يتأهب مركز جوسلين للسكر لفتح أبوابه أمام مرضى السكر خلال أسابيع قليلة. ويعد هذا المركز الذي بلغت كلفته 3 ملايين دينار أول فرع لجوسلين خارج الولايات المتحدة الأميركية، ليتخذ من أرض المملكة مقرا له.

ويقول مدير العلاقات العامة والتسويق بالمركز وحيد البلوشي: «للمركز حوالي 20 فرعا في الولايات المتحدة نفسها، وافتتاح مركز خارج الولايات يعد تجربة جديدة بالنسبة إليهم وينطبق الوضع علينا في المملكة، ومركز جوسلين البحرين مشروع وطني يخدم العالم والمنطقة وهو ليس مشروعا تجاريا البتة».

مضيفا أن «المركز في البحرين لديه اتصال مباشر بالمركز الأم بالولايات المتحدة، وبالتالي فإن لديهم حق الاطلاع بحكم الاتفاق على المعلومات كافة، ولابد أن نشير إلى أن جل الأطباء استشاريون ولا يوجد لدينا أطباء عامون في المركز، فالزائر يجد عيادات الغدد الصماء والسكر في الطابق السفلي، وإذا كان المريض يعاني من مضاعفات يقوم أطباء الطابق السفلي بتوجيه المريض إلى العيادات المتخصصة التي تتناسب مع حالته».

ويشير البلوشي إلى أنه «يتميز مركز جوسلين البحرين بوجود عيادة غير موجودة في أي مكان آخر بالمملكة ولا نبالغ عندما نقول إن هذه العيادة غير موجودة حتى في الخليج أو يندر وجودها، ألا وهي عيادة القدم (...) هذا وتحتوي كل غرفة من غرف العلاج والتشخيص على جهاز كمبيوتر موصل بالمركز الأم بالولايات المتحدة، ويقوم الطبيب بإدخال معلومات التشخيص عبر الجهاز وتصل مباشرة إلى المركز الأم، ونحن نقدم جل هذه الخدمات لأننا نعتبر المريض شريكا لأن السكر مرض لا ينتهي».

وإلى جانب هذه الميزة يضيف البلوشي قائلا: «لدينا أيضا مركز شبكة جوسلين لتخصص العيون، وهو عبارة عن جهاز يفحص قاع العين ويعطي الشخص تنبؤا مستقبليا إذا كان سيصاب بضعف في البصر ومتى يكون ذلك، هذا الجهاز موصل بخط الإنترنت في جوزلين بهارفر وهو لا يحتاج بالنسبة إلينا إلا لفني يقوم بالفحص والنتائج ترسل بعد التشخيص من جوزلين هارفر، وبهذا نحن نمكن الزائر من الحصول على نتائج من الولايات المتحدة مباشرة من دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج».

ويحتوي المركز على صالة رياضية يوجد بها متخصصة علاج طبيعي، فبحسب البلوشي قد يقرر الطبيب أن المريض بحاجة إلى علاج طبيعي وأن «المريض لا يجد حاجة إلى الخروج من بوابة المركز، فلدينا مختبر مجهز بأحدث الأجهزة والآلات، ويشرف على قسم الأشعة فوق الصوتية طبيب متخصص، ومن مزايا هذا القسم وجود تصوير مقطعي، وهذا الجهاز بشهادة الأطباء هو أفضل جهاز على مستوى الشرق الأوسط وهذا القسم موصول بخط مع جوسلين في بوسطن، وإلى جانب هذا كله، يجد المريض صيدلية مجهزة بكل ما يحتاج له مريض السكر من أدوية وطعام».

وتطرق البلوشي إلى الجانب التعليمي مشيرا إلى أن «المركز يحتوي على قاعات للمحاضرات، ولا نكتفي بالكلام فقط بل إننا نوفر مطبخا لتعليم مرضى السكر كيفية الطبخ والتعامل مع المرض والتعايش معه بصورة طبيعية، ويجد المرضى أيضا وحدة التغذية والتثقيف لإكمال هذا الجانب، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل المركز يحتوي على مكتبة مجهزة بكل ما يحتاج إليه المريض والطبيب، وهي مكتبة هارفر، ونحن نسعى إلى أن نوفر جل المعلومات على الموقع الالكتروني الذي يفتتح بعد ستة شهور».

واختتم البلوشي الحديث خلال جولة «الوسط» في المركز قائلا: «نحن في المركز نركز على العناصر البحرينية، ولكن المشكلة الأساسية هي قلة المتخصصين في السكر في المملكة، وهؤلاء القلة لديهم عياداتهم الخاصة ومشاغلهم، ولا ننسى أن نذكر أن صاحب المشروع رئيس مجلس الإدارة خالد كانو الذي يعد أبا للمشروع بحق، استطاع انتزاعه من دبي بعد منافسة طويلة، وبالتالي فإن أية دولة خليجية تريد المضي في المشروع أو افتتاح مركز لها فعليها أولا أن تأتي لجوسلين البحرين».

مضيفا أنه «عندما نتحدث عن السكر فإن 25 في المئة من سكان البحرين مصابون به، والنسبة مرتفعة جدا في الشرق الأوسط، بل انها بالنسبة إلى العالم منطقة وباء سكري (...). الحكومة هي من المساهمين في الشروع، وأكثر المساهمين هم بحرينيون وآخرون من دول الخليج وبهذا المشروع نسعى إلى أن يعيش المريض مع داء السكر بصورة طبيعية، وبالنسبة إلى الأسعار فإنها مناسبة بالنسبة إلى مستوى الدخل، وبالنسبة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة والفقراء نحاول استقطاب الصناديق الخيرية وعمل اللازم لمساعدة من لا يستطيع دفع الكلفة».

يذكر أن خالد كانو وقع الاتفاق مع مركز جوسلين للسكر التابع لكلية الطب بجامعة هارفر الأميركية لمدة خمس سنوات.

من جانبه قال مدير مركز جوسلين للسكر في بوسطن والأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفر: «إن منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمة من حيث نسبة السكان المصابين بالمرض أو المعرضين لخطر الإصابة، وعلاقة الانتساب بين المركز الذي يقع مقره الرئيسي في بوسطن بالولايات المتحدة وبين مركز الخليج التخصصي للسكر في البحرين تسمح لجوسلين الأم بنقل خبراته إلى الفريق البحريني»