عبر سلسلة من المقالات نشرت في إحدي الصحف المحليةوجه أحد الكتاب كيلا من الاتهامات والشتائم الى الشهيد السعيد السيدمحمد باقر الحكيم، متهما اياه بالخيانة والتخاذل مع قوات الاحتلال الأنجلوأميركي، ذلك لأن السيدالحكيم لم يتخذ المقاومة المسلحة خطوة أولى لمواجهة قوات الاحتلال وقد أظهر الكاتب نفسه في تلك المقالات بأنه أكثر حبا للعراق وللعراقيين من السيدالحكيم الذي أفنى جل عمره في مقاومة حكم السفاح صدام، ولقد كان شأن السيدالحكيم هو شأن عائلة الحكيم وشأن الكثيرين من الأخوة والأخوات العراقيين المجاهدين من اسلاميين ووطنيين الذين قدموا ارواحهم قرابين للعراق وللعراقيين.
وكما كان للكاتب الحق في التحدث في الشأن العراقي ويعبر متى وكيفما شاء، فانه لنا الحق أيضا ان نعقب ونتساءل: أين كان الكاتب من تلك الجرائم التي كان يرتكبها صدام بحق شعبه وبحق جيرانه؟ ولماذا كان صامتا؟ وهل كان محقا في مقالاته التي كتبها عن الحكيم؟ وهل حقا كان همه العراق والعراقيين؟ أم كان همه هو الاساءة الى السيدالحكيم؟ لقد بدا واضحا ان همه الاساءة الى السيدالحكيم، وذلك من خلال شخصنته لتلك المقالات أي التحدث والتهجم كثيرا على الشخص نفسه لا على أفكاره وانتقادها ومحاولة اثبات عدم صحتها.
فما يخص المقاومة المسلمة، نقول للكاتب انه منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها السيدالحكيم الاراضي العراقية افصح عن الاستراتيجية التي سيتبعها ضد قوات الاحتلال، وقال «اننا سنبدأ بالمقاومة السلمية واذا لم تتحقق الاهداف من خلالها سنتبع اسلوبا آخر معهم»، مشير الى ان المقاومة المسلحة وكانت تلك الاستراتيجية محل اجماع كل المراجع الشيعية في العراق بلا استثناء، وها هو السيد السيستاني ينتهجها. فهل انتقده الكاتب؟!
ان الجهاد لا يتحرك من خلال العواطف والهمجية كما هو لدى البعض وانما يتحرك من خلال الاحكام الشرعية التي تحكمها الظروف الموضوعية.
ان الدعوة الى المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال منذ البدء كانت دعوة واضحة وصريحة الى عودة النظام الصدامي المقبور، اذ كان الحزب البعثي يحتفظ بجزء كبير من قواته وامكاناته التي بنيت على مدى 35 عاما، فنأمل ان تلك لم تكن دعوة الكاتب.
حسن تركي
العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ