واصلت الهند وباكستان أمس الجولة الثانية من المحادثات لوضع جدول أعمال لعملية سلام من المتوقع أن تطول تتصدرها مشكلة كشمير والأمن النووي.
وأعلن الجانبان عن رضاهما عن التقدم الذي أحرز في اليوم الأول من المحادثات التي جرت بين مسئولي وزارتي الخارجية، ويهدف اليوم الثاني إلى تمهيد الطريق أمام اجتماع يعقد على المستوى الوزاري اليوم بين وزيري خارجية البلدين.
وهناك اتفاق عام على إحياء «حوار مركب» يغطي ثماني نقاط للنزاع في إطار عملية سلام تعثرت العام 1998 ثم انهارت تماما في قمة فاشلة عقدت في مدينة أكرا بالهند في يوليو/ تموز العام 2001.
ولاتزال الخلافات قائمة بين الجانبين بشأن الاطراف التي ستشارك في المحادثات التي تحدد مصير منطقة كشمير، وتطالب باكستان بان يكون الحوار على المستوى السياسي للحفاظ على قوة الدفع، بينما تفضل الهند ترك المسألة لوزارتي الخارجية وهو الإطار الذي اتفق عليه العام 1998. في غضون ذلك غادر نيودلهي ثمانية باكستانيين بينهم أربعة أطفال عائدين إلى بلادهم بعد أن أعلنت الهند «التي كانت تحتجزهم بعد أن ضلوا طريقهم إلى أراضيها» إطلاق سراحهم. كما رحب الاتحاد الأوروبي باستئناف كل من الهند وباكستان للمحادثات، وقال منسق السياسة الخارجية خافير سولانا إن الاتحاد يشجع بكل ثقله توجه الدوليتين إلى حل النزاعات القائمة بالطرق السلمية وإرادتهما المعلنة في بلورة آليات جديدة من التعاون الإقليمي في المنطقة. من جهته هدد «مؤتمر حريات لكل الأحزاب» الكشميري بالانسحاب من عملية الحوار مع الهند إذا لم تف بوعودها بوقف انتهاكات حقوق الإنسان في كشمير، كما قالت الشرطة الهندية إن مسلحين قتلوا ثاني مسئول في الحزب الحاكم في الشطر الهندي من كشمير.
من جهة أخرى قالت الصين أمس إن بكين ونيودلهي أحرزتا تقدما ايجابيا بجولتي محادثات الحدود لإيجاد تسوية شاملة للمسألة. جاء ذلك في بيان لمتحدث باللجنة المركزية للحزب الصيني الحاكم، وتشير الأنباء الى أنه على رغم السرية التي فرضها الجانبان على مجرى المحادثات فإن هذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها الحزب الحاكم في الصين بشأنها. وكانت العلاقات بين بكين ونيودلهي شهدت دفعة قوية بزيارة قام بها رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي لبكين في يونيو/ حزيران العام الماضي اتخذ خلالها البلدان خطوات مهمة على صعيد إيجاد تسوية للمسألة الحدودية
العدد 530 - الثلثاء 17 فبراير 2004م الموافق 25 ذي الحجة 1424هـ