قال الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة أمس: إن «المخالفات على ملف التجنيس بين الحكومة والمعارضة، وبين أعضاء لجنة التحقيق فيما بينهم، يدفع الشعب إلى ضرورة المطالبة بتجلية الحقيقة، وإتاحة الفرصة للدراسة المستفيضة للمسألة من فريق يتمتع بالحيادية والشفافية والموضوعية والنزاهة، أو يشاركه فيه أطراف معارضة»، معتبرا أن المخالفات في هذا الملف، أكانت قانونية أم إدارية، تعد اختراقات لابد من محاسبتها، وإسقاط كل جنسية تترتب عليها.
ولفت قاسم إلى «ان ملف التجنيس ملف ساخن وحساس ومثير ومهم جدا، وله خطر كبير على حاضر الوطن، وآثاره المستقبلية أخطر، فآثاره السلبية لا تقتصر على طائفة دون أخرى، وهي تطول كلا من الشعب والحكومة».
الوسط - سلمان عبدالحسين
قال الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام الصادق في الدراز: «إن ملف التجنيس ملف ساخن وحساس ومثير ومهم جدا، وله خطر كبير على حاضر الوطن، وآثاره المستقبلية أخطر، فآثاره السلبية لا تقتصر على طائفة دون أخرى، وهي تطول كلا من الشعب والحكومة» مشددا على أن المجنس لا يمكن أن يرتبط بوطن ويكون مخلصا له، فيقدم مصلحة الوطن على مصالحه في أيام، «فالارتباط بأرض جديدة بعد ارتباط مكين شديد بأرض أخرى، بحيث يحل الارتباط الثاني محل الأول ليس بالأمر السهل».
ولفت قاسم إلى أن «المخالفات على ملف التجنيس بين الحكومة والمعارضة، وبين أعضاء لجنة التحقيق فيما بينهم، يدفع الشعب إلى ضرورة المطالبة بتجلية الحقيقة، وإتاحة الفرصة للدراسة المستفيضة للمسألة من فريق يتمتع بالحيادية والشفافية والموضوعية والنزاهة، أو يشاركه فيه أطراف معارضة» معتبرا أن المخالفات في هذا الملف - سواء كانت قانونية أم إدارية - اختراقات لابد من محاسبتها، وإسقاط كل جنسية تترتب عليها».
وأكد قاسم أن أصل قانون التجنيس إذا ثبت إضراره بمصالح الوطن والمواطنين، فلابد من إعادة النظر فيه، إذ أورد عن المجنسين أسئلة منها: من أي مستوى هم المجنسون؟ هل هم علماء أم خبراء لامعون؟ أم هم شرطة عاديون ومعذبون قساة؟ وما وظائفهم التي يشغلونها في البحرين، وما وظائفهم التي يشغلونها في بلدانهم الأصلية؟ هل فيهم عاطل عن العمل كما هم المواطنون الأصليون؟ هل فيهم من لا مسكن له، وهل بقي أحدهم كسيرا قبل أن يحصل على مسكن؟ وتساءل أيضا: هل فيهم من يتوقع سقوط منزله عليه؟ وكيف صار المجنس مواطنا من الدرجة المتقدمة، ومواطنون أصليون كثيرون أصبحوا في درجات متأخرة؟ أسئلة كثيرة وملحة، تتطلب جوابا جديا وموضوعيا وشفافا ونزيها على حد تعبيره، طالب قاسم الحكومة بالإجابة عليها.
وفي جامع الرحمة في المحرق، وقف خطيب الجامع الشيخ عبدالرحمن الشاعر على ثلاث محطات من خطبة الوداع، إذ تكلم الرسول في المحطة الأولى - كما قال - عن الممارسات العنصرية في الجاهلية، فوضع جميع العادات الجاهلية والقبلية تحت قدميه، ونادى بالقضاء على هذه العنصرية منذ أكثر من ألف عام، بينما بعض الدول التي تدّعي أنها في مقدمة الركب، منها أميركا مازالت تميز بين مواطنيها بحسب اللون.
أما المحطة الثانية التي تطرق إليها الشاعر بحسب خطبة الوداع، فاهتمام الرسول الأعظم (ص) بالمرأة، التي كانت في الجاهلية لا قيمة لها، في حين قرر الرسول لها الكثير من الحقوق، وطلب من الرجال الإحسان إليها، لأنها تشكل نصف المجتمع، وهي تلد النصف الآخر، وبالتالي فهي في الحقيقة الأمة بكاملها، بينما من ينادون بحرية المرأة وإعطائها حقوقها، يريدون القضاء عليها، بسلب عفتها، وجعلها سلعة رخيصة بيد الرجال.
أما المحطة الثالثة في حديث الشاعر فكانت عن حقوق الإنسان، إذ ذكر في هذا المجال حديث الرسول «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم، ببلدكم هذا» دليلا على وضع حقوق الإنسان في الإسلام، بينما نجد - كما قال - إن المنظمات العالمية اليوم، التي تطالب بحقوق الإنسان هي التي تقتل الإنسان وتعذبه وتسجنه»
العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ