العدد 506 - السبت 24 يناير 2004م الموافق 01 ذي الحجة 1424هـ

البحرين ودرس ريال مدريد!

يستحق لاعبو منتخب البحرين لكرة القدم... التحية والورود والتقدير.

وتجسد تقدير التضحية والجدية والإبداع في استقبال جلالة الملك وفي عناية ولي عهده، وفي حسن الوفادة لكل الفعاليات البحرينية.

واستحق التحية من كل وجدان الشعب البحريني والحب واستقبال الجميل بالجميل.

يستحق كل لاعب أن تحتفي به الصحافة الرياضية وأن تنشر له صورا عملاقة وحوارات طويلة وأن تحاصره العدسات وكاميرات واستوديوهات التلفزيونات.

استحق التقدير والاحترام وهو في الكويت من إعلام الكويت وكل إعلام الخليج والعالم العربي، وتأكد العالم أن لا أحد جامل منتخب البحرين عندما منحه الفيفا لأول مرة خليجيا وعربيا جائزة فريق العام المتطور. فقد أكد أنه لا يتطور ولكنه يقلع، يطير ويحلق في فضاءات قزاحية، وأكد أنه استحق بطولة الخليج، لا وصافتها.

ومنتخب البحرين يستحق كل قصائد الغزل وكل انشادات المديح - وهذا حقيقي وأقوله صادقا... ولكن...

كل هذه الجماهير التي ترميه بالورود لن تغفر له قيد أنملة إذا تخلى عن جديته وإبداعه ولو في مباراة واحدة مقبلة.

ستعصف الأرض بطلال يوسف إذا لم يعد يبدع ويقتنص ويتثعلب ويسجل الأهداف ويمنح الاحتفالية ويزرع الأعياد.

كل الصحف وكل الإعلام الرياضي الذي طبل وزمر للاعبي البحرين عندما تألقوا سينتقدهم بقسوة إذا ما أهملوا وإذا ما استهتروا وإذا ما دخلهم الغرور واستصغروا خصومهم ولم يحترموا جمهورهم.

إن تطور مستوى منتخب البحرين لابد أن يتأكد في تصفيات كأس العالم وفي نهائيات كأس أمم آسيا في الصين وفي «خليجي 17» في الدوحة وفي أولمبياد أثينا.

ولست شوفينيا لأطلب من لاعبي البحرين أن يتحولوا إلى سوبرمانات أو إلى شخصيات خارقة بالقدر الذي أذكرهم فقط أن مستوى «خليجي 16» في الكويت كان ضعيفا وهذا الرأي جاء بالإجماع لكن هذا لا يعني أن نغبن حق تألق الفريق البحريني أو نسرق منه حقه في الجدية والإبداع، إنما نسوق هذا لإيقاف أي نزيف للغرور - ولاحباط أية مناورة للتعالي، فالرجل المتواضع سيد الرجال واللاعب المتواضع أفضل وأقوى اللاعبين ولنا مثلٌ في ريال مدريد أقوى وأفضل فريق في العالم من حيث النجوم والإمكانات، فهو عندما يفتقد لياقته النفسية يأتي فريق صغير جدا مثل ألباسيتي ليهزمه وليمسح به الأرض!

إنني أرى في جيل لاعبي منتخب البحرين الحالي نبتة طيبة لغرس يانع زاهر لكرة القدم البحرينية... شريطة عدم الغرور واستمرار الجدية.

مدير تحرير مجلة «الصقر

العدد 506 - السبت 24 يناير 2004م الموافق 01 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً