أبدت حركة «حماس» عدم اهتمامها بمحكمة لاهاي التي ستنظر نهاية الشهر الجاري في قضية الجدار الذي تبنيه «إسرائيل» حول الضفة الغربية. وأكد القيادي البارز في الحركة عبدالعزيز الرنتيسي ان «الأمر ليس أمر جدار فاصل ولا أمر مغتصبات، بل هو أمر وطن، فالآن الوطن بكامله من بحره إلى نهره في قبضة العدو الصهيوني، وبالتالي لا ننظر الى لاهاي ولا إلى مجلس الأمن ولكن ننظر إلى المقاومة والى الجهاد حتى نطهر أرضنا من دنس هؤلاء القتلة».
في المقابل، أعرب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن استمرار دعمه لعرض قضية الجدار على محكمة العدل الدولية معتبرا مقاطعة «إسرائيل» جلسات المحكمة هروبا من القانون الدولي.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثين الأسبوع الحالي لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لإجراء تغييرات في الجدار وللمساعدة في بلورة قرار حول ما إذا كانت واشنطن ستدعم خطته لإزالة مستوطنات من قطاع غزة.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات
أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ثقته في عدالة قضاة محكمة العدل الدولية التي تبدأ مداولاتها للنظر في مشروعية إقامة «إسرائيل»، «الجدار الفاصل» في الضفة الغربية. في حين استشهد فلسطينيان أحدهما مزارع والآخر قضى متأثرا بجروح أصيب بها أول أيام عيد الأضحى خلال توغل إسرائيلي.
وقال الرئيس الفلسطيني «إن مقاطعة (إسرائيل) لجلسات المحكمة دليل على تهربها من الدفاع عن نفسها أمام القانون الدولي». ونبه عرفات في مؤتمر صحافي عقب لقائه نائب وزير خارجية جنوب إفريقيا عزيز بهادر الى أن حكومة «إسرائيل» ترفض القرارات الدولية. موضحا أن المحكمة تعمل وفق قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وهذه ليست المرة الأولى التي يرفضون فيها قرارات صادرة عن الأمم المتحدة. وأضاف، إنهم يرفضون تنفيذ ما اتفقنا عليه مع شريكنا رئيس الوزراء الاسرائيلى الراحل اسحق رابين الذي اغتيل من قبل هذه الفئة المتطرفة. نحن نعاني الآن جميعا من ذلك لأنهم لا يريدون تنفيذ التزامات سلام الشجعان وكل الاتفاقات الثنائية مع الفلسطينيين. مشددا على التزام الفلسطينيين بالسلام وخطة «خريطة الطريق».
من جانب آخر قال القيادي البارز في حركة حماس عبدالعزيز الرنتيسي في مسيرة ضمت 5 آلاف فلسطيني من أنصار الحركة «هذه المسيرة جاءت لتقدم التهاني لأسر الشهداء وتقول إن الشعب الفلسطيني يقف مع خيار المقاومة وخيار الجهاد والاستشهاد». وأضاف الرنتيسي «كلما صعد العدو الصهيوني في ارتكاب جرائم جديدة بحق الشعب الفلسطيني وفي ممارسة الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني عليه أن يتوقع ردودا قاسية». وفي الإطار ذاته جدد الرنتيسي دعوته إلى رئيس الوزارء الفلسطيني احمد قريع إلى عدم عقد أي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إذ خاطب قريع بالقول «توقف عن هذا الهراء فاللقاء مع أعداء الله الذين تلطخت أياديهم بدماء المسلمين أمر مرفوض وهذه اللقاءات تشجع هؤلاء القتلة على ممارسة المزيد من القتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني».
وعلى صعيد آخر أبدى الرنتيسي عدم اهتمامه بمحكمة لاهاي وأكد أن «الأمر ليس أمر جدار فاصل ولا أمر مغتصبات بل هو أمر وطن فالآن الوطن بكامله من بحره إلى نهره في قبضة العدو الصهيوني وبالتالي لا ننظر إلى لاهاي ولا إلى مجلس الأمن ولكن ننظر إلى المقاومة والى الجهاد حتى نطهر أرضنا من دنس هؤلاء القتلة».
في الجانب الإسرائيلي قررت المنظمات اليمينية الإسرائيلية غزو شوارع لاهاي عشية عقد جلسة البث في شرعية وقانونية جدار الفصل العنصري من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي. ولهذا الغرض قدمت جماعة إسرائيلية مؤيدة لبناء الجدار الفاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة إغراءات للإسرائيليين لتشجيعهم على السفر إلى لاهاي للمشاركة في مظاهرات مؤيدة لـ «إسرائيل».
وبحسب المصادر الإسرائيلية فانه يعرض على كافة هواة السفر الزهيد الكلفة في «إسرائيل» الاقتراح التالي السفر إلى لاهاي بكلفة 188 دولارا فقط عوضا عن 300 و350 دولارا مقابل إجبارهم على المشاركة بمظاهرات من اجل دعم «إسرائيل» أمام المحكمة الدولية في لاهاي خلال إجرائها مداولات حول جدار العازل.
وفي تطور آخر قالت مصادر دبلوماسية إن واشنطن سترسل مبعوثين إلى «إسرائيل» الأسبوع المقبل لإجراء محادثات تعتبر مهمة لقرار أميركي بشأن ما اذا كانت واشنطن ستؤيد خطة أرييل شارون رئيس وزراء «إسرائيل» لإزالة مستوطنات من قطاع غزة. وأضافت المصادر أنه من المتوقع أيضا أن يسعى المبعوثون الاميركيون إلى الحصول على التزام شارون بإدخال تعديلات على مسار حاجز تقوم «إسرائيل» ببنائه في الضفة الغربية حتى لا يتوغل في الأراضي التي يريد الفلسطينيون إقامة دولة عليها. في حين طالب اثنان وعشرون مثقفا وسياسيا مستقلا عربيا الرئيس الاميركي عدم لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما يزور واشنطن الشهر المقبل. ووقعوا رسالة مفتوحة موجهة لبوش واصفين شارون بالعقبة الأساسية أمام السلام.
ميدانيا أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينيا قرب مدينة جنين بشمال الضفة الغربية في ساعة مبكرة من صباح أمس. وأفادت تقارير فلسطينية أن القتيل مزارع من قرية قباطية يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما وكان في طريقه إلى حقله عند مفترق طرق قرب ضواحي البلدة إذ يجني المزارعون محصولهم. وتوفي فلسطيني آخر عضو في كتائب شهداء الأقصى في مستشفى إسرائيلي متأثرا بجروح أصيب بها خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مدينة أريحا بالضفة الغربية قبل 12 يوما.
غزة - يو بي آي
دعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان أمس الصحافيين إلى التوقف تماما عن تغطية أية فعاليات للأجهزة السيادية كافة ووزارة العدل بمكوناتها في السلطة الفلسطينية وذلك حتى تكشف جميعها عن ما وصفته بالجرائم التي تستهدف الصحافيين ومرتكبيها. وجاء بيان النقابة عقب إحراق سيارة الصحافي مدير مكتب صحيفة «الحياة الجديدة» منير أبورزق في غزة فجر أمس على يد مجهولين في اعتداء يعد الثالث من نوعه الذي يستهدف الصحافيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، إذ كان تعرض الصحافي سيف الدين شاهين مراسل فضائية «العربية» الشهر الماضي إلى اعتداء جسدي وسط مدينة غزة. ووصفت النقابة الاعتداء الاخير بالجبان وقالت: «ان هذا الاعتداء يمثل حلقة في مسلسل الإرهاب المادي والمعنوي الذي يتعرض له الصحافي الفلسطيني من فئات لا تريد الخير لشعبنا» داعية في الوقت ذاته الحكومة الفلسطينية إلى تحمل مسئوليتها في توفير الأمن والأمان للصحافيين. كما حثت منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية على تحمل مسئولياتها الوطنية. وأعلنت النقابة تنفيذ اعتصام احتجاجي أمام مقر النائب العام يوم غد الأحد
العدد 526 - الجمعة 13 فبراير 2004م الموافق 21 ذي الحجة 1424هـ