكة البحرين قال سموه «ان الجالية الهندية في البحرين تحظى بكل رعاية واهتمام على المستويين الرسمي والشعبي وتمارس حقوقها وطقوسها الدينية بكل حرية واحترام، وهي تسهم بنصيب وافر في المشروعات التنموية التي تشهدها البحرين». وعن سياسة البحرنة وتأثيرها على استقطاب العمالة الهندية اوضح سموه «ان البحرين قد انتهجت سياسة البحرنة بهدف اعطاء الاولوية في فرص العمل لمواطنيها، ولحثهم على المزيد من التدريب واكتساب الخبرات»، منوها بان «التنمية والمشروعات الكبيرة التي تشهدها البحرين انما توفر الكثير من فرص العمل وتفتح ابوابها امام الجميع طالما ان ذلك ليس على حساب المواطنين»، معربا «عن اعتزازه بارتفاع نسبة القوة العاملة للمواطنين مقارنة باجمالي قوة العمل وهو ما تنفرد به البحرين مقارنة بالدول الاخرى المجاورة». وفي هذه الاطار جدد سموه الثقة بقدرات المواطن البحريني ومهاراته التي تؤهله للعمل والنهوض بمختلف المجالات، مشيرا سموه في هذا الصدد الى «وجود اكثر من 4500 مواطن يعملون في القطاع المصرفي ويعدون من خيرة العاملين في هذا المجال الذي تحظى البحرين بسمعة طيبة فيه اذ تعد مركزا مرموقا له لما توفره من بنية تحتية ومناخ جاذب يكفل الحماية للمستثمرين في ظل مؤسسات ديمقراطية وتشريعية متطورة».
حضر صاحب السمو رئيس الوزراء في اليوم الاخير من الزيارة الرسمية لجمهورية الهند جلسة العمل التي عقدت صباح أمس بين رجال الاعمال من مملكة البحرين ونظرائهم في جمهورية الهند والتي نظمها اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية واتحاد الصناعات الهندية. وبهذه المناسبة القى صاحب السمو رئيس الوزراء كلمة اعرب فيها سموه عن سعادته بحضور هذا اللقاء الذي يجمع نخبة متميزة من كبار رجال الاعمال في البلدين، مشيدا سموه بالدور الذي يمكن ان يضطلع به رجال الاعمال في البلدين في دعم وتعزيز العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، منوها بالدور التاريخي الذي لعبته التجارة والاعمال في توثيق علاقة البحرين بالهند. وفي هذا الاطار دعا سموه رجال الاعمال في البلدين الى استغلال الفرص والامكانات كافة والتسهيلات المتاحة في كلا البلدين للمزيد من دعم علاقات التجارة والاستثمار فيما بينهما بما يعود بالخير والمنفعة على الشعبين الصديقين.
هذا وقد غادر صاحب السمو رئيس الوزراء أمس نيودلهي بعد ان اختتم زيارته الرسمية لجمهورية الهند والتي استغرقت اربعة ايام في الفترة 11 - 14 يناير/ كانون الثاني الجاري تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي اجرى سموه خلالها مباحثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات وخصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمار وغيرها من المجالات. كما تناولت المباحثات القضايا الخليجية والعربية والدولية الراهنة اضافة الى الاوضاع في جنوب شرق آسيا والقضايا موضع الاهتمام المشترك.
وقد صدر بيان مشترك بين البلدين تضمن الاتفاقات ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها. اضافة الى تقارب وجهات النظر في الكثير من القضايا الإقليمية والعربية والدولية
العدد 496 - الأربعاء 14 يناير 2004م الموافق 21 ذي القعدة 1424هـ
