تلوح في الأفق بوادر لأطروحة جديدة لتسوية قضية نقل السلطة إلى العراقيين بعد زيارة وفد الأمم المتحدة إلى العراق فقد أكدت مصادر عليمة أن اللقاء الذي تم بين آية الله العظمى السيدعلي السيستاني وممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي في النجف الأشرف كان صريحا، وتناول أبرز القضايا التي تتعلق بمستقبل العراق السياسي وخصوصا الانتخابات العامة والدستور واقامة حكومة شرعية منتخبة. وقد قدم السيستاني شرحا وافيا لموقفه تجاه قضية الانتخابات، وأكد أن المسألة لا تتعلق بإخراج أية دولة أو جهة خارجية أو داخلية، وانما المقصود تلبية رغبة الأكثرية المطلقة من الشعب العراقي بإجراء انتخابات عامة ونزيهة في ظل وضع زمني جيد لكي يختار الشعب العراقي ممثليه الحقيقيين.
وأشارت المصادر إلى أن السيدالسيستاني لم يرفض فكرة تأجيل الانتخابات إلى وقت آخر مناسب إذا رأت الأمم المتحدة استحالة إجرائها حاليا، ولكن بشرط ان تكون هذه الانتخابات نزيهة وتشرف عليها الأمم المتحدة، ولا يوجد أي سبب لعدم قبول نتائجها من قبل الجميع. وأوضحت المصادر أن الاخضر الابراهيمي رحب بافكار السيستاني، واعتبر ذلك دعما لمهمته في العراق. وحسب المصادر فإن الابراهيمي اشار إلى انه لا توجد أية تناقضات بين رأي السيستاني ورأي الأمم المتحدة فيما يتعلق بإجراء الانتخابات، فكلا الطرفين يقر بشرعية هذه القضية، والمطلوب وضع آلية لتنفيذ هذه الأفكار المشتركة في زمن معقول وبالطريقة التي يوافق عليها جميع العراقيين. وتقول المصادر إن السيستاني ربط بين الانتخابات العامة وإعداد الدستور من قبل هيئة مختصة يقرها المجلس الوطني الذي يقوم أيضا بتسمية الحكومة الدائمة، وكل ذلك يجري في نطاق إرادة الشعب العراقي وليس من خلال تعيينات قوات التحالف. وأضافت المصادر أن السيستاني ركز أيضا على أن تأخذ الأمم المتحدة دورها الرئيسي في العراق، وأن يتم خروج قوات التحالف حالما تبدأ قوات الأمم المتحدة التمركز في العراق، وطالب بتشريع هذه العملية ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق
العدد 526 - الجمعة 13 فبراير 2004م الموافق 21 ذي الحجة 1424هـ